“شان” الجزائر.. حافلات مصفحة لنقل اللاعبين دليل على غياب الأمن والاستقرار في بلاد شان-قريحة

عندما انتقدت وسائل الإعلام الدولية تلك الحافلات المصفحة التي خصصها نظام العسكر الجزائري لنقل لاعبي الفرق المشاركة في “شان” الجزائر، استنفر كابرانات فرنسا كل أبواقهم الدعائية وذبابهم الالكتروني، للرد على كل من سولت له نفسه إبداء ملاحظات حول هذه الـ”الكائنات” الغريبة التي تبدو وكأنها خرجت للتو من أحد أفلام الخيال العلمي.

أبواق العسكر الجزائري برّرت شكل هذه الحافلات الغريبة، والتي تشبه إلى حد بعيد مدرعات تسير في الشوارع، بالدواعي الأمنية، وقالت إنها صممت لكي تكون مضادة للرصاص، حيث لا يمكن اختراقها، وذلك لتوفير الأمن للاعبين المشاركين في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين التي ستنظم ما بين 13 يناير الجاري إلى غاية 4 فبراير المقبل بكوريا الشرقية.

جميل جدا أن يتم توفير كل شروط السلامة والأمن للاعبين المشاركين في هذه الكأس، إلا أن نظام العسكر وأبواقه الدعائية لم يكشفوا عن طبيعة الأخطار التي تتهدد اللاعبين المشاركين في هذه الكأس، بل إنهم لا يخجلون في نشر وترويج شعارات تتحدث عن بلادهم كقوة عظمى إقليميا وقاريا وعن الاستقرار والسلم الذي يسودها، وهي تناقضات تكشف حجم التخبط الذي يعيشه نظام العسكر في ظل الرفض الشعبي والعزلة الدولية.

كل شيء في الجزائر، يذكرك بالثكنة وبالجيش الذي يدعي زورا انه سليل جيش التحرير الوطني، ولم تسلم حتى حافلات “الشان” من هذا الأمر حيث إنها تشبه إلى حد بعيد، تلك التي تطالعك في أفلام الخيال العلمي التي تتحدث عن الفوضى والحروب القادمة بعد انهيار الحضارة الإنسانية.

ولنا ان نتخيل نفسية اللاعب الذي سيجد نفسه فجأة وسط علبة مغلقة وبدون نوافذ، وما هي الأفكار السوداوية التي ستجول بخاطره، عندما ستغلق عليه الأبواب وتبدأ الحافلة في اختراق شوارع المدن الجزائرية في غياب تام للنوافذ التي يمكن ان يرى من خلالها ماذا يجري في الخارج…

أحد الظرفاء علق على الأمر قائلا، إن المرور بهذه التجربة ستجعل أي لاعب يفكر في اليوم الأخير لـ”الشان”، حتى يغادر كوريا الشرقية بسلام، ولن يكون على كامل الاستعداد لخوض المبارايات وهو ما سيجعل حظوظ المنتخب الجزائري للظفر باللقب مرتفعة، لأنهم أهل مكة وادري بشعابها…

وفي تعليق آخر على مواقع التواصل الإجتماعي، قال أحد النشطاء إن سبب اختيار هذه الحافلات المصفحة، هو الحيلولة دون الإطلاع على واقع الحال بالجزائر، حيث إن النوافذ المصفحة لن تسمح للاعبين برؤية شوارع وأزقة المدن الجزائرية وكذا الطوابير الطويلة التي يصطف من خلالها الجزائريون للحصول على قسط قليل من المواد الغذائية الضرورية، وهو ما سيعري النظام ويكشف طبيعته الفاسدة.

والحقيقة أن اختيار هذه الحافلات الغريبة يكشف بالملموس مدى تردي الوضع الأمني في بلاد الشان- قريحة رغم ريع النفط والغاز، الذي يتم تبذيره في قضايا بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب وهمومه، كما هو الشأن بالنسبة لدعم وإيواء انفصاليي البوليساريو وتمويلهم وتسليحهم وتسخير كل الإمكانيات والوجستيكية والدبلوماسية للدفاع عن أطروحتهم المشروخة في المحافل الدولية..

ماذا سيقول نظام العسكر وكيف ستردّ أبواقه وذبابه الالكتروني على العواصم الدولية التي دأبت على نشر بيانات تحذيرية، تنصح من خلالها رعاياها بعدم زيارة الجزائر بسبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن، والحال أن بلاد الشان-قريحة أكدت بالملموس وبما لا يدع مجالا للشك، انها فعلا بلاد غير آمنة وتسود فيها كل شروط عدم الاستقرار، لأن رؤية حافلة مصفحة وهي تجوب الشوارع لنقل اللاعبين من مقرات إقامتهم صوب الملاعب، هو دليل قاطع على هذا الوضع الأمني المتردي…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar