من يتحمل مسؤولية التشققات التي ظهرت في كورنيش الرباط؟

ظهرت تشققات وتصدعات في الأرضية الإسمنتية لكورنيش الرباط، وكشفت صور جرى تناقلها بشكل واسع عن انهيار جنبات رصيف كورنيش الرباط، الذي يمتد على مسافة 13 كيلومترا من قصبة لوداية إلى الحد الفاصل مع الهرهورة، حيث بدا مشهد الأرضية كأنها من مخلفات هزة أرضية، في الوقت الذي كشفت مصادر محلية من ساكنة إقامة الصباح المطلة على الكورنيش، أن «التصدعات التي ظهرت ببعض المقاطع من الكورنيش كانت بعد انجراف التربة بتلك المناطق، ولم تكن نتيجة مد بحري كما تم الترويج لذلك»، حسب المصادر، التي أشارت إلى أنه «تمت مراسلة السلطات المحلية والجهات المعنية من أجل التدخل لمعالجة المشكل».

 ومن جانبه، قال عبد العالي الرامي، الفاعل الجمعوي بمنطقة يعقوب المنصور، إن «كورنيش يعقوب المنصور بالرباط، الذي حول العاصمة إلى مدينة بحرية بعدما كانت تقدم ظهرها للبحر، وهو متنفس للعائلات بالرباط ومتنفس للأمهات والنساء للرياضة والمشي والتنزه، ووجهة للسياح الأجانب لممارسة رياضة المشي والجري أو لاكتشاف الشاطئ الصخري، بدأت تظهر فيه جملة من العلامات السلبية»، حسب الرامي، مضيفا أن مما يعانيه الكورنيش «عملية انجراف واضحة لبعض المقاطع من الرصيف الحديث، تشققات أولية في العديد من المساحات على طول الرصيف تستدعي التدخل قبل أن تتداعى وتنجرف».

من جهته، حمل مستشار من المعارضة داخل مجلس مدينة الرباط، شركة الرباط للتهيئة، مسؤولية الاختلالات التي ظهرت في المشروع.

 وقال المستشار، إن «الشركة هي المسؤول الأول عن تتبع جودة الأشغال التي تم إنجازها بمنطقة كورنيش الرباط، على اعتبار أنها هي المشرفة على المشروع في إطار برنامج التنمية الحضارية (2014-2018) والذي جرى توقيعه بين يدي الملك في دجنبر من سنة 2014، وأيضا في إطار برنامج الرباط عاصمة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية، وهو البرنامج الذي خصصت له ملايير الدراهم»، يشير المتحدث.

 مبرزا أن مثل «هذه المشاريع تتطلب تراخيص من مكاتب الدراسات قبل التسليم النهائي لها، وباعتبار أن تهيئة الكورنيش ليست ببعيدة، فالشركة مطالبة بتحميل المقاولات التي أشرفت على الأشغال التبعات القانونية لهذه المشاكل التي طفت للسطح».

ووجهت أصابع الاتهام في ظهور التشققات وانجرافات تربة كورنيش الرباط إلى أشغال حفر من أجل إنجاز مجمع سكني مطل على الشاطئ، بالمنطقة، وهي الأشغال التي قالت مصادر محلية إنها «قد تكون السبب وراء هذا المشكل، على اعتبار التربة الهشة للمنطقة»، فيما أوضحت المصادر أن «تلك الأشغال كانت السلطات المحلية للرباط أوقفتها منذ مدة بسبب خروقات تتعلق بالتراخيص».

جدير بالذكر أن أشغال تهيئة كورنيش الرباط كانت تجري في أجزاء منها بالليل بعدما اضطرت الشركة الفائزة بالصفقة للمسارعة لإنهاء الأشغال، وهكذا انطبق على نتيجة هذه الأشغال المثل المغربي القائل «خدمة الليل ضحكة للنهار».

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar