المغرب يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لمقاومة شح المياه والاحتباس الحراري والأمراض الفتاكة

لمقاومة الاحتباس الحراري والأمراض الفتاكة التي تتربص بالزراعات، يسعى المغرب حاليا إلى تطوير بذور مقاومة لا تستهلك كميات كبيرة من المياه، مع  ضرورة الاستثمار في تطويرها محليا عِوض استيرادها المُكلف.

وفي هذا الإطار، انكب فريق من العلماء المغاربة على تطوير تقنيات متطورة للتصدي لآثار الجفاف والتغيرات المناخية عن طريق الاعتماد على تكنولوجيا حديثة للانتقال من زراعة تقليدية الى أساليب جديدة لإحداث ثورة في مجال الزراعة في المغرب لا سيما بعد تعاقب سنوات الجفاف المؤرقة والتي تعتبر مصدرا للقلق لدى الفلاحين والمواطنين على حد سواء.

ويعتمد العلماء المغاربة، رفقة شركاء في إفريقيا ودول المتوسط، على تكنولوجيا الفرز الجيني التي تسعى إلى مقاومة شح المياه وتفادي اللجوء إلى التعديل الجيني.

وبهذا الخصوص، أكد الأستاذ كمال أبركاني، المتخصص في العلوم الزراعية والفيزيولوجيا النباتية، والهندسة الزراعية، أن المغرب يسعى حاليا إلى تطوير بذور مقاومة لا تستهلك كميات كبيرة من المياه، لافتاً إلى ضرورة الاستثمار، التي أضحت مُلحة، في تطوير بذور محلية عِوض استيرادها المُكلف.

وأبرز أبركاني، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” الذي أورد الخبر، أنه يقوم حاليا بتجريب مجموعة من البذور المستوردة من إيطاليا وتركيا، من بينها بذور باذنجان مقاومة للجفاف، إذ يتم تعريض البذور قيد الاختبار، إلى نوع من الإجهاد المائي، لتمحيصها ودراسة مدى تحملها لشح المياه.

وأوضح الباحث المغربي، المشرف على هذا المشروع، أن البرنامج الذي بدأ الاشتغال عليه منذ سنتين، هو محور شراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي وإفريقيا ودول تنتمي إلى حوض الأبيض المتوسط.

ولفت في معرض حديثه، إلى أن البداية كانت ببذور الباذنجان حيث يتم إجراء التجارب على 40 صنفا من هذا النوع من الخضار، في أفق تعميم التجارب على أنواع أخرى من الخضار والحبوب.

وأبرز الدكتور كمال أبركاني، أن إدخال الرقمنة على الزراعة أصبح أحد الحلول التي لا محيد عنها لمواجهة الجفاف.

ومن ضمن المشاريع التي يشتغل عليها مع طلابه، يضيف أبركاني، وضع مجسات ذات حساسية عالية، لمراقبة وصول المياه إلى جذور النباتات. وكشف أن هذه التقنية التي يمكن مراقبتها عن بعد عبر نظام معلوماتي متطور، تمكن من تحديد أولويات الري وتوجيهه حسب متطلبات الشتلات المزروعة.

وأكد كمال أبركاني على ضرورة توجيه الفلاحين المغاربة، ومعظمهم تقليديون، إلى الاشتغال بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حتى يتسنى لهم مراقبة ري نباتاتهم بدقة عالية، عوض الري غير المعقلن.

كما لفت إلى أهمية إدخال طرق جديدة، كالزرع المباشر الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الأقمار الصناعية، وكذا تغيير مواعيد زرع الحبوب على سبيل المثال، وعدم الارتباط بفصول محددة، تماشيا مع تأخر مواسم الأمطار، التي أصبحت غير منتظمة.

ودعا أبركاني إلى ضرورة وضع ترشيد المياه ضمن السياسات العمومية، وكذا مواكبة الفلاحين الصغار وتوعيتهم بأهمية إدخال التكنولوجيا في الفلاحة، باعتبارها صمام أمان، يعينهم على تجويد زراعاتهم والتصدي للتغيرات المناخية، بما يضمن حصولهم على مزروعات جيدة تحقق الاكتفاء الغذائي للمغرب.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar