محلل.. الرباط ومدريد بعثتا برسائل سياسية ذات أهمية كبيرة إلى أوروبا والمنطقة المغاربية

أكد المحلل السياسي، مصطفى الطوسة، اليوم السبت، أن الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الذي انعقد يومي الأربعاء والخميس في الرباط وشهد إبرام تحالف جديد بين البلدين، بعث برسائل سياسية ذات أهمية كبرى إلى أوروبا والمنطقة المغاربية. وكتب المحلل السياسي، في مقال تحت عنوان “دروس إسبانية من المغرب !”، إن الاجتماع رفيع المستوى “بدد أحلام أولئك الذين كانوا يعتقدون أن شهر العسل بين الرباط ومدريد سيكون سريع الزوال مثل فصل الربيع”.

وأضاف الطوسة أنه ”من خلال إبرام تحالفهما الجديد، قضت الرباط ومدريد على آمال الجزائر وعلى أفق المغامرة الانفصالية للبوليساريو”، مسجلا أن هذا التحالف “زحزح بلطف دينامية التعاون مع باريس وتسبب في موجة صدمة داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يتوقع منه المغرب بلورة محتملة لموقف مشترك للدول الـ 27 بشأن الصحراء المغربية”.

واعتبر أن هذا اللقاء رفيع المستوى، سلط الضوء على تميز العلاقات الجديدة بين المملكتين، وبدد كل آمال النظام الجزائري، الذي كان يتشبث، منذ تغير الموقف الإسباني بالصحراء، بالأمل في أن تعيد مدريد النظر في قرارها الداعم للمغرب.

وأشار المحلل السياسي إلى أنه “لتحقيق هذا الهدف تمت ممارسة جميع مظاهر الابتزاز، مقرونة بحملة ضغط مكثفة داخل المجتمع السياسي الإسباني”، مسجلا أن الاستراتيجية الجزائرية بأكملها كانت مدفوعة بالأمل في أن تخضع الحكومة الإسبانية لضغوط عديدة وتقليص حجم تحالفها مع المغرب.

ولاحظ أن القمة بين الحكومتين المغربية والإسبانية “جاءت لتؤكد بطريقة مذهلة أن البلدين قد بدآ مرحلة اللاعودة في تحالفهما الجديد”.

وأكد أنه “بالنسبة لإسبانيا، الصحراء مغربية وستظل مغربية”، مشيرا إلى أن هذا “الواقع القوي كان بمثابة صدمة للنظام الجزائري الذي، رغم كل الصعاب الذي يواجهها، لا يزال يغذي بشكل يائس الحلم الانفصالي للبوليساريو ” .

واعتبر أن عقود التعاون المتعددة التي تم توقيعها بين المغرب وإسبانيا، والتي غطت جميع مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية، جاءت لتعطي مضمونا لخارطة الطريق التي تم وضعها بين البلدين، بعد أن بدأت إسبانيا عملية الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

وأضاف كاتب المقال أن المحادثة الهاتفية بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ومراسم التوقيع المتعددة، علاوة على الكلمات العديدة التي ألقاها رئيسا الوفدين، أكدت على واقع سياسي “لا رجوع فيه”، مسجلا أن دولتين متجاورتين، واحدة في أقصى شمال إفريقيا، والأخرى في أقصى جنوب أوروبا “قررتا تكريس شراكتهما الاستراتيجية الجديدة”.

وقال الطوسة إن وحدة المغرب أصبحت الآن جزءا لا يتجزأ من مصالح إسبانيا، مشيرا إلى أنه لا ي ستبعد الآن أن تضطلع مدريد داخل السلطات الأوروبية بدور التحسيس السياسي للدول الأكثر ترددا بأهمية وضرورة إنهاء هذا الخلاف، الذي ت غذيه الجزائر وتسلحه، من خلال تكريس السيادة المغربية على أراضيه الصحراوية.

كما أنه “لا ي ستثنى أن تتخذ الحكومة الإسبانية إجراءات للحد من مجالات نشاط البوليساريو والمتعاطفين معهم في إسبانيا، وفقا للمحلل السياسي الذي يعتبر أنها طريقة لوضع حد للأحلام الانفصالية التي لاطالما وجدت صدى ودعما داخل شريحة من المجتمع الإسباني”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar