قيس سعيّد يتسبب في أزمة بين تونس وليبيا
أثار الرئيس التونسي قيس سعيّد جدلا واسعا بعد أن قال إن بلاده “لم تحصل إلا على الفتات” من حقل البوري النفطي، الذي خاضت بسببه تونس وليبيا صراعا قضائيا أمام المحاكم الدولية، مشيرا أن هناك نية لتقاسُم الحقل مع طرابلس.
وأضاف سعيد أنه بعد 12 يناير 1974، وهو تاريخ إعلان الوحدة بين تونس وليبيا، التي لم تدم طويلا، رُفض مقترح التقاسُم وساءت العلاقات بين البلدين، متابعاً: “وفي مايو العام 1977 أتت ليبيا بشركة أمريكية كانت على وشك الإفلاس ووضعت منصة لاستخراج البترول وتوترت العلاقات الليبية التونسية مرة أخرى وهي كانت متوترة بعد فشل الوحدة بينهما تحت مسمى الجمهورية العربية الإسلامية التي لم تستمر سوى أربع ساعات”، حسب كلمته خلال زيارته مقر المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية.
الرد الليبي
وفي أول رد رسمي، قال وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية محمد عون إن “القضية تم الفصل فيها بحكم من محكمة العدل الدولية”.
وأوضح عون، في تصريح صحفي، أن الحكم جاء بناء على اتفاق ليبي – تونسي، وقد قبل الطرفان بالحكم، وأن الحدود البحرية بين ليبيا وتونس محددة.
بدوره، أفاد رئيس لجنة الطاقة بمجلس النواب الليبي عيسى العريبي بأن اللجنة تقوم بدراسة تصريحات الرئيس التونسي سعيّد، حول حقل البوري النفطي والجرف القاري، للرد بشكل رسمي على هذه التصريحات، على حد قوله.
وأكد النائب عيسى العريبي في تصريح لوكالة الأنباء الليبية على أنه لا يكمن القبول أو السماح بالمساس بثروات ليبيا التي هي ملك للشعب الليبي تحت أي ظروف أو أي مبررات.
الجرف القاري
ويقع حقل البوري في البحر المتوسط على بعد 120 كيلومترا شمال الساحل الليبي، وينتج نحو 23 ألف برميل نفط يوميًا، وتديره شركة “مليتة” للنفط والغاز بالمشاركة مع شركة “إيني” الإيطالية، واكتُشف العام 1976، وبدأ إنتاجه العام 1988.
وخاضت الجارتان تونس وليبيا صراعا قضائيا أمام المحكمة الدولية بلاهاي بين عامي 1978 و1982، في خضم خلاف حول رواسب صخرية متعددة المعادن تضم كميات هائلة من البترول والغاز والثروات السمكية والمعدنية.
وورثت تونس وليبيا عن الاستعمارين الفرنسي والإيطالي خلافا حادا بخصوص الحدود البحرية وصل إلى حد الصدام العسكري أحيانا عرض البحر بين القطع البحرية للبلدين.
ورغم أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي اقترح آنذاك على تونس اقتسام ثروات الجرف القاري، إلا أن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة رفض ذلك، واقترحت عليه مجموعة من أساتذة القانون، من ضمنهم العميد الصادق بلعيد، رفع قضية أمام المحكمة الدولية بلاهاي، وهو ما تم بالفعل عام 1978.
ورغم التصعيد من الجانب التونسي، إلا أن القذافي رفض بشدة الالتجاء إلى المحاكم الدولية متمسكا بالاستغلال المشترك للجرف القاري، قبل أن يرضخ أخيرا لضغوطات قرطاج.
واختارت اللجنة التونسية برئاسة الصادق بلعيد، الذي اختاره سعيّد لرئاسة لجنة الدستور، والدبلوماسي نجيب البوزيري أن تستند في دفاعها على التاريخ والجيومورفولوجيا (علم تشكل الأرض) والذي يركز على دراسة التضاريس وأسباب نشأتها وتطورها عبر الزمن، وعلى الحقوق التونسية في صيد الاسفنج، فيما اعتمدت الجماهيرية الليبية في دفاعها على الجيولوجيا وتحرك الطبقات الأرضية.
وفي 24 فبراير 1982، أصدرت محكمة لاهاي قرارا نهائيا ورسميا يؤكد على السيادة الكاملة لليبيا على الجرف القاري، دون إعطاء أي نصيب لتونس.
واتهم الصادق بلعيد آنذاك قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي بالانحياز، قائلا إنهم “تابعون لبلدان لها مصالح استراتيجية وسياسية واقتصادية في ليبيا. لكننا في تونس احترمنا العرف الدولي”.
وعلى إثر هذا الحدث علّقت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في عددها الصادر في 25 فبراير 1982، بالقول إنه “لا ينازع أحد في أن وزن النفط الليبي أثقل من الاسفنجات التونسية”.
ولاحقا، تقدمت تونس لمحكمة العدل الدولية بلاهاي بطلب إعادة النظر في الحكم قصد تعديله، لكن وبتاريخ 10 ديسمبر 1985 صدر حكم يقضي برفض الدعوى القضائية وتقبلت تونس الحكم للمرة الثانية.
-
كوفيد-19 ..تسجيل 168 إصابة جديدة في المغرب خلال أسبوع
كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة في نشرتها الأسبوعية، عن تسجيل ما مجموعه 168 إصابة جديدة بكوفيد-19. وقالت الوزارة، في... صحة -
مدريد.. انعقاد اجتماع للمجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة
عقدت المجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة، اليوم الجمعة بمدريد، اجتماعها ال21، برئاسة مشتركة للوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود خالد... على مدار الساعة -
الطاقات المتجددة.. المغرب بصدد التحول إلى قوة عظمى على أبواب أوروبا
كتبت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، اليوم الجمعة، أن المغرب في الطريق ليصبح "قوة عظمى" في مجال الطاقة المتجددة على أعتاب... اقتصاد -
المغرب بلد استراتيجي بالنسبة للبرازيل
أكد الأستاذ الجامعي، فابيو ألبيرجاريا دي كيروز، أن المغرب بلد استراتيجي بالنسبة للبرازيل، لا سيما في مجال تعزيز الأمن الغذائي... سياسة -
أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التسامح والانفتاح وأن يكونوا سفراء لبلدهم
دعا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الحجاج المغاربة إلى أن يكونوا بمثابة سفراء للوطن وحضارته العريقة... أنشطة ملكية -
مكناس: توقيف شخص من ذوي السوابق متورط في ترويج القرقوبي
تمكنت عناصر فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن مكناس بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء... على مدار الساعة