في عالم متعدد الأقطاب… المغرب ينفتح على الهند لتعزيز شركائه

في إطار استراتيجيته لتنويع الشركاء والانفتاح على مناطق جديدة في عالم متعدد الأقطاب، تحول المغرب بثبات نحو تقوية علاقاته السياسية والاقتصادية مع بلدان لم تعد جغرافيتها تشكل اكراها لتطوير علاقات ثنائية ذات ربح متبادل.

وهكذا فإن الزيارة التي يقوم بها الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي للهند تندرج في هذا الاطار، وذلك بهدف الترويج للمغرب كوجهة استثمارية وسط الفاعلين والمستثمرين الهنديين.

ويتضمن جدول أعمال هذه الجولة التي تنظمها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وسفارة المملكة المغربية بالهند، سلسلة لقاءات مع الوزراء والمستثمرين وممثلي الشركات الكبرى بالهند، وذلك بهدف تقديم عرض المملكة وتسريع الاستثمارات على مستوى التراب الوطني.

واغتنم الوزير هذه الفرصة أمس الاثنين بنيودلهي، لتسليط الضوء على المؤهلات الاقتصادية والفرص الاستثمارية التي تزخر بها المملكة، مشيرا في كلمة خلال الدورة الثانية عشرة للحوار حول قطاعات البيع بالتجزئة، والمنتجات ذات الاستهلاك الكبير، والتجارة الالكترونية، المنظم من طرف اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية، إلى أنه خلال 20 سنة، شيد المغرب شبكة من الطراز العالمي للبنية التحتية، من موانئ، وطرق، ومطارات، ومناطق صناعية.

وأجرى الوزير والوفد المرافق له قبل كلمته في هذا الحدث كضيف شرف، محادثات معمقة مع ممثلي العديد من الشركات الهندية، من بينها العملاق الهندي للاعلاميات “هندوستان كمبيوترز ليميتد” الذي أطلق “مركز توزيع” بالمغرب، بهدف إنتاج خدمات تكنولوجية ذات قيمة مضافة عالية لزبنائه العالميين، واحداث آلاف فرص الشغل ذات القيمة المضافة العالية في قطاع التعهيد، لا سيما في مجال الترميز والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات.

وقال نائب رئيس” هندوستان كمبيوترز ليميتد” أبيناف غوش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “نحن سعداء جدا في أن نكون جزء من استراتيجية الرقمنة المعتمدة من طرف المغرب” ، مسجلا أن مركز ” هندوستان كمبيوترز ليميتد” بالرباط يضم حوالي 100 مستخدم.

وفضلا عن ” هندوستان كمبيوترز ليميتد” عقد الوفد المغربي اجتماعات مع عشرات الشركات الهندية العاملة في مجالات صناعة السيارات، والطاقات المتجددة، وصناعة الأدوية والصناعات الغذائية.

كما أجرى الجزولي محادثات مع وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش غويال حول سبل تعزيز الاستثمارات المشتركة في مجموعة من القطاعات الاقتصادية.

وشكل هذا اللقاء، الذي جرى بحضور سفير المغرب بالهند، محمد مالكي، فرصة للطرفين للتأكيد على عمق ومتانة العلاقات التي تربط الرباط ونيودلهي، ودراسة السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية.

وهكذا فإن المغرب يراهن بشكل كبير على الهند، كسوق ضخم يبلغ عدد سكانه 1,4 مليار نسمة، والذي يتولى سنة 2023 الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين.

وما فتئت وتيرة العلاقات بين الهند، خامس أكبر اقتصاد في العالم، والمغرب، الرائد الافريقي والحاضنة الاقتصادية القارية، تتكثف وتتنوع، مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانات التي يتوفر عليها الفاعلان الاقليميان.

وتهدف المملكة، التي فتحت أبوابها لحوالي أربعين شركة هندية متخصصة في قطاعات السيارات، والفلاحة، والطاقات المتجددة، لجذب المزيد من الاستثمارات الهندية بهدف زيادة المبادلات التجارية الثنائية لأكثر من 2 مليار دولار.

وتم تعزيز زخم التعاون في يناير الماضي بتوقيع شراكات استراتيجية في الرباط بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والمنتجين الهنديين الرئيسيين للأسمدة في القطاعين العام والخاص.

ووقعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على مذكرات تفاهم تمهد الطريق أمام المجموعة لتزويد الهند بما يصل لـ 1,7 مليون طن متري من الأسمدة الفوسفاطية للموسم الفلاحي على مدى الاثني عشر شهرا القادمة.

ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، تلتزم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والهند بـ “تعزيز الأمن الغذائي وتأكيد طموحهما المشترك لصالح الفلاحة المبتكرة والمستدامة”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar