محكمة سياتل تنظر اليوم في ملف “هاكر” فرنسي سلّمه المغرب لأمريكا

يمثل، اليوم الجمعة 27 يناير 2023، أمام المحكمة الجزائية الأمريكية بمدينة سياتل “الهاكر” الفرنسي الذي سلمته السلطات المغربية بحر هذا الأسبوع إلى السلطات الأمريكية، وذلك بتهم “التآمر والنصب عبر الكمبيوتر والاحتيال عبر الهاتف وسرقة الهوية المشددة”، وفق ما أفاد به بيان رسمي لوزارة العدل الأمريكية.

وحسب بيان وزارة العدل الأمريكية، فإن “مواطنا فرنسيا يبلغ من العمر 21 عاما، من إبينال بفرنسا، يَمثُل اليوم الجمعة 27 يناير 2023، مواجهاً لائحة اتهام طويلة من تسع تهم بالتآمر لارتكاب الاحتيال وإساءة استخدام أجهزة الكمبيوتر، والتآمر من أجل ارتكاب احتيال عبر الإنترنت، فضلا عن أربع تهم أخرى”.

وأعلن المدعي الأمريكي، نيك براون، حسب المصدر ذاته، ثبوت “الاحتيال الإلكتروني وثلاث تهم تتعلق بسرقة الهوية المشددة”، في حق سيباستيان راوولت المعروف أيضًا باسم “سيزيو كايزن Sezyo Kaizen”، مشيرا أنه “اعتُقل العام الماضي في المغرب وتم تسليمه للولايات المتحدة هذا الأسبوع”، قبل أن يتم توجيه الاتهام إليه واثنيْن من المتآمرين معه من قبل هيئة محلفين كبرى جلست في واشنطن في 23 يونيو 2021.

وسيكون أول ظهور لـ”الهاكر الشاب” الفرنسي اليوم الجمعة في الساعة الثانية بعد الزوال (بتوقيت الولايات المتحدة) أمام القاضي ميشال ل. بيترسون، في أعقاب موافقة السلطات المغربية، يوم الأربعاء 25 يناير، على تسليمه للقضاء الأمريكي، تنفيذا لمسطرة تسليم المجرمين المنجزة في إطار علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الجنائي.

ويتم التحقيق في القضية، وفق ما ورد ضمن البيان ذاته، من قبل فريق مختص إلكتروني في سياتل، تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). كما تنظر في القضية مساعدة المدعي العام للولايات المتحدة ميريام هينمان، بينما يقدّم مكتب الشؤون الدولية التابع لوزارة العدل “مساعدة كبيرة”. كما أعربت الولايات المتحدة، ممثلة في وزارة العدل، عن “تقديرها للتعاون والمساعدة الهامّيْن اللذين قدّمتهما السلطات المغربية والفرنسية”.

وأضاف المدعي الأمريكي، نيك براون، وفق ما نقله البيان، أن “الكثير من الجهات الفاعلة السيئة تعتقد أن بإمكانها الوصول بشكل غير قانوني إلى معلومات المِلكية والمعلومات المالية الشخصية عن طريق الاختباء خلف لوحة مفاتيح”، مؤكدا أن “فرقة خاصة تعمل حول الجريمة الإلكترونية في سياتل، تابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي، ووحدة الإنترنت ذات الخبرة لدينا، بجدّية تامة لتحديد واعتقال ومقاضاة أولئك الذين يسعون إلى إيذاء الأشخاص والشركات والصناعات في المقاطعة الغربية من واشنطن وحول العالم”.

ووفقاً للائحة الاتهام، التي اوردتها وزارة العدل الأمريكية، فإن راوولت شارك في مجموعة قرصنة أطلقت على نفسها اسم “ShinyHunters”، و”يُشتبه أن المتآمرين اخترقوا أجهزة الكمبيوتر المحمية لكيانات الشركات لسرقة معلومات الملكية ومعلومات الشركة. وأعلنت المجموعة عن بيانات حساسة مسروقة للبيع، وهددت في بعض الأحيان بتسريب أو بيع ملفات حساسة مسروقة إذا لم تدفع الضحية فدية. ومنذ أوائل عام 2020، قامت مجموعة ‘ShinyHunters’ بتسويق وترويج البيانات المسروقة من أكثر من 60 شركة، ليس فقط بولاية واشنطن، بل في أماكن أخرى حول العالم”.

كما تضمنت لائحة الاتهام إنشاء “الهاكرز” المحتالين مواقع “ويب” احتيالية، “بدت أنها صفحات تسجيل دخول تابعة لأعمال مشروعة”. كما يُشتبه أن “المتآمرين أرسلوا رسائل بريد إلكتروني بهدف تصيُّد موظفي الشركة، تم تصميمها لتبدو بمثابة رسائل حقيقية وتحتوي على روابط لصفحات تسجيل الدخول”.

وأفاد بيان وزارة العدل الأمريكية بأنه “عندما قدّم الضحايا بيانات اعتماد تسجيل الدخول إلى حساباتهم على صفحات تسجيل الدخول حصل المخترقون على بيانات اعتماد الضحايا؛ وباستخدامهم هذه البيانات تمكنوا من الوصول إلى أجهزة كمبيوتر محمية ببيانات الشركات”.

و”احتفظت ‘ShinyHunters’ بحسابات على مواقع ويب مظلمة مختلفة، حيث أعلنت عن بيانات مسروقة للبيع، ضمنها قواعد بيانات العملاء بالمعلومات الشخصية والمالية. كما استخدم المتآمرون حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه المشترين المحتملين إلى أسواق الويب المظلمة لشراء البيانات المسروقة”، يضيف المصدر ذاته.

وأشار البيان ذاته إلى أن “بعض ضحايا القرصنة من ShinyHunters كانوا موجودين في المنطقة الغربية من ولاية واشنطن، لكن آخرين كانوا موجودين في جميع أنحاء العالم”، مضيفا أن الضحايا “يتنوعون بين شركات التكنولوجيا وشركة تجارية للأوراق المالية الدولية، وشركة ملابس؛ فضلا عن شركة للتغذية واللياقة البدنية. بينما تم تضمين الملايين من سجلات العملاء في البيانات المسروقة”.

وبالإضافة إلى تهم التآمر، اعتبرت وزارة العدل الأمريكية أن “عمليات الاحتيال الإلكتروني تتوافق مع رسائل بريد إلكتروني خبيثة مقصودة إلى كيانات في ولاية واشنطن، وعمليات إرسال أخرى تتعلق بالولاية”، مردفة: “الأعداد الثلاثة لسرقة الهوية مخصصة لاستخدام بيانات اعتماد تسجيل الدخول لأشخاص آخرين للوصول إلى بيانات الشركة-الضحية”.

وبالإضافة إلى راوولت، كشفت وزارة العدل الأمريكية أن لائحة المتهمين تضم كلا من غابرييل كيمياي أسدي بيلدشتاين، البالغ من العمر 23 عامًا الملقب بـ “كوروي”، و”اللاعبين الغنوصيين” من فرنسا، وعبد الحكيم الأحمدي البالغ من العمر 22 عامًا الملقب بـ “زاك”، و”جوردان كيسو” من فرنسا.

ويعاقب القانون الأمريكي على التآمر لارتكاب تهمة الاحتيال وإساءة استخدام الكمبيوتر بالسجن لمدة أقصاها عشر سنوات؛ في حين يعاقب على المؤامرة لارتكاب تهمة الاحتيال الإلكتروني بالسجن لمدة أقصاها 27 سنة، ويُعاقب على الاحتيال الإلكتروني بالسجن لمدة أقصاها 20 عامًا، كما يُعاقب على سرقة الهوية المشددة بالسجن لمدة عامين إلزاميًا كحد أدنى.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar