فرنسا تحترق على نار هادئة وواشنطن تشيد بالدور العالمي لجلالة الملك في دعم السلام والأمن

مجهودات جلالة الملك محمد السادس في سبيل ترسيخ السلام والتعايش، وسياساته المولوية الرشيدة لإحلال الأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، كانت محط إشادة من قبل مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية “ميشيل سيسون”، أمس الأربعاء بالرباط، على هامش ندوة صحفية عقب مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.

مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، أكدت في كلمتها أن بلادها تقدر عاليا دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دعم السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحول العالم، كما أن المملكة تستضيف مكاتب ما لا يقل عن 21 وكالة تابعة للأمم المتحدة، وهو الأمر الذي يعكس الريادة المغربية ودورها الأساسي كقوة إقليمية ملتزمة بالدبلوماسية المتعددة الأطراف.

وأعربت ميشيل “سيسون” على مدى تقدير إدارة بايدن لمساهمات المملكة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، مؤكدة على فرحتها الكبيرة لوجودها في المغرب، أحد أقرب وأقدم حلفاء الولايات المتحدة، حيث تعود الصداقة المغربية الأمريكية إلى زمن إنشاء الولايات المتحدة الأمريكية.

ورحبت سيسون بالمناقشات الإيجابية والمثمرة التي أجرتها مع الوزير ناصر بوريطة، فيما يتعلق بالتزام المغرب والولايات المتحدة بصون السلم والأمن، إذ جددت دعم بلادها لخطة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي للنزاع حول الصحراء المغربية. وتندرج زيارة ميشيل سيسون للمملكة في إطار صداقة متينة تمتد لقرون طويلة من الزمن، لتعكس عمق العلاقة التاريخية بين البلدين التي مرت عبر محطات هامة سواء خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة ومكافحة آفة الإرهاب وتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.

وتأتي الإشادة الأمريكية بالدور القيادي لجلالة الملك في تعزيز السلام والأمن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك الدور المحوري الذي تلعبه المملكة ضمن مهام الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، لتثمين الشراكة التاريخية الراسخة في مختلف المجالات.

وفي هذا الإطار يأتي الموقف الأمريكي المتميز بصدقه واحترامه المتبادل، ليعكس في مختلف أبعاده وتجلياته نموذجا مشرقا لشراكة دولية مثمرة وناجحة بين المغرب وأمريكا، على عكس الطبيعة المتقلبة للعلاقة مع فرنسا التي ما تزال غارقة في مستنقع إخفاقات الوصاية في حقبة استعمارية ماضية.

وكانت الولايات المتحدة رسميًا قد أعلنت في دجنبر 2020، أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية “جاد وموثوق وواقعي” ، واصفة إياه بأنه “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم”. كما تم توزيع الإعلان الرئاسي الأمريكي، الذي يعترف بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه، على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن عبر ست لغات في الأمم المتحدة، ويندرج هذا الموقف الأمريكي الداعم للوحدة الترابية للمغرب في إطار الشراكة التاريخية بين المغرب وامريكا، والذي أكده بيان السيدة سيسون.

ولعل الموقف الأخير للبرلمان الأوروبي بخصوص المغرب والذي كان مدفوعا من قبل دوائر فرنسية معادية للمملكة، والذي تضمن تحاملا واعتداءا سافرين على المغرب، يفسح المجال لتعزيز وتنويع الشراكات مع الحلفاء التقليديين لاسيما الولايات المتحدة، وأن العلاقات التي تعود إلى قرون بين أمريكا والمغرب لا تكتفي باستحضار الماضي، ولكنها تذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال الاستفادة من البناء التاريخي لفتح وجهات نظر متجددة ومثمرة بشكل متبادل، على عكس من يريد توظيف حقبة تاريخية بائدة لتكريس هيمنة جيواستراتيجية عفا عنها الزمن.

إن فرنسا التي لا تزال تعيش تحت وهم حقبة الوصاية البائدة، يجب عليها أن تدرك جيدا أن المغرب لن يرهن علاقاته وشراكاته الإستراتيجية مع دولة أعمتها الغطرسة الاستعمارية، لتستيقظ بعد ذلك على وقع الصدمة بعد أن استوعبت أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، و لعل الغضب الفرنسي المتصاعد نابع من قوة التموقع المغربي في اتفاقية ابراهام الذي منحه وضعا استراتيجيا عالميا كبيرا رفقة الولايات المتحدة الامريكية.

هذا التموقع المغربي الناجح والمهم الذي جاء بفضل رؤية ملكية نيرة لجلالة الملك محمد السادس، الذي نجح في الرقي بالمغرب إلى مصاف الدول الرائدة عالميا خصوصا في مجالات الهجرة واللجوء، بفضل إستراتيجيته الإنسانية، وهو ما أكدته المسؤولة الأمريكية خلال زيارتها إلى الرباط، حيث نقلت تثمين إدارة بايدن تعيين جلالة الملك محمد السادس من قبل نظرائه الأفارقة قائدا للاتحاد الأفريقي في قضايا الهجرة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar