انطلاق موسم الحصاد قبل الأوان وتباين في المحاصيل الزراعية حسب المناطق

انطلق موسم الحصاد مبكرا هذه السنة بعدد من مناطق المغرب بفعل موجة الحرارة التي تعرفها المملكة منذ أيام، حيث ينتظر أن يأتي المحصول دون مستوى انتظارات الفلاحين الذين كانوا يأملون في تعويض الخسائر التي تكبدوها خلال الموسم الماضي.

وسرّعت موجة الحرارة التي تعرفها المملكة بانطلاق موسم الحصاد بأغلب المناطق؛ وفي “الشاوية” التي تعتبر من أكبر المناطق المنتجة للحبوب بالمغرب تشير بداية عملية الحصاد إلى أن المحصول هذه السنة سيكون ضعيفا؛ حيث أن متوسط إنتاج الهكتار الواحد بلغ 4 قناطير بالنسبة للقمح.

وفي هذا السياق قال الفاطمي بوركيزية، رئيس جمعية التنمية الفلاحية بجهة الدارالبيضاء-سطات، في تصريح لموقع الاولى، إن ارتفاع دراجات الحرارة ساهم في انطلاق موسم الحصاد مبكرا هذه السنة، حيث ابتدأت العملية بمنطقة الشاوية منذ أزيد من أسبوع، مشيرا إلى أن بداية الحصاد تكون في نهاية شهر ماي خلال المواسم العادية.

وإضافة إلى الحرارة، أوضح بوركيزية، أن قلة التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي لهذه السنة ساهمت في تسجيل ضعف في السنابل مما جعل الفلاحين يسرّعون بعملية الحصاد لتجنّب سقوطها.

وأبرز بوركيزية أن المردودية كانت ضعيفة هذا الموسم، مسجلا أن إنتاج الهكتار الواحد من الحبوب تراوح بين قنطارين و5 قناطير، في حين تراوحت مردودية هكتار واحد من الشعير بين 6 و7 قناطير.

وتابع المتحدث ذاته أن عددا من الفلاحين اختاروا عدم حصد محاصيلهم هذا الموسم وتركها كمراعي للماشية، بسبب قلة المردودية التي لن تكون قادرة حتى على تأدية تكلفة عملية الحصاد التي تكلّف بين 400 و450 درهما للهكتار الواحد.

وأفاد مصطفى اعمارة، الكاتب الإقليمي لجمعية التنمية الفلاحية بأولاد رحمون بإقليم الجديدة، بأن بداية موسم الحصاد هذه السنة تشير إلى تسجيل ضعف كبير في إنتاج الحبوب؛ إذ أن متوسط محصول الهكتار من الشعير مثلا لم يتعد 7 قناطير، في حين أنه كان يبلغ حوالي 50 قنطارا في الموسم العادي.

وتوقع بنك المغرب، بمناسبة انعقاد اجتماع مجلسه في مارس الماضي، أن يصل محصول الحبوب في العام الحالي إلى 55 مليون قنطار، حيث ينتظر أن يتأثر بالمساحة المزروعة التي لم تكن قد تجاوزت 3,65 مليون هكتار حسب وزارة الفلاحة.

وأبرز اعمارة، أن قلة التساقطات المطرية وموجات الحرارة التي عرفتها المملكة خلال هذا الموسم ساهمت بشكل كبير في قلة المحصول هذه السنة، في وقت كان الفلاحون يأملون تجاوز تداعيات الموسم الماضي الذي تميز بالجفاف.

وتعليقا على حصيلة الموسم الحالي، قال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة إنه ورغم الإجراءات المتخذة لدعم الفلاحين، يبقى إنتاج الحبوب مرتبطا بشكل مباشر بالتساقطات المطرية.

وأوضح بايتاس، خلال ندوة صحافية أعقبت مجلس الحكومة المنعقد الخميس 27 أبريل 2023، أن الأرقام المسجلة مع بداية موسم الحصاد الحالي تهم بالأساس المناطق التي لا تعرف استعمالا قويا للمكننة وللبذور المختارة.

وأشار المتحدث ذاته إلى اتخاذ الحكومة مجموعة من التدابير لدعم الفلاحين على تجاوز قلة التساقطات المطرية، من قبيل حذف الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة لبعض الأسمدة المستوردة، وتخصيص دعم مباشر.

وكان المغرب يعوّل على الموسم الفلاحي الحالي لتجاوز حصيلة الموسم الماضي 2021-2022 الذي تم فيه إنتاج 34 مليون قنطار من الحبوب بانخفاض بلغت نسبته 67 في المائة مقارنة بموسم 2020-2021 الذي عرف إنتاجا استثنائيا قدره 103,2 مليون قنطار.

وبنت الحكومة توقعاتها للنمو الاقتصادي عبر قانون المالية في العام الحالي على أساس محصول حبوب حددته في 75 مليون قنطار، حيث راهنت على زيادة الناتج الداخلي الخام بنسبة 4 في المائة، وهي نسبة خفضها صندوق النقد الدولي في أحدث تنبؤاته في أبريل الجاري إلى 3,1  في المائة، وهو ما يعني استحضار وضعية الموسم الفلاحي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar