كيف تسخر فرنسا أبواقها الإعلامية للدعاية الإرهابية في افريقيا

يبدو أن “فرنسا ماكرون” فقدت البوصلة ولم يعد يدري الماسكون بزمام الأمور بها أين يولون وجوههم، بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها باريس على الصعيد الدولي سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا، وداخليا حيث أضحى الوضع الاجتماعي ينبئ بكارثة حقيقية بعد انتشار الإضرابات والاحتجاجات اليومية ضد السياسة التي تنهجها حكومة زوج بريجيت ترونيو …

فبعد الهزائم التي منيت بها فرنسا في إفريقيا وعقب الطرد المهين لقواتها بمالي وبوركينافاسو وجمهورية افريقيا الوسطى، وكذا تراجعها المهول على مستوى الحضور الاقتصادي والتأثير السياسي في القارة السمراء، لجأت فرنسا إلى أساليب منحطة وسياسة الضرب تحت الحزام لثني منافسيها على التراجع وعرقلة مسيرتهم التنموية بالقارة السمراء، وذلك من خلال اختلاق عراقيل وتنفيذ مخططات دنيئة باستعمال بعض المنابر الإعلامية ومنظمات “حقوقية” باعت ضميرها بريع البيترودولار، وهو ما جرى مع المغرب الذي جيشت فرنسا أبواقها الإعلامية للنيل من صورته ودفعت البرلمان الأوربي إلى اتخاذ قرار بئيس ومكشوف ضد المملكة، وهو نفس السيناريو الذي يتكرر مع السنغال التي اختارت ان تكون مواقفها سيادية وتنأى عن التأثيرات الخارجية وإملاءات فرنسا التي لاتزال تحن إلى حقبة الاستعمار.

فرنسا، وفي غمرة سكرات الموت التي استبدت بها، ذهبت بعيدا في لعبتها القذرة حيث دفعت بأبواقها الإعلامية حدّ لعب دور الناطق الرسمي باسم الإرهابيين في الساحل والصحراء.

وقبل ذلك بأيام، رأينا كيف استقبلت فرنسا أحد المجرمين في نظام العسكر الجزائري، ويتعلق الأمر بشنقريحة الذي استقبله ماكرون في جلسة سرية بعيدا عن أنظار الإعلام “الديمقراطي”، وعقدت معه باريس اتفاقيات لمده بالأسلحة والعتاد الحربي، متناسية خطورة ذلك بالنظر إلى علاقات جنرالات الجزائر مع نظام الملالي بإيران التي ستكون هي المستفيدة من هذه الصفقة، ومن خلالها ستقوم بتنفيذ مخططها الإجرامي بشمال افريقيا.

وتحولت قناة فرانس 24، إلى ناطق رسمي بلسان الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، من خلال التطبيع مع زعماء القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى، وتقديمهم على أنهم أصحاب رؤية سياسية يشاركون في تأثيث النقاش العام في إحدى أكثر البؤر الإرهابية توترا عبر العالم…

ونشرت هذه القناة العمومية، الممولة من دافعي الضرائب الفرنسيين، حوارا صحفيا “حصريا”، أجراه مراسلها “وسيم نصر” مع الإرهابي أبو عبيدة بن يوسف العنابي، خليفة الجزائري عبد المالك دروكدال في زعامة ما يسمى ب”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

قناة فرانس 24 بثت الحوار دون أن تكلف نفسها عناء الإحالة على الخلفية الإرهابية لزعيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء، كما لم تنشر أي إشارة لإثارة انتباه المشاهد إلى ضرورة التعاطي بحذر شديد مع تصريحات زعيم تنظيم إرهابي، بل سقطت في فخ التطبيع مع الإرهاب والإساءة  للدين الإسلامي عندما قدمت مراسلها وسيم نصر على أنه خبير في “الحركات الجهادية” وليس “الإرهابية”.

هكذا تحول الإرهابيون إلى جهاديون بعد ان طردت فرنسا من الساحل والصحراء، وهي التي بررت تواجد قواتها هناك بمحاربة الإرهابيين وليس الجهاديين كما تصفهم قناتها اليوم…

الأجوبة التي نشرتها قناة فرانس 24 نقلا عن الإرهابي الجزائري أبو عبيدة العنابي، زعيم ما يسمى بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، تكشف بالملموس أن هناك مخططا فرنسيا لتقويض إفريقيا بالأعمال الإرهابية.

وجاء نشر تصريحات هذا الإرهابي، تزامنا مع جولة إيموانويل ماكرون في افريقيا، عقب تراجع نفوذ بلاده في القارة السمراء وطرد جنوده منها، وهو ما يكشف ان فرنسا تخطط لجعل القارة تعيش في اتون الإرهاب والتطرف من خلال الدعاية لهذه الظواهر.

إن ما تقوم بع فرنسا عبر أبواقها الدعائية يجب ان يستنفر الأفارقة وكل غيور عن القارة وعن استقرارها وأمنها، وذلك من خلال التصدي لمخططات هذا المستعمر القديم الذي اكتوت بنيرانه الشعوب الإفريقية ولم يخرج من أراضيها إلا بعد أن بلقنها وصنع خرائط تعتبر اليوم قنابل موقوتة بعضها انفجر والبعض الآخر في طريقه إلى ذلك…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar