تاج الدين الحسيني: زيارة ماكرون إلى إفريقيا كانت فاشلة بكل المقاييس

 قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى ثلاثة دول افريقية كانت فاشلة بكل المقاييس.

وأوضح الدكتور تاج الدين الحسيني في تصريح صحافي، أن ماكرون واجه رفضا سياسيا شعبيا غير مسبوق، في إشارة واضحة من الأفارقة لرفض سياسة فرنسا في القارة السمراء، وقد تم تبرير هذا الرفض الواسع من خلال مظاهرات مناهضة لفرنسا في دول افريقية عديدة، وتجلى ذلك أكثر في شقه السياسي، خلال المؤتمر الصحفي، الذي جمع الرئيس الفرنسي بنظيره الكونغولي، والانتقادات اللاذعة التي وجهها له ماكرون.

وقال الحسيني، إن الدول الإفريقية تريد من فرنسا أن تسحب جنودها وتكتفي بالتأطير دون وجود القوات الفرنسية كما كان الحال في الماضي.

ويرى المحلل السياسي والاستاذ الجامعي، أن الغضب الأفريقي من فرنسا، يعود بدرجة إلى ما وصفه، ب “جروح الماضي”، سواء خلال حقبة الاستعمار، أو خلال الستينيات، حيث ظلت فرنسا تحكم قبضتها على أفريقيا، سياسيا واقتصاديا وثقافيا أيضا؛ إلا أن الدول الأفريقية باتت تبحث، وفق ذات الخبير دائما، عن علاقات جديدة مبنية على منطق رابح رابح، لذلك اختار أغلبها بناء شراكات جديدة مع المغرب في إطار سياسة تعاون جنوب جنوب.

وعن تأثير هذه الزيارة على العلاقات المغربية الفرنسية، التي يسودها توتر كبير، منذ أشهر، قال الحسيني إن إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، لن يتم دون تغيير باريس “أسلوب المناورة” الذي تنتهجه، خصوصا في موقفها من قضية الصحراء المغربية.

وعن كيفية تجاوز الأزمة الحالية بين الرباط وباريس قال الدكتور تاج الدين الحسيني، أن فرنسا مطالبة بالابتعاد عن سياسة “مسك العصا من الوسط”، مضيفا أنها لعبة غير “مثمرة”، وعليها أن تعبر عن موقف واضحٍ من مُبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب حلا لنزاع الصحراء، سيرا على منوال دول عظمى مثل أمريكا و إسبانيا وألمانيا والنمسا.

وحاولت فرنسا إعادة التموقع في افريقيا، عبر جولة سريعة قام بها رئيسها إمانويل ماكرون، قادته إلى ثلاث دول توجد في الساحل، خلال نهاية الأسبوع الماضي. وتأتي زيارة ماكرون إلى الغابون، أنغولا، والكونغويتين (برازافيل والديمقراطية)، في وقت بات فيه النفوذ الفرنسي في مستعمراته السابقة على المحك أمام المد الروسي خاصة في مالي وبوركينافاصو.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar