ما وراء إعادة الجزائر سيناريو قصف الشاحنات الدحدوحية؟

مباشرة بعد زيارة شنقريحة لباريس وتوقيع ورقة التعاون الأمني، لتصبح فرنسا المزود عسكريا للجزائر، بعد أن ضغطت على كازيرنات بن عكنون من تعاونها مع روسيا، لتكون البديل، وتجنيبها العقوبات الأمريكية التي تعتبر شراء الأسلحة الروسية من طرف النظام العسكري الجزائري تمويلا للحرب الروسية-الأوكرانية. وفي هذه الظروف أصبحت أجنحة النظام العسكري الجزائري في قبضة الإيليزي.

عاد هذا النظام العسكري الجزائري بعد استيلاء البوليساريو على تندوف لإحياء رواية حادثة الشاحنتين في 2 نونبر 2022، الدحدوحية، التي احترقت داخل المنطقة العسكرية العازلة المحظورة، شبيه بسيناربو الحادث المزعوم في أبريل 2022، الذي اتهمت فيه كذلك الجزائر المغرب بتنفيذ هجوم على تجمع للشاحنات والتجار في منطقة عين بن تيلي، أقصى شمال موريتانيا، في مسرحية شنقريحة لا تقل غباء عن مسرحية “سقوط خيوط الوهم”؛ في تمثيلية سارة تامزغا الفيسبوكية.

بعد مناورات النظام العسكري الجزائري الدنيئة والعدائية ضد المغرب؛ من خلال اتهامات واهية وعبثية، عبر قطع العلاقات الدبلوماسية والمجال الجوي و قطع أنبوب الغاز المار عبر التراب المغربي؛ لم يعد أمامه أي مناورة أخرى سوى الحرب للتغطية على إخفاقاته وأزماته الداخلية وفشله في مجاراة التقدم والنجاحات الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء المغربية، وهي سلسلة تناقضات جزائرية لدواعي وأعراض الماروكوفوبيا، لجأ، إلى تسريب نفس السيناريو الفصيحة البنعكنونية السابقة كذريعة لاشعال حرب، مع المغرب قد تنقذه من البوليساريو الذي أصبح شأنا داخليا وجمهوريته في مخيمات تندوف أمرا واقعا.

وفي هذا الإطار، اتهم المغرب باستهداف شاحنة في هجوم ادعت انه أوقع قتيلين، معلنا أن مصادره هي البوليساريو وأن القافلة التي تعرضت للهجوم كانت مكونة من خمس شاحنات استهدفت، بينما بلغ عدد الضحايا 4 أشخاص كلهم جزائريون، على الطريق الاستعماري القديم الذي يمتد على طول الحدود بين موريتانيا والمنطقة العازلة كمنطقة عسكرية شرق الحزام الأمني بالصحراء المغربية.

 وفي رواية دحدوحية أخرى، أن الهجوم وقع في المنطقة الخاضعة لسيطرة البوليساريو.بجمهورية تندوف، وهو ما نفاه نافي أحمد محمد الأمين العام لجمعية إعلاميي البوليساريو، وأنه لا توجد آثار لهذا الحادث..

 في حين تحاول المخابرات الجزائرية الإيهام بحدوثه، ودفع أبواقها للمساهمة في تضليل الجزائريين برفع منسوب العداء للمغرب، كما هو حال عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء المشاركة في الحكومة، الذي أصدر بيان استنكار، ووصف الحادث الوهمي “بالاعتداء الجبان” لمسيرات مغربية على شاحنات جزائرية في طريق تندوف الزويرات، وأن المسيرات المغربية يغلب الظن عليها أنها من صناعة إسرائيلية، وأن “منفذي الاعتداء يسعون إلى جر المنطقة إلى الحرب والفوضى الشاملة والاعتداءات على سيادة الدول وأمن الشعوب هذا من جهة، ومن جهة أخرى لقطع العلاقات بين الجزائر وأشقائهم الموريتانيين وإعاقة تنقل الأشخاص والبضائع”.

ودعا إلى “التحرك العاجل لوضع حد لانتهاك حرمة وأمن التجار الجزائريين وتأمين حركة التجارة الجزائرية الموريتانية”، مطالبا الدبلوماسية الجزائرية “باتخاذ مواقف حازمة بحجم هذه التطورات الخطيرة”

وتزامن هذا الخبر الدحدوحي الذي أختلقته كازيرنات بن عكنون، مع للجنة الأمنية المشتركة الجزائرية-الموريتانية، والتي جرى الاتفاق فيها بين البلدين على حماية الحدود وتأمين طريق تندوف الزويرات وتكثيف المعابر، وتكثيف التنسيق الأمني بين البلدين، وتنظيم دورات تكوينية وتدريبية لفائدة الإطارات الأمنية والمدنية الموريتانية

بعد أن صرف النظام العسكري الجزائري الكثير الجهد والمال للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي عبر خلق كيان وهمي بالأقاليم الجنوبية المغرب، وأن هذا المشروع بات مستحيلا وأصبح ورطة جزائرية داخلية محضة، ويبقى السؤال، هل يريد النظام العسكري الجزائري إدخال المنطقة في حرب لإعادة فرنسا؟ ، ولماذا إعادة سيناريو قصف الشاحنات بنفس الشكل المبتذل؟ ،أم يبحث عن حل للبوليساريو على حساب البوابة الموريتانية، بعد أن أصبحت البوليساريو معظلة جزائرية!؟

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar