باريس تكافئ نظام العسكر… يميني متطرف نائبا لرئيس مجموعة الصداقة الجزائرية- الفرنسية 

في ردّ جدير بمستوى علاقات الصداقة والأخوة التي تجمع نظام العسكر الجزائري بـ”ماما فرنسا”، تم تعيين النائب الفرنسي عن اليمين المتطرف جوزي غونزاليس نائبا لمجموعة الصداقة الجزائرية- الفرنسية في البرلمان الفرنسي، وهو ما أثار جدلا واسعا، كون هذا الشخص، الذي ينتمي إلى حزب ماري لوبان اليميني المتطرف، يتبنى أطروحات ممجدة للاستعمار وينكر جرائم الاستعمار الفرنسي في مقاطعتها السابقة بشمال افريقيا.

الخبر جاء في تغريدة للنائب جوزي غونزاليس، على حسابه بموقع “تويتر”، حيث قال: “يسرني كثيرا أن أعلن أن مكتب الجمعية الوطنية عينني نائبا لرئيس مجموعة الصداقة بين فرنسا والجزائر”.

وأضاف جوزي غونزاليس أن “هذا التعيين دلالة على اهتمامي الخاص بالعلاقات الفرنسية الجزائرية”.

وخلف هذا التعيين نقاشا حادا ورفضا واسعا، إثر التصريحات التي أدلى بها النائب الفرنسي جوزي غونزاليس في وقت سابق، حيث مجد خلالها مرحلة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

العديد من الجزائريين اعتبروا أن هذا القرار الفرنسي يعد استفزازا واضحا من قبل النظام الفرنسي لنظيره الجزائري، بموازاة إعلان الرئيس الجزائري المعيّن عبد المجيد تبون عن زيارة مرتقبة إلى فرنسا، التي أطنب في خطب ودها وكيل المديح لها وذلك عبر حوار مرتب أجرته معه صحيفة “لوفيغارو” يوم الجمعة 30 دجنبر 2022، مقابل وابل من الادعاءات الكاذبة والتصريحات العدائية ضد المغرب.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد زار الجزائر، في شهر غشت 2022، للبحث عن مزيد من الغاز في ظل أزمة الطاقة التي يعرفها العالم، دون أن يعتذر للجزائريين عن تصريحات سابقة أساء فيها إليهم بعدما أكد أن الجزائر”قامت بعد استقلالها على نظام ريع الذاكرة الذي كرسه النظام العسكري فيها”، مشيرا إلى أن هذا الأخير “أعاد كتابة التاريخ الاستعماري الفرنسي للبلاد، بمرجعية نابعة من الكراهية لفرنسا”.

وشكك الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل الإستعمار الفرنسي للبلاد، عام 1830 متسائلا: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ّ”، وتابع بنبرة ساخرة أنه “مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها”، في إشارة إلى الإمبراطورية العثمانية.

وقال ماكرون خلال لقاء له مع مجموعة من الطلبة الجزائريين، ومزدوجي الجنسية في باريس، إن “الرئيس الجزائري تبون رهين لنظام متحجر”، مضيفا “أرى أنه عالق في نظام شديد التصلب”.