وزير سابق: النيجر ضحية جوار جغرافي جزائري ومبادرة “الأطلسي” متنفس لدول الساحل والصحراء

يبذل المغرب الكثير من الجهود من أجل تطوير البنيات التحتية والإسراع في انجاز ميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، لتعزيز دينامية الأقاليم الجنوبية وعلاقتها بعمقها الإفريقي وبدول غرب إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء. ومنذ أن أعلن المغرب عن مبادرة الانفتاح عن المحيط الأطلسي بالنسبة لدول الساحل والصحراء أعلنت العديد من الدول الواقعة في هذه الرقعة من الجغرافيا تأييدها للمبادرة المغربية ومن بينها دولة النيجر، التي يقوم رئيس وزرائها بزيارة رسمية إلى المغرب التقى خلالها برئيس الحكومة بأوامر ملكية.

ولتسليط الضوء أكثر على زيارة وفد دولة النيجر إلى الرباط في هذه الظرفية تحديدا، حيث تمر علاقتها بتوترات كبيرة سواء مع فرنسا أو الجزائر، حاورنا في تليكسبريس، الدكتور الحسن عبيابة، وزير سابق وأستاذ جامعي، حيث أكد أن مبادرة المغرب الرامية لتمكين دول الساحل والصحراء ستكون بمثابة المتنفس لهذه الدول التي أرهقتها التوترات والتدخلات الخارجية سواء من طرف الجزائر أو فرنسا.

حسن عبيابة1 12 1

الدكتور الحسن عبيابة، وزير سابق ومحلل سياسي واستاذ جامعي

وفي هذا الصدد، يقول الحسن عبيابة: “منذ فترة طويلة كانت دول الساحل الحبيسة غير المطلة على المحيط الأطلسي، ومنها النيجر ضحية الجوار الجغرافي مع الجزائر التي أضافت إلى هذه الدول الحبيسة عزلة جغرافية من أجل أن تبقى هذه الدول ضعيفة ولا تنافسها، كما أنه في الدراسات الجيوسياسية الحديثة اختلف مفهوم الجوار الجغرافي الحدودي، وإنما انتقل إلى الجوار الاستراتيجي أو التكتلات الجيوسياسية بدون حدود مشتركة، وهذا ما تفعله الولايات المتحدة الأميركية، فحدودها ليست هى الحدود الجغرافية في أمريكا الشمالية، وإنما حدودها حيث توجد قوتها العسكرية والإستراتيجية في كثير من مناطق العالم”.

ويضيف عبيابة في نفس السياق: ” وعليه فمبارة جلالة الملك الأطلسية جعلت من هذه الدول الحبيسة ومنها النيجر، امتدادا جغرافيا لجميع الدول الساحلية لغرب افريقيا وهذا مفهوم جيوسياسي جديد كان في البداية مفهوما عسكريا، ولكنه أصبح الآن مفهوم جديد في الجغرافية الاقتصادية، ويبدو أن بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية واستراتيجية مع النيجر سيجعل المغرب متواجد بقوة في شرق دول الساحل الإفريقي، وسيجعل النيجر دولة فاعلة في غرب إفريقيا، ومستفيدة اقتصاديا وجيوسياسيا من إمكانية المحيط الأطلسي، ولربما هذا التوجه هو الذي جعل العلاقات بين المغرب والنيجر تتطور بسرعة”.

ويؤكد الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي الحسن عبيابة، أن زيارة وفد دبلوماسي من دولة النيجر الشقيقة إلى المغرب يأتي في توقيت وإطار خاص، إذ هناك تقارب كبير بين البلدين بخصوص العديد من القضايا، منها محاربة الإرهاب والتطرف الذي استوطن المنطقة، ثم التعاون في مجال التنمية المستدامة، وقد تجد دولة النيجر متنفسا في مبادرة المغرب الاطلسية بعدما خرجت من مجموعة دول غرب إفريقيا الاقتصادية.

وعلى مستوى أخرى، يضيف عبيابة، أن مبادرة المغرب الأطلسية ستعزل الجزائر عن إفريقيا جغرافيا وسياسيا واقتصاديا، وهو ما جعل هذه الأخيرة تتحرك وتقترح برامج غير قابلة للتنفيذ كسابقاتها، وللإشارة فإن دول ساحل الصحراء وغرب أفريقيا، تعرف مخاضا وتوترات سياسية بسبب تصدع مجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، وبسبب التبعية للنفوذ الاقتصادي والسياسي لفرنسا في هذه المنطقة، وتمرد هذه الدول على فرنسا أيضا، لكن المغرب بسياسته المتوازنة على التوازن في العلاقات ما دول المنطقة مع مد يد المساعدة على مختلف المستويات، لأن المغرب ظهر كقوة إقليمية فاعلة في دول غرب إفريقيا منذ سنوات بفضل الدبلوماسية الملكية الإستراتيجية، وهو ما لم تتمكن فرنسا من فعله منذ عقود “.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar