إلى تبون العسكر..مانديلا تدرب في المغرب لأن الجزائر لم تكن موجودة سنة1961

في محاولة لتغليط الرأي العام الجزائري والدولي، وكعادته في تحريف التاريخ، قال الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون، أمس الخميس، إن نيلسون مانديلا قال: “أنا جزائري..الجزائر وطني”!

جاء ذلك خلال حفل لتدشين ملعب براقي بالعاصمة الجزائر، والذي أطلق عليه اسم “نيلسون مانديلا”، في محاولة فاشلة للركوب على التاريخ النضالي لأيقونة الكفاح ضد  نظام الأبارتيد “ماديبا”…

الأكاذيب التي أطلقها تبون العسكر أمس الخميس أمام وسائل الإعلام، وخاصة قناة “بيين سبورت” التي كانت حاضرة لتغطية هذه المسرحية، لا يمكن المرور عليها مرّ الكرام وتستدعي بعض التوضيحات التي سنفند من خلالها علاقة مانديلا مع المغرب والجزائر التي ادعى تبون ان ماديبا زارها في 1961!

يجب التوضيح بداية أن نيلسون مانديلا لم يزر الجزائر سنة 1961، كما يدعي تبون وأبواق الدعاية العسكرية الجزائرية، لأن الجزائر لم تكن موجودة آنذاك، ولم يزر كوريا الشرقية إلا بعد إطلاق سراحه سنة 1990وهي زيارة كانت ضمن جولة لمانديلا بالعديد من الدول التي سانت حركته التحررية، وضمنها المغرب، الذي زاره في نفس السنة كما أعاد زيارته لعدة مرات أكثر من زيارته للجزائر التي يتبجح الكابرانات بصداقته وعلاقتهم الوثيقة به.

وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى ان الزيارة التي يتحدث عنها تبون وأبواق العسكر الدعائية كانت للمغرب وليس للجزائر، وقد جاء منديلا إلى المغرب بعد زيارة لاثيوبيا التي كان يحكمها آنذاك الامبراطور هيلا سيلاسي، وبعد زيارة قصيرة لمصر توجه مباشرة إلى المغرب وكان يستعمل آنذاك جواز سفر اثيوبي باسم “دافيد موتسامايي”، كان ذلك سنة 1962 بعد تأسيس جناح عسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي.

afsmSans titre 13

كان مانديلا يستعمل خلال زيارته للمغرب جواز سفر اثيوبي باسم “دافيد موتسامايي”

 

بعد عودة مانديلا من المغرب، وليس من الجزائر لأنها لم تكن موجودة آنذاك، تم القاء القبض عليه بعد ان اكتشفت سلطات نظام الابارتيد زيارته للمغرب وخطته للقيام بالكفاح المسلح، بعد ان اقتنع ان النضال السياسي لا يجدي نفعا مع نظام ديكتاتوري قاتل…

كانت أول زيارة يقوم بها مانديلا للمغرب، في شهر مارس من سنة 1962، وكانت المملكة آنذاك تشكل قبلة لحركات المقاومة ورموز التحرر في إفريقيا، وكانت أراضيها تحتضن جيش التحرير الوطني الجزائري في مجموعة من المواقع وخاصة في وجدة وازغنغان وبركان والناظور…

بعد إطلاق سراحه سنة 1990، عاد مانديلا لرئاسة حزب المؤتمر الوطني الافريقي، وأطلق حملته الانتخابية، وبدأها بجولة في العديد من الدول لشكرها على مساندتها لحزبه في كفاحه ضد نظام الفصل العنصري، وزار العاصمة الرباط، وحظي باستقبال كبير من قبل الملك الراحل الحسن الثاني.

وهذه حقيقة تفند أكاذيب تبون العسكر الذي يدعي ان أول بلد زاره “ماديبا” بعد إطلاق سراحه هو الجزائر، ثم إن  الادعاء بان مانديلا قال بان الجزائر هي هو وطنه الثاني، لا أساس له من الصحة ونتحدى ابواق النظام العسكري ان يكشفوا لنا عن منرجع موثوق به بهذا الخصوص. لم يسبق لمانديلا ان قال هذا الكلام، سواء في تصريحاته أو حتى في مذكراته، وكان ما قاله في مرافعته يوم 20 ابريل 1964 خلال محاكمته الشهيرة، هو أن جولته الافريقية(وضمنها زيارته للمغرب) كانت ناجحة وكانت كل الدول والشعوب والزعماء الأفارقة يدعمون حركة تحرير جنوب افريقيا ويتعاطفون مع قضيته وقد ذكر مانديلا بعض الزعماء بعض الدول، وهو ما يعني ان كل هذه الدول يمكنها ان تكون بلدا ثانيا لزعيم المؤتمر الافريقي، إلى ان يثبت عكس ذلك ويأتي كابرانات فرنسا بمراجع حقيقية يقول فيها:”أنا جزائري..والجزائر وطني” كما جاء في ادعاءات طبون خلال مسرحية امس بمسرح براقي أو نيلسون مانديلا كما يحلو لنظام العسكر ان يسميه…

يشار إلى أن منديلا أصبح رئيسا لجنوب إفريقيا يوم 27 أبريل 1994، وفي 27 أبريل 1995 وأثناء إلقائه خطابا للاحتفال بحركة المقاومة المسلحة وكفاح المؤتمر الوطني الافريقي من أجل تحرير جنوب إفريقيا من نظام الفصل العنصري، نوه بالدكتور الخطيب ودوره في دعم بلاده.

وقال “هناك رجل قام برحلة طويلة ليلتحق بنا في هذه الاحتفالية، إنه أحد المناضلين الكبار وكان وزيرا في حكومة بلاده مكلفا بالشؤون الافريقية، وقد قمت بزيارة لبلده في سنة 1962 وقلت له آنذاك: “أريد أن أقابل جلالة الملك”، وسألني: لماذا؟ وقلت: إننا أنشأنا جيشا، ونريد أن ندرب جنودنا ونريد أسلحة وأموالا”.

 وتابع مانديلا: “وقال لي إنه يتفهم جيدا مغزى ومضمون مهمتي، لأنه بكل بساطة عاش هو كذلك نفس الأوضاع مثلنا، وقال لي اذهب رفقة رجالك إلى العاصمة دار السلام، وسأرسل طائرة لنقلهم إلى بلادي، وسأعمل على تدريبهم”.

وواصل مانديلا حديثه “لقد سألني عن نوع الأسلحة التي نريدها، وأين تريدون تسلمها؟، وأطلعته على بعض التفاصيل وقلت له أن يرسلها إلى دار السلام. وقال لي أي مبلغ تريدون؟ وقلت له: أريد 5000 ليرة بريطانية، وكانت 1000 ليرة حينها تعادل ما يقرب المليون يومنا هذا”.

 واستطرد مانديلا: “قال لي: إرجع غدا، عند حدود التاسعة، ورجعت على الساعة الثامنة صباحا، وقال لي: هذا مبلغ 5000 ليرة الذي طلبته، ولست في حاجة إلى وصل يؤكد تسلمها، أريدك أن تذهب وتضعها في حسابك البنكي بلندن. وبعد ذلك سألني سؤالا آخر: ألا تزال تريد رؤية جلالة الملك؟ وقلت له: لا”.

إثر ذلك خاطب مانديلا الحضور قائلا “أقدم إليكم الدكتور الخطيب من المملكة المغربية…أريدكم أن تحيوه بحرارة مرة أخرى”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar