جائزة الكاف لجلالة الملك محمد السادس .. احتفاء بالتميز المغربي والانجاز العالمي

يأتي حفل تسليم جائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لأفضل إنجازات عام 2022، الممنوحة إلى جلالة الملك، محمد السادس، بالعاصمة الرواندية كيغالي، بحضور شخصيات وازنة، بمثابة اعتراف دولي مؤسساتي (كاف / إفريقيا، فيفا / العالم) بالقفزة النوعية التي أدركتها كرة القدم المغربية، في السنوات الأخيرة.

هذا الاعتراف بتميز الكرة المغربية يثمن عاليا الدور الريادي لجلالة الملك، محمد السادس، في قيادته للثورة البيضاء التي غيرت مسار اللعبة الأكثر شعبية في المغرب، وجعلتها تتقدم بثبات نحو المقدمة قاريا وعالميا، وهي تتثمن ضمنيا العمل الذي أنجز من قبل الجهات الوصية، حكوميا وعلى مستوى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

فمن ناحية، كان للرسالة الملكية إلى المناظرة الوطنية للرياضة، يوم 24 أكتوبر 2008، دور المحرك الأساس لتفعيل وأجرأة الخطوات الممكنة لتنمية كرة القدم المغربية؛ الرياضة، وجاء إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ضاحية مدينة سلا، عبارة عن نموذج يتعين أن يحتذى من قبل الجامعة والعصب الجهوية والأندية على حد سواء، ورسالة إلى من يسيرون كرة القدم في كل المستويات بأن عليهم الاهتمام بعنصر التكوين؛ تكوين المكونين والصغار بكل الفئات السنة ذكورا وإناثا، للقطع مع الهواية دون رجعة.

كما كان للمنحة المهمة المخصصة لدعم المنتخبات دور مهم للغاية في تحفيز الأسود واللبؤات والأشبال على خط مسار قوي في المنافسات الجهوية والقارية والدولية، وأسهم تثوير البنيات التحتية، بدوره، في تسهيل عمل الأندية، التي عاشت على وقع الانتعاش، وينتظرها المزيد، بتفعيل الشركات الرياضية، المعول عليها في إدارة شفافة للمالية، وإفساح المجال للجمعية كي تهتم بأمور أخرى.

من ناحية ثانية، كان لتفاعل الحكومة، بوزارتها الوصية على القطاع الرياضي، فضلا عن وزارات أخرى تتداخل القطاعات التي تشرف عليها مع الشأن ذاته؛ مثل الداخلية والتجهيز والخارجية، دوره الكبير في التغيير، بحيث أدى هذا التفاعل إلى توفير البنية التحتية اللازمة، وتيسير وسائل العمل، وتجسير الفجوات بين المتدخلين محليا ووطنيا، بل وحتى على المستوى الخارجي، من سفارات وقنصليات، وغيرها.

وشكل دور الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قطب الرحى للعملية برمتها، بحيث صارت، على مدار السنوات الماضية، عبارة عن ملتقى للعمل الوطني والجهوي والقاري والدولي؛ ينسجم في عملية البناء، لتغيير صورة الكرة المغربية محليا، ولتفاعلها؛ بكل المتدخلين فيها، مسيرين وأطرا ولاعبين؛ بل وحتى جماهير، مع محيطها الخاص والعام، في المغرب وعبر إفريقيا والعالم، مستفيدة من الحضور المتميز في الاتحاد الإفريقي والعربي، وفيفا أيضا.

هكذا إذن، ولأن النتيجة تتبع العمل. فقد جنى المغرب ثمرات التغيير، في عدة مستويات، وصار يمثل بأنديته قاريا على أرفع الدرجات، كما نجح بمنتخباته، للرجال والإناث في التميز؛ ولا أدل على ذلك من وصول المنتخب الوطني الأول للرجال إلى نصف نهائي كأس العالم بقطر 2022، وتأهل المنتخب الوطني الأول للسيدات إلى كأس العالم بأستراليا ونيوزيلاندة 2023، وتباري ناديي الوداد الرياضي ونهضة بركان، في سابقة مغربية، من أجل الظفر بكأس السوبر القارية.

ولكي يكون المغرب الإفريقي، الذي استعاد موقعه الريادي قاريا لم ينفك يمد جسور التواصل مع أشقائه الأفارقة، منسجما مع نفسه، فقد شمل هؤلاء الأشقاء بالتغيير الذي شهدته الكرة المغربية، بحيث فتح الباب للمنتخبات الإفريقية كي تعسكر في مركز محمد السادس ضاحية سلا، فضلا عن لعب المباريات الدولية في ملاعبه، وحضور الدورات التكوينية، فضلا عن احتضانه للمؤتمرات والفعاليات ذات الصلة بالتداول في الشأن الكروي القاري والعالمي.

الكلمة الآن للمستقبل، ولذلك بالضبط، فالمغرب، الذي احتضن منافسات الموندياليتو، بكل من الرباط وطنجة، تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ويوجد في مقدمة المرشحين لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، ما زال حاضرا بقوة في منافسات دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف بكل من الوداد والرجاء الرياضيين والجيش الملكي، ويستعد لاستقبال منتخب البرازيل في مباراة ودية كبيرة ضد أسود الأطلس، سعيا منه إلى ترصيد الإنجازات المحققة، تطوير أدائه الكروي، بما يتناسب مع الإشعاع الذي بلغه حتى الآن، وفي البال ما تزال تشع صورة الاستقبال التاريخي للمنتخب الوطني العائد من مونديال قطر، وتوشيح رئيس الجامعة الملكية، فوزي لقجع، وقائد المنتخب الوطني، وليد الركراكي، واللاعبين، والأطر التقنية والإدارية المرافقة، والاحتفاء بأمهات الأسود.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar