دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المغاربة
قال محمد التهامي الحراق، باحث في مجال الإسلاميات والتصوف والسماع، إن هناك العديد من المقاصد المرجوة من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يتمثل أبرزها في الفرح بولادة “الفجر الأعظم” سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، المستمدة شرعيته من قوله تعالى “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا”.
وأورد الأستاذ الحراق، في حديث بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ما جاء في “الدر المنثور” للحافظ السيوطي وفي غيره منقولا عن ابن عباس في تفسير هذه الآية قوله “فضل الله العلم ورحمته محمد، صلى الله عليه وسلم”، بل إن بعض العارفين يذهب إلى أنه، عليه السلام، الرحمة عينها، إذ لما كان سائر الرسل قد بعثوا رحمة إلى أقوامهم، وكان صلى الله عليه وسلم قد فاقهم خلقا وعلما وكرما، حتى استمدوا من روحانيته غرفا من البحر أو رشفا من الديم، فكان صلى الله عليه وسلم، هو “عين الرحمة” لقوله سبحانه “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
وأضاف أنه “من هنا وجب علينا الفرح والابتهاج والحبور بهذه الرحمة التي أهداها لنا ومن بها علينا الحق سبحانه”، ومن ثم، يقول الأستاذ الحراق، كان الاحتفال بهذا العيد فرحا بهذه الرحمة الربانية المهداة وشكرا على هذه النعمة المسداة التي أنعم الله على عباده المؤمنين بها لما بعث فيهم خليله وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن المقصد الثاني الذي يتحقق من الاحتفال بالمولد النبوي الكريم، هو إبراز مزايا وفضائل الصلاة على رسول الله، والإكثار منها مبرزا أنه غني عن البيان فضل الصلاة على الرسول الأكرم، وما ورد فيها من حض وترغيب في القرآن والسنة الشريفة.
وأضاف أن المقصد الثالث المطلوب من الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف هو التعبير عن محبة الرسول الأكرم والعمل على تثبيتها في الأفئدة وترسيخها في القلوب، مؤكدا أن إشاعة محبة الرسول هو ترسيخ لمختلف مناحي الدعوة المحمدية وقيمها ومثلها وأخلاقها وفضائلها.
وأكد محمد التهامي الحراق أن المقصد الرابع، الذي يتعلق بترسيخ الشخصية الإسلامية المغربية وتحصين هويتها الدينية، فهو نتيجة تترتب ضرورة عن المقصد الآنف، فالتعلق بالرسول الكريم، والتحقق بمحبة ، يضيف الباحث، يقتضي التمسك بسنته كما سلف، وهو ما يعني مساهمة الاحتفال بعيد مولده في تقوية وتغذية الهوية الإسلامية المغربية، وترسيخ التخلق بأخلاق الرسول الكريم، عبر استحضار سيرته ومكارمه وكمالاته ومعجزاته وأصول رسالته ومقاصد دعوته.
وذكر، في هذا الصدد، ببعض عادات المغاربة في مثل هذه المناسبة مثل سرد كتاب “الشفا” للقاضي عياض وإنشاد بردة الإمام شرف الدين البوصيري وهمزيته ووتريات الإمام البغدادي خلال الاثني عشر يوما من ربيع الأول، وكلها أخلاق نبوية وسيرة مصطفوية منظومة أو منثورة أو تستحضر في شكل محبوب ومحبب في السنة النبوية الشريفة وفي التعلق والتخلف بها.
ومما يدعم دور هذا الاحتفال في ترسيخ وتغذية الشخصية الإسلامية المغربية، يقول الأستاذ الحراق، هو كون انطلاق عادة هذا الاحتفال كانت بغاية المحافظة على الهوية الإسلامية لأهل سبتة والأندلس وصرفهم عن التقليد الديني للنصارى. وذاك ما يسوغ هذا المقصد في السياق الحضاري والتاريخي الإسلامي والذي تهدد فيه العولمة الثقافية كل الهويات الفقيرة بالمحو والتذويب.
-
طنجة..تخصيص 533 كاميرا مراقبة لدعم عمل المصالح الأمنية
في إطار دعم المصالح الأمنية وتعزيز الأمان العام، قامت جماعة طنجة بخطوة هامة تتمثل في تخصيص ميزانية بقيمة 140 مليون... وطني -
البرلمان..تسليط الضوء على خطورة انتشار المختلين عقليا في الشوارع
في جلسة عمومية لمجلس النواب، كشف النائب البرلماني نور الدين قشبيل من حزب التجمع الوطني للأحرار عن تطور خطير في... على مدار الساعة -
طنجة..نجاة مواطنين اسبانيين من هجوم خطير لحيتان الـ”أوركا” القاتلة
ذكرت مصادر محلية من طنجة، أن قاربا شراعيا تعرض مطلع هذا الأسبوع، لهجوم خطير من قبل حيتان مفترسة من فصيلة... مجتمع -
برشلونة..اعتقال مغربي يشتبه في قتل زوجته ومحاولة الهروب إلى المغرب
ذكرت مصادر إعلامية، أن الشرطة الإسبانية تمكنت من القبض على رجل مغربي يبلغ من العمر 59 عامًا، بعد شهر من... قضايا ومحاكم -
تعميق التعاون العسكري.. نيجيريا تطلب من المغرب تدريب طياريها وصيانة طائراتها
أعلن قائد سلاح الجو النيجيري عن طلب بلاده، من المملكة المغربية تقديم خدمات تدريب الطيارين النيجيريين وصيانة الطائرات العسكرية النيجيرية،... واجهة -
“تزوجني بدون مهر”..حملة مضللة للمساس بصورة المغربيات
أثار انتشار مزاعم مضللة، على موقع فيسبوك حول حملة تحت شعار "تزوجني بدون مهر" في مدينة فاس جدلاً واسعا، إذ... مجتمع