عملاق الفوسفاط المغربي..النتائج المالية لسنة 2022 تكرس ريادته الدولية

كانت السنة الماضية حافلة بالأرقام القياسية في مسار المجمع الشريف للفوسفاط، حيث جاءت النتائج المالية مستفيدة من ارتفاع الأسعار في السوق الدولية، ومؤكدة لمسعى ترشيد تكاليف الإنتاج ومكرسة لتموقع العملاق العالمي في العديد من الأسواق.

هذا ما أكده مسيرو المجموعة، اليوم الثلاثاء، من خلال الإعلان عن نتائجها المالية لعام 2022، حيث تم الكشف عن ارتفاع رقم المعاملات من 84,3 مليار درهم في 2021 إلى 11,45 مليار درهم.

حصة المجموعة من الأرباح، وصلت إلى 28,1 مليار درهم في العام الماضي، مقابل 16,3 مليار درهم في العام الذي قبله، مسجلة زيادة بنسبة 72 في المائة.

وفي العام الماضي ارتفع الربــح الخــام قبــل خصــم الفوائــد والضريبــة والاســتهلاك EBITDA  إلى 50 مليار درهم، مقابل 36 مليار درهم في 2021، وهو ما ساهم في تحقيق هوامش قوية للربح EBITDA  في حدود 44 في المائة.

واعتبر مسؤولو المجموعة أن هذا الهامش “يعكس مزاياها التنافسية المتمثلة في مرونتها الصناعية والتجارية وإجراءاتها المستمرة للحفاظ على ريادتها من حيث التكاليف. كما يعد هذا الأداء دليلا على استراتيجية النمو القوية لمجموعة OCP والتزامها بخلق القيمة على المدى البعيد”.

وبلغ الدين المالي الصافي 50 945 مليون درهم مع نسبة الرافعة المالية في حدود 1,02x عند متم دجنبر 2022 ،مقابل 1,24x المسجلة عند متم دجنبر 2021.

سياق دولي

تؤكد المجموعة بعد كشفها عن نتائجها السنوية، أنه في العام الماضي “ساهمت اضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بالصراع الروسي الأوكراني إلى جانب انخفاض الصادرات الصينية في ارتفاع أسعار الأسمدة إلى مستويات قياسية”.

غير أنها تشير إلى أنه “ابتداء من الربع الثالث، سجلت أسعار الأسمدة الفوسفاطية انخفاضا تدريجيا وهو ما يعكس انخفاض الطلب بفعل تدهور الوضع المالي للفلاحين، حيث شهدت معظم الأسواق الرئيسية انهيار الطلب، وخاصة في البرازيل، وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، التي عانت أيضا من الظروف الجوية المضطربة. وعلى النقيض من ذلك، رفعت الهند من وارداتها بفعل انخفاض مستويات المخزونات وارتفاع الدعم الحكومي”.

أسعار تعوض انخفاض حجم المبيعات

تشير المجموعة إلى أن ارتفاع رقم المعاملات في العام الماضي بنسبة 36 في المائة، يعكس أساسا ارتفاع الأسعار في القطاعات الثلاث، أي الأسمدة والمعدن الخام والحامض الفوسفوري، والذي ساهم في تعويض انخفاض حجم المبيعات.

وخلال سنة 2022، تضيف المجموعة، ارتفعت أسعار الأسمدة الفوسفاطية إلى مستويات استثنائية، مدعومة بالعديد من العوامل الرئيسية، ومن بينها اضطرابات سلسلة التوريد، والقيود المفروضة على الصادرات وارتفاع تكاليف المدخلات. وفي مواجهة هذه التحديات، أظهرت مجموعة OCP مرونة كبيرة مع الاستفادة القصوى من هذا الاتجاه التصاعدي، إلى جانب تعديل إنتاجها ليتماشى مع الطلب. وبالإضافة إلى ذلك، وبفضل التدبير الفعال، تمكنت المجموعة من التعامل بنجاح مع الانخفاض المتوقع في الأسعار خلال النصف الثاني من السنة”.

وحققت المجموعة نموا ملحوظا من رقمين في رقم المعاملات سنة 2022، مدفوعا بارتفاع بنسبة 44 في المائة في الأسمدة، التي شكلت 64 في المائة من رقم المعاملات الإجمالي مقابل 61 في المائة خلال السنة الماضية.

وبفضل التزام المجموعة القوي بالتنوع الجغرافي لزبنائها، ركزت على تسويق منتجاتها في الأسواق ذات الطلب القوي مثل أمريكا الجنوبية، وآسيا وإفريقيا، وقد عرفت هذه الاستراتيجية نجاحا كبيرا يعكس المكانة القوية للمجموعة في هذه الأسواق وكذا قدرتها على التكيف مع احتياجات زبنائنها…

وارتفع رقم معاملات الصخور الفوسفاطية بنسبة 51 في المائة على أساس سنوي، حيث يرجع ذلك بالأساس إلى تحسن الأسعار التي رافقت انخفاض حجم الصادرات نحو مناطق الاستيراد الرئيسية.

وسجل رقم معاملات الحامض الفوسفوري، ارتفاعا طفيفا بنسبة 1 في المائة على أساس سنوي، وساهم ارتفاع أسعاره في تعويض انخفاض حجم الصادرات نحو أوروبا والهند بشكل أساسي. ويرجع انخفاض أحجام المبيعات نحو الهند أساسا إلى تطور مزيج المنتجات لصالح الأسمدة وتأجيل استيراد الحامض الفوسفوري إلى الربع الثاني من السنة.

وارتفع رقم معاملات الأسمدة بنسبة 44 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية “بفضل ارتفاع أسعار المبيعات التي عوضت تأثير انخفاض حجم الصادرات، فيما ساهمت الظروف الاقتصادية غير الملائمة للفلاحين والمرتبطة بارتفاع الأسعار في انخفاض الطلب العالمي.

استثمارات وطموح

في العام الماضي، بلغ حجم استثمارات المجموعة 20 مليار درهم، مقابل 13,13 مليار درهم في عام 2021، علما أن المجموعة أعلنت مؤخرا عن إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الاستثماري الذي يهدف إلى دعم تنافسيتها وأدائها التشغيلي، من خلال مشاريع تطوير قدرات الإنتاج والاستثمارات في التنمية المستدامة والتي تركز على الطاقة الشمسية، والماء والأمونياك الأخضر.

ويغطي البرنامج الاستثمار الذي يقدر بحوالي 13 مليار دولار الفترة الممتدة من 2023 إلى 2027، ويرتكز على رفع القدرات المنجمية وإنتاج الأسمدة مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني في أفق سنة 2040.

ويهدف هذا البرنامج الاستثماري إلى رفع قدرات الإنتاج من 12 مليون طن من الأسمدة حاليا إلى 20 مليون طن بحلول سنة 2027، بالإضافة إلى الزيادة في القدرات المنجمية من خلال افتتاح منجم جديد بمسقالة إلى جانب إنشاء مركب كيماوي لإنتاج الأسمدة بمزيندة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar