قيادة الحزب الشعبي للحكومة… هل تتأثر العلاقات المغربية- الاسبانية بهذا التحول؟

بعدما رشح ملك إسبانيا فيليبي السادس، رئيس الحزب الشعبي، ألبرتو نونييس فيخو، لرئاسة الحكومة، في انتظار عقد مجلس النواب جلسة تصويت لصالح توليه رئاسة الحكومة، فهل ستتأثر العلاقات المغربية الاسبانية في حالة قيادة فيخو للحكومة في مدريد؟.

يرى مراقبون للشأن المغربي – الاسباني، أن فيخو إذا استطاع تشكيل الحكومة  الاسبانية المقبلة، سيكون لذلك تأثير وصف بالنسبي، على انسيابية العلاقات المغربية الإسبانية، ويمكن أن يمس بشكل محدود بالتطور الإيجابي الحاصل بشأنها، اعتبارا للتوجه الجديد الذي سيختاره الحزب وتحالفه، لإسبانيا، في علاقاته مع دول الجوار، إلا أن هذا التأثير لن يمس المواقف والاتفاقيات ذات البعد الإستراتيجي باعتبارها قرارات دولة، ومن الصعب المساس بها، واتخاذ مواقف وقرارات مناقضة لها، لأن هذا الأمر يحتاج لتوافق داخل مكونات الدولة الإسبانية.

لأن العلاقات المغربية الإسبانية من حيث التوجهات الإستراتيجية هي ثابتة عموما وتخضع لمنطق التراكم التاريخي في بلورة المواقف، ومن الصعب على أي حزب يتولى رئاسة الحكومة اتخاذ أي موقف يمكنه المس بالمصالح الاستراتيجية الإسبانية، لذا فالاعتراف بمغربية الصحراء مثلا هو قرار ذو بعد استراتيجي واتخذ، من طرف الجانب الإسباني، في سياق هذا التراكم التاريخي الإيجابي في العلاقات بين البلدين، وفي سياق دولي أطره الإعتراف الأمريكي، والتراجع عنه سيبقى مغامرة مهما كان قائد سفينة الحكومة الإسبانية.

أما بالنسبة لألبرتو نونييس فيخو، زعيم اليمين، فإنه وبعد تصريحات متشددة ومناوئة للمغرب، أعطى أكثر من إشارة في الأسابيع الأخيرة، بأنه حال توليه منصب رئيس الحكومة سيسعى للحفاظ على علاقات مستقرة ومتميزة مع المملكة المغربية، مستحضرا مكانة ودور المملكة، الإستراتيجي في منطقة المتوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرا في تصريح له للصحافة أنه حال فوزه برئاسة الحكومة، فإن أول زيارة سيقوم بها ستكون إلى المغرب، وهذا يحمل دلالة رمزية وسياسية بطبيعة الحال.

لذلك يرى المحللون السياسيون، أن الموقف من مغربية الصحراء، والعلاقات مابين مدريد والرباط، لن تتأثر بشكل كبير بتغيير التحالف الحاكم بإسبانيا، للإعتبارات السالف ذكرها، وكذلك لاعتبارات تتمثل في أن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لليمين الإسباني ستكون في هذه المرحلة المقبلة، هي الأمن، الهجرة والإقتصاد بما فيه تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar