الهيدروجين الاخضر..سلاح استراتيجي قوي في يد المغرب وأوربا لن تستغني عنه

تتجه أنظار أوروبا إلى إمكان استيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب بصفة خاصة؛ نظرًا إلى موقعه المتميز القريب من القارة العجوز، فضلًا عن امتلاكه البنية التحتية اللازمة. وأظهرت دراسة جديدة أجرتها شركة أورورا إنرجي ريسيرش أن استيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب، سيكون أكثر فائدة من الإنتاج المحلي في أوروبا بحلول عام 2030.

ومن المقرر أن يؤدي الهيدروجين دورًا رئيسًا في انتقال الطاقة في الاتحاد الأوروبي؛ إذ تنص خطة المفوضية الأوروبية على أن “الهيدروجين الأخضر سيكون مفتاحًا لاستبدال الغاز الطبيعي والفحم والنفط في الصناعات التي تصعب إزالة الكربون منها والنقل”.

وترى “أورورا إنرجي” أن استيراد الهيدروجين الأخضر سيكون جذابًا اقتصاديًا للاتحاد الأوروبي، مع تسعير الواردات من أستراليا وتشيلي والمغرب -بصفة خاصة- بشكل تنافسي مقارنةً بإنتاج الهيدروجين الأخضر المحلي في عام 2030، وذلك باستخدام ألمانيا دراسة حالة.

و أوضحت دراسة “أوروا إنرجي” أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا بحلول عام 2030 ستتراوح بين 3.90 يورو (4.26 دولارًا أميركيًا) و5 يورو (5.46 دولارًا) لكل كيلوغرام.

ويعكس ذلك التباينَ في إنتاج الطاقة الشمسية والرياح البرية بجميع أنحاء البلاد؛ إذ تنظر “أورورا” فقط في الهيدروجين الذي تنتجه أجهزة التحليل الكهربائي المتصلة مباشرةً بمصادر الطاقة المتجددة والمعزولة عن شبكة الكهرباء الوطنية.

ويُمكن للاتحاد الأوروبي أن يستورد الهيدروجين الأخضر من أستراليا وتشيلي والمغرب والإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2030، في ظل تمتع هذه الدول بإمكانات عالية لتوليد الطاقة المتجددة واهتمام المطورين بمشروعات تصدير الهيدروجين.

التكلفة المعيارية لإنتاج الهيدروجين في كل من هذه الدول في عام 2030 تقل عن نطاق تكلفة الإنتاج في ألمانيا، بإجمالي 3.1 يورو (3.39 دولارًا) للكيلوغرام في أستراليا وتشيلي، و3.2 يورو (3.49 دولارًا) في المغرب، و3.6 يورو (3.93 دولارًا) في الإمارات.

وستوفر خطوط الأنابيب أرخص خيار النقل لمستوردي الهيدروجين الأخضر في ألمانيا؛ إذ سيُكلف الاستيراد من المغرب عبر خط الأنابيب 3.72 يورو (4.06 دولارًا) للكيلوغرام في عام 2030.

ولا يسير الاتحاد الأوروبي على المسار الصحيح لامتلاك شبكة خطوط أنابيب هيدروجين عاملة يمكنها توصيل الإمدادات من المغرب إلى ألمانيا بحلول عام 2030.

ويُمكن أن يؤدي تسريع تطوير خطوط الأنابيب إلى تقليل تكاليف الاستيراد بنسبة 20% على الأقل، مقارنةً بنقل الهيدروجين الأخضر عن طريق السفن.

ويمثل استيراد الهيدروجين إلى ألمانيا من المغرب -الذي يُنقَل عن طريق السفن على شكل هيدروجين سائل- الخيار الأكثر تنافسية في عام 2030، بتكلفة 4.58 يورو (5 دولارات) للكيلوغرام.

وسيتكلف استخدام ناقلات الهيدروجين العضوية السائلة لاستيراد الهيدروجين عن طريق السفن من المغرب 4.68 يورو (5.11 دولارًا) للكيلوغرام، بينما سيُكلف نقل الهيدروجين على هيئة أمونيا 4.72 يورو (5.15 دولارًا) للكيلوغرام.

وستكون الواردات من أستراليا وتشيلي قادرة على المنافسة فقط إذا نُقل الهيدروجين على هيئة أمونيا، بتكلفة 4.84 يورو (5.29 دولارًا) للكيلوغرام، و4.86 يورو (5.31 دولارًا) للكيلوغرام على التوالي.

بينما لن يكون استيراد الهيدروجين من الإمارات تنافسيًا؛ إذ ستتكلف أرخص وسيلة لنقل الهيدروجين على هيئة أمونيا 5.36 يورو (5.85 دولارًا) للكيلوغرام.

ويعتبر  الهيدروجين الأخضر سلاحا استراتيجيا في يد المغرب وذلك في عالم يتجه اكثر فاكثر نحو الطاقات المتجددة، خاصة هذا المصدر الذي تعول عليه الدول الأوربية للتخلي عن الطاقات الأحفورية الملوثة ابتداء من 2030، وهو ما سيجعل المغرب رائدا في هذا المجال، وبالتالي كسر تدمير اسطوانة الابتزاز عن طريق الغاز والنفط التي دأبت على استغلالها بعض الدول كورقة للضغط على الدول الأوربية في قضايا سيادية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar