المباني الآيلة للسقوط في بني ملال… رصد 86 مليون درهم لإعادة الاعتبار للمدينة القديمة

تنفذ السلطات المحلية لإقليم بني ملال، برنامجا متكاملا لرد الاعتبار للنسيج القديمة للمدينة العتيقة بني ملال وإعادة إيواء المقيمين بالمباني الآيلة للسقوط.

يوجد مشروعان في طور الإنجاز تشرف عليهما وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بشراكة مع السلطات المحلية، وذلك بمبلغ استثماري يناهز 86 مليون درهم، منها 80.3 مليون درهم (80 في المائة) مساهمة من الوزارة.

وتتمثل تدخلات الوزارة الوصية بشراكة مع المتدخلين، بالخصوص، تهيئة أماكن عمومية، وفضاءات خضراء، وتبليط الأزقة، وتثبيت تجويفات تحت أرضية، وكذا تحسين ظروف السكن لحوالي 800 أسرة عبر إعادة الإيواء ومواكبة إعادة البناء والمواكبة التقنية.

وقد خصصت الوزارة، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تثمين وإعادة تأهيل والنهوض بالمدن القديمة، ميزانية مهمة بقيمة 50 مليون درهم لتطوير الساحات العمومية والفضاءات الخضراء وتبليط الأزقة وتثبيت التجويفات تحت أرضية المتواجدة بالمناطق الآهلة بالسكان.

وفيما يتعلق بإعادة إيواء المقيمين بالمباني الآيلة للسقوط، فقد رصدت الوزارة بمعية شركائها على المستوى المحلي ، وخاصة الجماعة الحضرية لبني ملال، مبلغ 35.6 مليون درهم، منها 30 مليون درهم مساهمة من الوزارة الوصية بغية معالجة وضعية ما يقارب 800 أسرة.

وفي هذا السياق، تكلفت الوزارة بإعادة إيواء حوالي 300 أسرة بتجزئة النور بضواحي المدينة، فيما تكلفت الجماعة الحضرية لبني ملال ب 300 أسرة من أجل ترميم واجهات بعض البنايات التي تعرف تصدعات.

وحتى الآن، تم هدم حوالي 355 بناية لما تشكله من خطر على المارة والأمن العمومي. كما تم إعادة إيواء حوالي 317 أسرة، وتسليم 235 بقعة أرضية مجانا للمستفيدين بمنحة مالية قدرها 20.000 درهم.

وبخصوص شروط الاستفادة من البقع الأرضية والدعم فإنه يتعين أن يكون المستفيد من القاطنين بالمدينة العتيقة منذ تاريخ مرجعي، ولم سبق له أن استفاد من أي دعم من الدولة في هذا المجال، وألا يكون في ملكيته أي عقار.

وأبرز المدير الجهوي للإسكان وسياسة المدينة لبني ملال خنيفرة، عبد الرحيم لغماري، أنه تم إنجاز عدة دراسات تقنية وجيوفيزيائية من طرف متخصصين من أجل وضع قائمة المباني الآيلة للسقوط على مستوى المدينة القديمة بني ملال وذلك لتصنيف بنايات آيلة للسقوط حسب درجة الخطر.

وأشار إلى أنه تم بناء على هذا التصنيف تحديد بنايات في درجة عالية من الخطر بسبب قرب تجويفات من السطح مما يؤثر على استقرارها، مذكرا بأن هذه الدراسات مكنت من تصنيف 496 بناية ضمن خانة خطر عالي، وبنايات أخرى في خانة حطر متوسط، أما باقي البنايات ، علما أن مجموع بنايات المدينة القديمة هو 2791 بناية، فهي ليست مستثناة من الخطر القائم رغم أنه يوجد ضمنها بعض البنايات غير مصنفة في حالات .

وأعرب السيد لغماري عن أسفه لقضية الهشاشة الاجتماعية للمدينة العتيقة لبني ملال التي تتسم بضعف نسيجها الاقتصادي وقلة فرص الشغل وغياب أنشطة لصناعة التقليدية مما يعيق عملية إعادة الإيواء، مذكرا، في هذا السياق، بالجهود الجبارة التي تبذلها الوزارة لرد الاعتبار وتثمين المدينة القديمة لبني ملال من حيث تهيئة الفضاءات العامة وتأهيل الطرق والأزقة، وتثبيت التجويفات تحت أرضية.

وأشار إلى أن السلطات تقوم بشكل دائم بحملات تحسيسية حول هذا الموضوع رفقة اللجنة المحلية لتتبع وإنجاز برنامج إعادة الإيواء، مبرزا أن الوزارة وشركاؤها على الصعيد المحلي وخاصة الجماعة الحضرية لبني ملال لا تدخر جهدا من أجل مكافحة ظاهرة الانهيارات.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar