الكنبوري لـ”تليكسبريس”: غياب أغلبية مطلقة يُرهن هوية الحكومة الاسبانية بمواقف الأحزاب الصغرى

قال ادريس الكنبوري، محلل سياسي ومتخصص في الشأن السياسي الاسباني،  إن الانتخابات الإسبانية الأخيرة التي جرت يوم الأحد 23 يوليوز 2023، لم تفرز مشهدا سياسيا واضحا، وأظهرت نوعا من التوازن بين اليمين واليسار في إسبانيا، بحيث حصل الحزب الشعبي اليميني على  136 مقعدا في البرلمان بينما حصل غريمه الحزب الاشتراكي العمالي على 122 مقعدا، وهو فارق بسيط بين الحزبين الكبيرين في البلاد، لكنه يظهر في نفس الوقت تراجع اليمين في إسبانيا، وهو ما شكل صدمة في أوروبا لدى أحزاب اليمين التي كانت تعطي الانطباع بأنها في حالة تقدم.

وأضاف الدكتور إدريس الكنبوري في تصريح لـ”تليكسبريس”، أنه: “في ظل هذا المشهد لا يمكن التنبؤ بطبيعة الحكومة الجديدة، إذ يتوقف ذلك على مواقف الأحزاب الصغرى والأحزاب المحلية والتحالفات التي ستحصل بين الحزبين الكبيرين، فحزب فوكس اليميني المتشدد حصل على 33 مقعدا، وهو حليف طبيعي للحزب الشعبي، لكن هذا الأخير لن يتمكن من تشكيل الحكومة بالتحالف معه، لأن تشكيل الحكومة يتطلب الحصول على 176 مقعدا، في الوقت نفسه الحزب الاشتراكي العمالي في موقع قوي هو الآخر، وفي حالة تمكن من نسج تحالف مع الأحزاب الصغرى فقد يتمكن من تشكيل حكومته.”

وحول سؤال لـ”تليكسبريس”، إن كانت الحكومة المقبلة في اسبانيا قد تغير موقفها من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، أكد إدريس الكنبوري: “أما فيما يتعلق بمستقبل الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، فهناك احتمال أن يعيد الحزب الشعبي النظر في موقف الحكومة السابقة التي قادها الاشتراكيون، أي الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي المغربية، لأنه سبق أن انتقد بشدة هذا الموقف، لذا يحتمل أن يتراجع عن هذا الاعتراف، خصوصا وأن الحزب الشعبي معروف بمواقفه العدائية التقليدية تجاه المغرب، ودائما ما يوظف الخلافات مع المغرب من أجل التأثير على الرأي العام وعلى أنصاره المحافظين.”

إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية اسبانية، أن حزب “سومر” المتحالف مع الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني أعلن أمس الاثنين انه كلف أحد مسؤوليه في كتالانيا بالتفاوض مع “خونت” الانفصالي الذي أضحى مهما بالنسبة لقلب التوازنات بحصوله على 7 مقاعد، وهو ما سيساعد بيدرو ساشيز، الحزب الاشتراكي العمالي، من الحصول على 172 مقعدا متجاوزا بذلك الحزب الشعبي، وهو ما سيسمح له بإعادة انتخابه رئيسا جديدا للوزراء، حيث تكفيه هذه الأغلبية.