انقطاع مصل “تيتانوس” منذ 3 أشهر يدخل صحة المغاربة في دائرة الخطر

أفاد مصدر مطلع لتليكسبريس اليوم الخميس 25 ماي الجاري، أن المستشفيات والصيدليات بالمغرب تعاني بشكل تام من انقطاع المصل المضاد للكزاز “تيتانوس”، الذي يتم استعماله في حالات الجروح الخطيرة أو الملوثة.

وأوضح المصدر ذاته أن العديد من المواطنين تفاجأوا من غياب مصل “تيتانوس” من المستشفيات والصيدليات التي قاموا باللجوء اليها قصد الاستشفاء، وبالرغم من بذلهم مجهودا كبيرا للحصول على هذا الدواء، إلا أن جميع مجهوداتهم قد باءت بالفشل، مما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.

وأضاف ذات المصدر أن تزايد الطلب العالمي على هذا الدواء الحساس، الذي يتم إنتاجه بشكل حصري في أحد المختبرات الهندية، تسبب في الانقطاع التام له داخل السوق الوطنية للأدوية ومن المستشفيات منذ ثلاثة أشهر، رافقه تجاهل غير مفهوم من قبل الحكومة ووزارة الصحة والفاعلين الاقتصاديين عن التحرك العاجل لإيجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تهدد صحة المواطنين المغاربة وسلامتهم بشكل جدي.

وكشف ذات المصدر أن انقطاع مصل “التيتانوس” من المستشفيات والصيدليات ليس لاستحالة الحصول عليه من المختبر الهندي، وانما يتعلق الأمر بانخفاض هامش الربح في هذا الدواء بالتحديد، وهو ما دفع المستوردين إلى التخاذل عن بذل مجهودات كافية لاستيراده، مما يكشف أن الأمر برمته يتعلق بحسابات ربحية ضيقة يضعها المستوردون على قائمة أولوياتهم ضاربين عرض الحائط أهمية الحفاظ على صحة المواطنين المغاربة وسلامتهم.

وأشار المصدر ذاته أن الأمر لا يتعلق فقط بمصل “التيتانوس”، بل يتعداه إلى العديد من الأدوية التي باتت مفقودة داخل المغرب ومنها من يدخل ضمن علاج أمراض خطيرة ومزمنة، مثل أدوية علاج مرض الغدة الدرقية، وهو الأمر الذي بات يهدد بشكل غير مسبوق صحة المغاربة الذين زيادة على معاناتهم مع غلاء الأسعار باتوا اليوم مهددين بتفاقم أمراضهم جراء الإهمال واللامبالاة التي يمارسها لوبي الأدوية بالمغرب في غياب أي تحرك من قبل الحكومة أو الجهات الوصية.

ويعتبر “التيتانوس” مرضا معد حاد تتسبب فيه أبواغ جرثومة المطثية الكزازية، وتوجد الأبواغ في كل مكان في البيئة، ولاسيما في التربة والرماد والمسالك المعوية للحيوان والإنسان وبرازهما وعلى سطح الجلد والأدوات التي يعلوها الصدأ مثل المسامير والإبر والأسلاك الشائكة، وما إلى ذلك. ونظراً إلى أن الأبواغ لديها قدرة كبيرة على تحمل الحرارة ومعظم المطهّرات، فإنها قد تبقى على قيد الحياة لسنوات.

ويمكن أن يصاب أي شخص بالتيتانوس، ولكن المرض يُعد أكثر شيوعاً وأشد خطورة في أوساط الرضع الحديثي الولادة والنساء الحوامل، الذين لم يحصلوا على التمنيع الكافي باللقاحات المحتوية على ذيفان التيتانوس. ويُسمى التيتانوس الذي يحدث أثناء الحمل أو في غضون 6 أسابيع من نهاية الحمل “تيتانوس الأمهات”، والتيتانوس الذي يحدث في غضون الأيام الثمانية والعشرين الأولى من العمر “التيتانوس الوليدي”.

وفي انتظار أن تتدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لهذا المشكل العويص وإنهاء معاناة العديد من المغاربة الذين هم اليوم عرضة لتفاقم أوضاعهم الصحية جراء غياب هذه الأدوية، يبقى السؤال المطروح هو إلى متى ستبقى صحة المغاربة رهينة بمصالح لوبي الأدوية في المغرب.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar