إجلاء مغاربة السودان… عناية ملكية متواصلة بأفراد الجالية

على إثر تدهور الأوضاع الأمنية في السودان، أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته لتأمين عودة المواطنين المغاربة من هذا البلد. وكشف بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن مصالح سفارة المملكة المغربية بالسودان، قامت في مرحلة أولى، بتنظيم قافلة برية انطلاقا من العاصمة الخرطوم في اتجاه مدينة بورت سودان، استفاد منها أكثر من 200 من المواطنين المغاربة المقيمين بالسودان أو الذين تزامن تواجدهم في هذا البلد مع هذه الظرفية الداخلية الصعبة، مشيرا إلى أن القافلة البرية وصلت بسلام مساء اليوم إلى مدينة بورت سودان.

كما أعطى جلالة الملك، تعليماته السامية لتنظيم جسر جوي، بتنسيق مع الخطوط الملكية المغربية، لتأمين عودة المواطنين المغاربة وعائلاتهم إلى أرض الوطن في أحسن الظروف.

وفي هذا السياق، قال محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن “التعليمات الملكية السامية لتأمين عودة المواطنين المغاربة من السودان تجسد الحس الإنساني المتأصل في شخصية جلالة الملك محمد السادس ومبادراته الملموسة التي تعد أمثلة بارزة على أعمال جليلة مطبوعة بالاستباق والفاعلية والمضمون الإنساني”.

وأوضح بودن في تصريح لدوزيم، أنه “يمكن في هذا الصدد استحضار القرارات الملكية في لحظات صعبة بإجلاء الطلبة المغاربة من ووهان في الصين خلال جائحة كوفيد 19 والطلبة المغاربة في أوكرانيا وغيرها”. وأضاف بودن، أنه من خلال قراءة بلاغ وزارة الشؤون الخارجية بهذا الخصوص يمكن استخلاص أربعة أفكار أساسية.

تتمثل الفكرة الأولى، في المصالح الدبلوماسية المغربية قامت بقصارى الجهود، وعمل مكثف لإجلاء المواطنين المغاربة في وضع آمن، ولم تعلن عن كيفية الاستجابة إلا بعد تلقي تأكيدات وتأمين ممر آمن من الخرطوم الى بورتسودان في رحلة برية تقارب مسافتها 1000 كلم.

أما الفكرة الثانية، يواصل بودن، تتمثل في أن المملكة المغربية “أعلنت عن نتائج المرحلة الأولى من العملية بعد التأكد من أن الوضع الداخلي في السودان، الذي يزداد تعقيدا مما يعكس عملا في جميع الاتجاهات ومع مختلف الشركاء من أجل عملية إجلاء مثلى، كما ان التوجه نحو بورتسودان مثل الخيار الأكثر امانا للمواطنين المغاربة بالمقارنة مع المسارات الأخرى مع بعض البلدان المجاورة للسودان”.

وتابع بودن، أن الفكرة الثالثة، تظهر بالواضح أن “أهمية الإجراء العملي والميداني الذي قامت به مصالح سفارة المملكة المغربية بالسودان تبرز في التمكن من التغلب على التحديات التي فرضها انهيار عمليات الاتصال الهاتفي او عبر الانترنت في السودان بشكل أعاق تنسيق مختلف عمليات الإجلاء الدولية”.

أما الفكرة الرابعة، يفيد ذات المتحدث، أن “التعليمات الملكية بتنظيم جسر جوي واتخاذ التدابير اللازمة على مستوى النقل الجوي لتأمين عودة المواطنين المغاربة في أحسن الظروف تبعث من جهة برسائل ذات رمزية سيادية متفردة في التعامل مع مثل هذه التطورات، كما أنها، من جهة أخرى، مناسبة لتأكيد حرص جلالة الملك محمد السادس وعنايته الموصولة والمستمرة بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar