ملف بارون المخدرات النيني..أحكام جديدة في قضية التصفية على من متن اليخت

فاجأت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الاثنين الماضي، المتتبعين، لملف البارون الـدولي محمد الوزاني الشهير بـ “النيني”، استنادا إلى تقارير الأجهزة الأمنية، عن تصفيته بـالـرصـاص قـبـل أربع سنوات على متن يخته ضواحي سبتة، بإدانته بعشر سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 مليون سنتيم، كما قضت لفائدة المديرية العامة للجمارك بخمسة ملايير و400 مليون سنتيم.

أما شريك “النيني” الشهير بـ “قاسم” الذي ظل يصنف بدوره من قبل الأجهزة الأمنية ضمن العناصر الخطيرة، أصدرت في حقه الغرفة نفسها عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، وغرامة 100 مليون سنتيم، أما التعويض لفائدة الجمارك بلغ 13 مليارا و500 مليون سنتيم.

 وظل المتتبعون مشدوهين مـن قـرار غرفة الجنايات الابتدائية التي أدخلت الملف للمداولة في ساعة متأخرة من مساء الاثنين الماضي، بعدما ظلت تنتظر البارونين مدة سنتين، دون أن يظهر لهما أثر، في الوقت الذي تحدثت وسائل إعلام دولية بما فيها وكالة الأنباء الإسبانية عن مصرعه على متن يخته غير بعيد عن سبتة، مـن قـبـل مـحـسوبين على الاتـجـار الـدولـي فـي المخدرات، وانقطعت أخباره منذ أربع سنوات، ليفلت مسؤولون أمنيون ودركـيـون من المتابعة، بعدما كانوا يتحسسون رؤوسـهـم خـوفـا مـن ظـهـوره من جـديـد، وتـنـفـس المشتبه في صلتهم به الصعداء.

وظـل رئـيـس الـغـرفـة الجنائية الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال، ينادي على البارون وشريكه، ليأمر أكثر من ثلاث مرات بإنجاز المسطرة الغيابية في حقهما، وبتذييع اسـمـيـهـمـا ضـمـن تـقـاريـر الـنـشـرة القضائية بالإذاعة الوطنية ثلاث مرات، لكن دون أن يظهر لهما أثر.

وتابعت قاضية التحقيق بالغرفة الخامسة “النيني” وشريكه، بجرائم الارتشاء عن طريق  تقديم عروض وهبات وهدايا في شكل مبالغ مالية لموظفين عموميين، قصد الحصول على خدمة ومـزيـة وفـائـدة بالامتناع عن القيام بواجبهم المهني، والحيازة والاتجار في الشيرا المعتبرة مخدرة ومادة القنب الهندي والتبغ المهرب، ونقلها وتصديرها على الصعيد الدولي وتسهيل استعمالها للغير والمشاركة في ذلك، والمساهمـة فـي حـركـيـة وحـيــازة المخدرات بدون تصريح وترخيص والمشاركة فيها والحيازة بدون سند صحيح لبضائع أجنبية خاضعة لمبرر الأصل ولأداء الحقوق والرسوم الجمركية عند الاستيراد والمشاركة فيها، وعدم التصريح لمكتب الصرف بممتلكات وأموال مـوجـودة بـالـخـارج مـن قـبـل شخص يتصف بصفة مقيم بالمعنى المتداول في نظام الصرف.

وفتحت المسطرة لـلـبـارون الـدولـي بناء على مطالبة بإجراء تحقيق صادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بعدما صـرح الـبـارون الشهير ب “الشعيري” الـذي لـقـي حـتـفـه بـدوره فـي حـادث غامض السنة ما قبل الماضية، بأنه كان يتكلف بنقل كميات مهمة من المخدرات المعدة للتصدير إلى ضيعة “النيني”.

وأمرت قاضية التحقيق بإبقاء الأوامـر الـصـادرة بإلقاء القبض على محمد الوزاني رغم أن الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية تشتبه بقوة في تصفيته بالرصاص.

كما وجهت الأمـر نـفسه لإلقاء القبض على شريكه الشهير ب “قـاسـم” وبـإيـداعـهـمـا السجن فـور إلقاء القبض عليهما، إلى أن يصبح مقرر هيأة الحكم مكتسبا لقوة الشيء المقضي به.

 وفي الوقت الذي وجدت فيه الأجهزة القضائية المكلفة صعوبات في تبليغ “النيني” و”قاسم”، كما وجدت المحكمة نفسها أمام واقعة طريفة تتعلق بمصرع البارون “الشعيري” في حادث سير في أبريل 2021 بين طنجة وتطوان، وهو في طريقه لمنتجع مولاي بوسلهام، إضافة إلى التأكد من تصريحاته التي أدلى بها أمام ضباط المكتب الوطني لمكافحة جرائم المخدرات التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء.

 كما أكد البارون الدولي الشهير ب”الشارف” معطيات مهمة عن أنشطة المخدرات التي يلعب فيها “النيني” أدوارا كبيرة، ضمنها تصريحه بأنه زوده بكميات تتراوح ما بين طن و800 كيلوغرام من الشيرا وثلاثة أطنان، والتي جرى إخفاؤها بضيعة البارون الواقعة بمنطقة “سانية الطريس” بنواحي تطوان.

واقتنعت قاضية التحقيق بالغرفة الخامسة المكلفة بـجـرائـم الأمـوال أن أفـعـال “النيني” ثابتة، واقترنت بتسليم مبالغ مالية لرجال القوة العمومية لتسهيل تهريب المخدرات من السواحل المغربية نحو إسبانيا والبرتغال، كما جرى تنفيذ سبع عملیات تهريب من منطقة “السلكة” بالقرب من وادي المرسى في اتجاه هاتين الدولتين، وتراوحت الكمية ما بين 750 كيلوغراما من الشيرا وثلاثة أطنان، وهو ما أكدته المحاضر المنجزة من قبل الفرقة الوطنية، وبـذلـك تـكـون هـنـالـك أدلة كافية على ارتكاب البارون للاتهامات المسطرة له رفقة شريكه.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar