سادية “الجزيرة” على المغاربة بين السكيزوفرينيا السياسية والنفاق الديبلوماسي

لم تتوقف قناة “الجزيرة” عن استفزاز المغاربة والاساءة لشعورهم الوطني، منذ سنوات وخاصة طوال تغطيتها المسترسلة هذه الايام، لتطورات الوضعية الناجمة عن الزلزال الذي ضرب بلادهم مساء الجمعة الماضية، وذلك من خلال عرضها لخريطة فصلت فيها عن سبق أسرار وترصد بخط وهمي بين شمال المغرب واقاليمه الصحراوية الجنوبية.

ان ما تحدثه صورة خريطة المغرب مقسومة من طرف قناة الجزيرة في نفوس المغاربة لا تختلف في شيء عما تحدثه صور الدمار التي خلفها الزلزال في مدن وقرى وسط البلاد.

والحقيقة ان هذه السادية الاعلامية التي تمارسها قناة “الجزيرة” على المغاربة تكشف عن تناقض صارخ بين ما تعلنه القيادة القطرية، وعلى رأسها أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، رسميا وعلى رؤوس الاشهاد، من موقف مساند لمغربية الصحراء، وبين ما تمارسه قناة الجزيرة فعليا من قص وتقطيع لخارطة بلادهم.

فهل يتعلق الامر بسكيزوفرينيا سياسية ناجمة عن طبيعة النظام القطري نفسه، ام بحالة نفاق يحاول هذا النظام من خلالها ارضاء المغرب ديبلوماسيا، وفي الوقت نفسه ارضاء نظام الكابرانات إعلاميا !!

صراحة لست ادري !! والوحيدون الذين يمكنهم الجواب على هذا التساؤل هم القطريون انفسهم، وذلك ان كانوا هم الذين يتحكمون فعليا في توجهات هذه القناة وصوغ خطها التحريري وليست جهات اخرى ..

لكن ذلك لا يمنعنا، والحالة هذه، من أن نقول للقيادة القطرية وعلى رأسها سمو الأمير: نشكركم ايها السادة على مساعداتكم المادية والتقنية لنا لمواجهة آثار الكارثة، بل ونعفيكم حتى من واجب التضامن معنا، فقط كفوا عن الفصل بين شمال بلادنا وجنوبها في خريطة “الجزيرة”، واعلموا ان مكانة اقاليمنا الصحراوية لا تختلف في قلوبنا وعقولنا في شيء عن مكانة اقاليمنا في مراكش والحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات ..

ونقول لهم كذلك ان مكانة هذه الاقاليم جميعها لا تختلف عن مكانة كافة اقاليم بلادنا حفظها الله من طنجة الى الكويرة، فلا تزيدوا في معاناتنا وصدمتنا مع هذه الكارثة بعدوانكم الاعلامي المسترسل على خريطة بلادنا.