المغرب – اسبانيا… شراكة وعلاقات اقتصادية قوية وتخطيط مشترك لاقتحام أسواق افريقيا

يبدو أن إسبانيا تسعى جاهدة عبر شركاتها إلى استثمار تقاربها الأخير مع الرباط، والشراكات الاقتصادية التي تجمع بين البلدين، من أجل منافسة الشركات الفرنسية في الاستفادة من صفقات المشاريع التي أطلقتها المملكة المغربية لتطوير بنياتها التحتية.

 وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة “لا إنفورماسيون” الإسبانية تقرير لها قالت فيه إن المبالغ المالية المهمة التي خصصتها الرباط لتوسيع خطوط سككها الحديدية ومطاراتها بدأت “تسيل لعاب” كبريات الشركات الإسبانية التي بدأت التنسيق مع حكومة سانشيز من أجل الظفر بصفقات في هذا الإطار.

وأشارت “لا إفورماسيون” إلى مباحثات القمة الإسبانية المغربية في فبراير الماضي، واللقاء الذي جمع وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، ووزير التجهيز والماء نزار بركة، بوزير النقل الإسباني راكيل سانشيز، الذي أكد أن بلاده “تريد أن تكون حاضرة في مشاريع المغرب لتطوير بنياته التحتية”.

بعد العلاقات التجارية الصاعدة بين الرباط ومدريد على المستوى البيني، يتجه البلدان إلى تقوية التحالف الاقتصادي على صعيد القارة الإفريقية من خلال التنسيق بين الشركات المغربية والإسبانية على صعيد مجموعة من الاستثمارات المختلفة.

 ذلك أنه على هامش المنتدى الاقتصادي الذي استضافته العاصمة الإيبيرية اخيرا، تطرق وفدا البلدين إلى نقطة التنسيق التجاري ببعض البلدان الإفريقية، بالنظر إلى تمركز عشرات الشركات المغربية-الإسبانية بالبلدان الإفريقية، الأمر الذي سيسهّل إمكانية التحالف التجاري.

وتبحث إسبانيا عن أسواق تجارية جديدة بعدد من البلدان الإفريقية، وهو ما كشفته الزيارات المتعددة التي قام بها بعض المسؤولين الإيبيريين إلى بعض فواعل “القارة السمراء”، مما قد يشكل منطلقا للتعاون مع المغرب الذي أرسى بنيات اقتصادية متعددة المجالات بالمنطقة.

من جهته، يرى محمد جدري باحث اقتصادي، أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا تمر من أزهى مراحلها بعد سحابة الصيف العابرة”، مبرزا أن “إسبانيا تبحث عن موطئ قدم لها داخل القارة الإفريقية، والمملكة المغربية تريد أن توطد عمقها الإفريقي الذي بدأته منذ عودتها إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017”.

وأضاف جدري، أن المغرب قام بتوطيد العلاقات الاقتصادية مع بلدان القارة عن طريق مشاريع كبرى، من قبيل الميناء الأطلسي الداخلة، الطريق السريع تزنيت الداخلة، خط أنبوب الغاز النيجيري-المغربي..

وأوضح أن “المغرب توغل في القارة الإفريقية كذلك عبر المشاريع الكبرى للمجمع الشريف للفوسفاط، دون نسيان استثمارات قطاعات البنوك والتأمينات والعقار”، مشيرا إلى أن “تلك الاستثمارات يمكنها أن تذهب بسرعة أكبر إذا ما تم الاتفاق مع إسبانيا على مشاريع كبرى تعود بالنفع على البلدين في علاقة رابح-رابح.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar