لهيب الأسعار ما يزال مستعرا في جل الأسواق والمستهلك ينتظر تفعيل قرارات الحكومة

لا حديث للمغاربة هذه الأيام إلا عن لهيب الأسعار المستعر في جميع أسواق المملكة، حيث لم يعد المواطن البسيط قادرا على توفير احتياجات عياله اليومية، بعدما وصل غلاء المنتجات الفلاحية إلى درجة غير مسبوقة. وتواصل أسعار بعض أنواع الخضر ارتفاعها بسوق الجملة ونصف الجملة بإنزكان بسبب مجموعة من العوامل، في وقت دق فيه الفلاحون ناقوس الخطر تجاه الخسائر التي يتكبدونها جراء المضاربات التي تعرفها الأسواق.

وفي هذا الصدد، أوضح صالح الخطاب، بائع الخضر بسوق الجملة ونصف الجملة بإنزكان، أن أسعار الخضر شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الآونة الأخيرة، ضمنها الجلبانة التي كان سعرها يتراوح ما بين 6 إلى 7 دراهم للكيلوغرام الواحد ليصل اليوم إلى 11 درهما، وذلك بسبب قلة الإنتاج نتيجة شح الأمطار وندرة المياه الجوفية وتقلص مساحة الأراضي المزروعة وبرودة الطقس.

وقال إن هامش الربح تقلص بفعل هذه العوامل ليستقر في درهم أو نصف درهم لتباع لطرف آخر، والذي بدوره يسعى لتحقيق هامش ربح لا يتجاوز درهمين إلى ثلاثة دراهم قبل أن تصل إلى المستهلك بنحو 15 درهما للكيلوغرام الواحد.

وأكد الخطاب أن نفس الأمر يسري على باقي أنواع الخضر، من بينها الطماطم والبطاطس والبصل، التي وصل سعر الصندوق الواحد لكل منهما لأزيد من 240 درهم، بينما قفز سعر “الكورجيت” إلى مستويات غير مسبوقة ليصل إلى 300 درهم للصندوق الواحد وكذلك الأمر بالنسبة لـ”الكرعة” التي وصل سعرها لأزيد من 250 درهما والفلفل الحلو بـ160 درهما، مشيرا إلى أن لهيب الأسعار لن يتوقف عند هذا الحد خصوصا مع اقتراب شهر رمضان.

فبعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والبيض، وخروجها عن دائرة استطاعة ذوي الدخل المحدود، لم يعد هؤلاء قادرين حتى على توفير “كاميلة” من الخضر، إذ أن أرخص نوع يتخطى ثمنه حاليا 6 دراهم للكيلوغرام الواحد، ويتعلق الأمر بالجزر واللفت، فيما تتراوح أسعار البطاطس والطماطم والبصل ما بين 8 و 12 درهما، في الوقت الذي تتخطى فيه أثمنة البقية العتبة المذكورة.

أكثر ما يؤلم في الموضوع هو رؤية عدد كبير من “الدراوش” يتجولون في الأسواق بقفة فارغة، غير قادرين على اقتناء أي شيء، فيما ينتظر العديدون إقفال محلات بيع الخضر والفواكه لجمع “الديشي” من أمامها، وهو مشهد عاينه الكثير من المواطنين.

من جهتهم، اعتبر مهنيو قطاع الخضر والفواكه أن الغلاء الحالي راجع إلى اجتماع عدة عوامل، في مقدمتها الجفاف الذي عرفته المملكة طيلة الأشهر الماضية، ما أدى إلى تراجع مردودية الأراضي الفلاحية، وكذا ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والبذور، والذي انعكس بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج، بالإضافة إلى تعدد الوسطاء قبل وصول المنتوج إلى المستهلك النهائي.

ويتخوف المغاربة من أن تزداد الأمور سوءا خلال رمضان الذي أصبح على الأبواب، خاصة في ظل ارتفاع معدل الاستهلاك الشهر الفضيل، وقيام بعض تجار الجملة بتخزين المواد الأساسية للرفع من أثمنتها واستغلال المناسبة لتحقيق أرباح مبالغ فيها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar