مفتاح لتليكسبريس: لا يمكن لجمعية أن تقرر في علاقة المقاولات الصحفية بمواردها البشرية باتفاق ثنائي غير ملزم

أثار الاتفاق الثنائي الموقع بين الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية أمس الخميس بمقر وزارة  الشباب والثقافة والتواصل، جدلا واسعا في صفوف مهنيي القطاع، خصوصا بعد تغييب مكون أساسي أثناء صياغة وتوقيع هذا الاتفاق الثنائي، وهو الفيدرالية المغربة لناشري الصحف، اكبر تمثيلية للمقاولات الصحفية.

 ولأن خلفيات وتوقيت هذا الاتفاق الثنائي، علاوة على الزوبعة التي أثارها شكله ومضمونه، باتت محط جدال واسع، ولتسليط الضوء أكثر على  تفاصيل هذا الموضوع، اتصلت “تليكسبريس” برئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف نور الدين مفتاح.

وفي هذا الصدد، قال نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إن الاتفاق الاجتماعي الموقع أمس الخميس 16 فبراير 2023 بين جمعية ناشري الصحف والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، لا يلزم الفيدرالية في شيء، ولم يتم استدعاؤنا ولا استشارتنا ولا إطلاعنا على فحوى هذا الاتفاق الاجتماعي، الذي يبقى ثنائيا بين الطرفين الموقعين عليه بمقر وزارة الاتصال.

وأضاف مفتاح، أن الاتفاق الموقع أمس بين جمعية خرجت من رحم الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والنقابة الوطنية يبقى ملزم فقط للأطراف التي وقعت عليه، وما يلزم الفيدرالية هي الاتفاقية الجماعية الموقعة قبل سنوات، فلا يمكن لجمعية أن تقرر في علاقة المقاولات الصحفية بمواردها البشرية، ولم يتم استشارة ولا أخذ رأي الفيدرالية، ولا حتى عرض نص الاتفاق عليها قبل توقيعه.

وأوضح مفتاح، أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لم تكن يوما ضد تحسين الأوضاع الاجتماعية للموارد البشرية المشتغلة في المقاولات الصحفية، لكن لم يتم إخبارها ولا إشراكها قبل توقيع هذا الاتفاق الاجتماعي المبرم بين الطرفين أمس الخميس، متسائلا في الوقت نفسه، لماذا لم يتم استدعاء الفيدرالية واستشارتها قبل التوقيع؟، نافيا أن يكون قد تم عرض الاتفاق على الفيدرالية أو اطلاعها عليه، وكل من يدعي أن الفيدرالية لم تتجاوب فهو كاذب، حسب نور الدين مفتاح.

وتعليقا عن فحوى الاتفاق الموقع بين الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين  والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، قال مفتاح: لا أعرف طبيعة هذا الاتفاق، ومن وقع عليه هو وحده من يعرف فحواه ويلزمه لوحده”. وعن الخطوات المقبلة التي تعتزم الفيدرالية القيام بها بعد توقيع الاتفاق الاجتماعي بين جمعية الإعلام والناشرين والنقابة الوطنية للصحافة، أوضح مفتاح في التصريح نفسه، أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عبرت عن احتجاجها بشكل قوي أمس من خلال البلاغ الذي أسمته “بلاغ احتجاجي” ضد خطوات الجمعية والنقابة، وكرر أن الاتفاق غير ملزم للفدرالية، وبعدها لكل حدث حديث”.

وتأسف مفتاح لهذه الخطوة التي أقدمت عليها الجمعية والنقابة، والتي ضيعت فرصة سانحة للرقي بقطاع الإعلام والنشر وبالمقاولات الصحفية التي ما تزال تعاني من تداعيات الجائحة، وكان بالإمكان إشراك الفيدرالية وفتح الحوار لتبادل الأفكار وتحيين الاتفاقية الجماعية التي سبق للفيدرالية أن وقعت عليها قبل سنوات، غير أن ما وقع أمس الخميس ضيّع الفرصة، ولا يمكن أن يكون ملزما لنا.

واعتبر مفتاح، أن الاتفاق الاجتماعي الموقع بين النقابة وجمعية الإعلام  والناشرين، “اتفاق غريب”، ويبقى ثنائيا كما جاء في بلاغ وزارة الشباب والثقافة و التواصل، ويلزم فقط الأطراف الموقعة عليه، فلا يمكن لجمعية خرجت من رحم الفيدرالية أن تقرر في أمر أكثر 300 مقاولة تشغل أكثر من 1000 صحافي  وعامل، ولا تمثل إلا نسبة صغيرة من ناشري الصحف.

وعن الدعم العمومي الموجهة للقطاع، طالب نور الدين مفتاح بدعم عمومي عادل وواضح، وذكر بأن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف سبق لها أن قدمت وجهة نظرها وتصورها للدعم العمومي في المستقبل للمقاولات الصحفية، مطالبا بوضع سقف لهذا الدعم، حتى لا تقع تفاوتات كبيرة بين المؤسسات الصحفية، ولابد من الحوار والتشاور في كل شيء.

وخلص مفتاح إلى القول، ” أتمنى ألا يقع لملف الدعم ما وقع أمس الخميس، علما انه إلى حدود الآن لم يعرض أي مرسوم، حتى يتم إبداء الرأي فيه وإعطاء وجهة النظر حول مضامينه”.