الملف الثلاثي لاحتضان مونديال 2030.. أهداف سياسية بدوافع رياضية

أثار ملف ترشيح المغرب إلى جانب اسبانيا والبرتغال لاحتضان مونديال 2030 الكثير من التحليلات والقراءات، ولعل أبرزها تلك المتعلقة بتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية تجمع الدول الثلاث في ظل تحولات جيوسياسية تجري بالمنطقة.

وحسب العديد من المتتبعين الرياضيين، فإن المغرب أصبحت هذه المرة حظوظه كبيرة لاستضافة المونديال، مقارنة بالترشيحات السابقة، ومن بين العوامل المساعدة، هي إحداث المغرب في السنوات الأخيرة لبنية تحتية رياضية جديدة، ونجاحه في استضافة تظاهرات كروية عالمية مثل كأس العالم للأندية، إضافة إلى الإشعاع الكروي الذي حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 بوصوله لأول مرة كمنتخب إفريقي إلى نصف نهائي كأس العالم.

وتبقى عوامل أخرى مشتركة ترفع حظوظ المغرب، تتعلق بالتاريخ الكروي لكل من إسبانيا والبرتغال، وبنيتهما الرياضية الجيدة، الأمر الذي يجعل حلم “تنظيم المونديال” بالنسبة للمملكة المغربية أقرب إلى التحقق هذه المرة.

لكن رغم الدافع الرياضي لترشح المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، إلا أن هذا الترشح لا يخلو من أبعاد سياسية واقتصادية، تهدف من خلالها الرباط إلى تحقيق العديد من المكاسب على مدى السنوات المقبلة، خاصة في علاقاتها الثنائية مع بلدان الجوار.

فعلى المستوى السياسي، فإن ترشح المغرب إلى جانب إسبانيا في ملف مشترك يضم البرتغال، سيعمل بلا شك على ترسيخ العلاقات الجيدة بين الرباط ومدريد بالخصوص، وسيؤدي بالطرفين إلى الحفاظ على متانة العلاقات الثنائية، الأمر الذي سيضمن لهما الإبقاء على المكاسب المحققة، ومن بينها دعم إسبانيا للمغرب في قضية الصحراء، وفي نفس الوقت تضمن إسبانيا لنفسها جارا متعاونا في العديد من المجالات المهمة لها، كالهجرة غير النظامية.

أما على المستوى الاقتصادي، فإنه في حالة فوز الملف المغربي-الإسباني-البرتغالي بحق تنظيم مونديال 2030، فإن ذلك سيكون بمثابة انطلاقة جديدة للمغرب نحو إطلاق مجموعة من الورشات لتقوية البنية التحتية، الأمر الذي يُتوقع أن ينعكس إيجابا بخصوص إحداث فرص الشغل.

كما أن احتضان المغرب للمونديال وإجراء عدد من المباريات على الملاعب المغربية، سيُساهم في استقطاب أعداد مهمة من السياح الأجانب، وفي نفس الوقت اعطاء إشعاع سياحي للمملكة قد يمتد لعدة سنوات، وقد يكون هو الإقلاع الحقيقي للسياحة المغربية والاقتصاد عموما.

واكن المغرب اعلن بشكل رسمي انضمامه إلى ملف إسبانيا والبرتغال للترشح في ملف ثلاثي مشترك لتنظيم كأس العالم 2030 في اجتماع كيغالي يوم 14 مارس الجاري، في خطوة تُعزز حظوظ المملكة بقوة لاستضافة هذا العرس الكروي الكبير، بالنظر إلى نقاط القوة العديدة التي تُميز هذا الملف، من أبرزها الموقع الجغرافي، وعوامل أخرى مرتبطة بالمناخ المعتدل، والجاذبيية السياحية والتاريخ الكروي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar