المغرب وجهة مفضلة لألمع نجوم ونجمات رياضة الغولف

شكلت جائزة الحسن الثاني للغولف على مدى 48 سنة موعدا لا محيد عنه في برنامج رياضة الغولف العالمي، والتي ما فتئت تستقطب مع توالي السنين ألمع نجوم ونجمات هذا النوع الرياضي العالميين.

واكتسبت هذه الجائزة سمعة تاريخية كبيرة جعلت من المغرب وجهة “متميزة” و”نوعية” لرياضة الغولف، لتساهم، بالتالي، في تعزيز الصورة الإيجابية عن المملكة، وتجعل من رياضة الغولف عاملا من عوامل التنمية السياحية والاقتصادية.

وتعد جائزة الحسن الثاني، في حد ذاتها، وسيلة للانفتاح على آفاق جديدة وعوالم أخرى من خلال مشاركة ألمع النجوم العالميين، ومناسبة لتعزيز السمعة الجيدة التي يحظى بها المغرب وإظهاره بالمظهر اللائق، بفضل التغطية الإعلامية الواسعة من قبل أشهر القنوات التلفزية على الصعيد العالمي.

فجائزة الحسن الثاني ليست تظاهرة رياضية فحسب، بل هي أيضا مناسبة للتعريف بغنى الموروث الطبيعي والثقافي للمملكة، ووسيلة لتعزيز مكانتها المرموقة على جميع الأصعدة.

وبفضل ما تحظى به من تغطية إعلامية واسعة من قبل أشهر القنوات التلفزية العالمية، ساهمت جائزة الحسن الثاني، التي انطلقت دورتها الأولى سنة 1971، في إعطاء نفس جديد للسياحة الوطنية، حيث اختار العديد من المستثمرين إقامة مشاريع مرتبطة بسياحة الغولف، عوض الاقتصار على الاستثمار في القطاع السياحي بصفة عامة، كما هو الشأن بالنسبة لمدن الجديدة ومراكش وأكادير والصويرة والسعيدية.

وبالرغم من أن تاريخ رياضة الغولف بالمغرب يرجع إلى أزيد من 90 سنة، حيث ظهرت المسالك الأولى، إذ لم تكن توجد بالمملكة غداة الحرب العالمية الثانية سوى ثلاثة مسالك للغولف بمراكش وطنجة والمحمدية، ثم مسلكين جديدين بالدار البيضاء أنفا والقنيطرة أنشأهما مجموعة من الجنود الأميركيين، الذين كانوا بالمغرب في أوج الحرب، فإن هذه الرياضة لم تعرف نهضتها الحقيقية إلا في عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني.

وبعد النجاح الذي شهدته الدورة الأولى لجائزة الحسن الثاني عرفت مسالك الغولف بالمحمدية ومراكش عدة إصلاحات، مع توسيع مسالك الغولف بطنجة التي أصبحت تتوفر على 18 حفرة، إضافة إلى ظهور مسالك جديدة وعلى الخصوص في المدن العتيقة كفاس ومكناس، بينما عرفت الدار البيضاء وأكادير وسطات وبنسليمان وغيرها من مدن المملكة ميلاد مسالك جديدة.

ولم تقتصر جائزة الحسن الثاني، منذ إحداثها، على مشاركة المحترفين الأجانب، بقدر ما عرفت حضورا متميزا لمحترفين مغاربة أمثال موسى الفاطمي، الذي تألق منذ سنة 1972 من خلال فوزه بعدة ألقاب وطنية، ومحمد مقرون الذي دخل عالم الاحتراف منذ سنة 1982، وبعدهما محمد السايح ويونس الحساني وعبدالحق الصابي وفيصل السرغيني وغيرهم.

ولا يمكن إغفال حضور العنصر النسوي، الذي ولج عالم الغولف منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، في شخص اللاعبتين الهاويتين مليكة الدمناتي وزبيدة الهلالي، اللتين أحرزتا، على التوالي، البطولة الوطنية لهواة الدرجة الأولى بفئتيها سنة 1986، ومهدتا بذلك الطريق لظهور لاعبات ينافسن نظيراتهن الأجنبيات، ومن بينهن للا سمية الوزاني ومنية أمالو السايح، ثم بعدهن مها الحديوي وإيناس لقلالش وانتصار الريش وغيرهن من الجيل الصاعد.

وهكذا، تم في سنة 1993 إحداث كأس الأميرة للا مريم، من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني. وتهدف هذه الكأس، التي تطفئ هذه السنة شمعتها الـ27، إلى تثمين مكانة العنصر النسوي في التنمية الرياضية على الصعيد الوطني.

ويرجع الفضل في تألق الممارسين المغاربة في مختلف الاستحقاقات الأوروبية والعربية، بالأساس، إلى دعم “جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف”، التي تم إحداثها سنة 2001 برئاسة الأمير مولاي رشيد، وكذلك إلى سياسة تكوين الشباب التي تبنتها الجامعة.

فقد تم إحداث شعبة “غولف ودراسة” التي تجمع بين التداريب والتمدرس، لفائدة المستفيدين الذين ينحدرون في غالبيتهم من أوساط معوزة وتوفير تكوين في جميع المهن المرتبطة برياضة الغولف.

كما ساهمت الجمعية بشكل كبير في تطوير هذه الرياضة، من خلال إطلاق الدوري المغربي للمحترفين، وإنشاء الأكاديمية الملكية للغولف بمبادرة من النادي الملكي للغولف دار السلام.

واستطاعت الجمعية، منذ إحداثها، رفع العديد من التحديات، خاصة ما يتعلق بضمان استمرارية تنظيم هذا الموعد الرياضي والنهوض برياضة الغولف، التي ما فتئت تكتسب إشعاعا أكبر وتتبوأ مكانة هامة على الصعيدين الوطني والعالمي.

وحرصا منها على تنظيم هذا الدوري في أجواء احترافية، عملت “جمعية جائزة الحسن الثاني” على إبرام العديد من الاتفاقيات مع مؤسسات وطنية وعالمية.

كما تبنت الجامعة الملكية المغربية للغولف في السنوات الأخيرة إستراتيجية تروم النهوض برياضة الغولف عبر الرفع من عدد الممارسين المرخصين وتكوين اللاعبين الشباب والمؤطرين، بغية تهييئ منتخب وطني قادر على المنافسة على الصعيدين الأوروبي والدولي.

وتقام الدورة الـ48 لجائزة الحسن الثاني والـ27 لكأس الأميرة للا مريم للغولف، في الفترة ما بين التاسع عشر والرابع والعشرين من فبراير الجاري، بمسالك الغولف الملكي دار السلام بالرباط.

وتعرف هذه الدورة من جائزة الحسن الثاني، المدرجة ضمن بطولات الجمعية الأميركية للاعبي الغولف المحترفين، مشاركة أسماء وازنة من عالم الغولف.

فإلى جانب ألمع المحترفين، تشهد الدورة مشاركة عدد من الفائزين بجائزة الحسن الثاني، على غرار سانتياغو لونا، وهو صاحب الرقم القياسي من حيث عدد ألقاب جائزة الحسن الثاني (ثلاث دورات سنوات 1998 و2002 و2003) وكولن مونتغمري (سنة 1997).

يذكر أن المغرب يبقى حتى اليوم البلد الوحيد، الذي احتضن منافسات الرجال والسيدات معا ضمن الدوريات الأوروبية للغولف.

وذكر بلاغ للجامعة الملكية المغربية للغولف، نشرته على موقعها الإلكتروني، أن إجراء هاتين البطولتين بشكل متزامن من قبل الجامعة وجمعية جائزة الحسن الثاني للغولف، يكرس تقليد تنظيم بطولة للرجال وللسيدات في نفس الوقت، وهو التقليد الذي أحدثه سنة 1993 المغفور له الملك الحسن الثاني، مؤسس البطولتين.

وسجل البلاغ أن جائزة الحسن الثاني للغولف تستقطب منذ إحداثها سنة 1971، نخبة من أفضل اللاعبين المحترفين العالميين، مضيفا أن هذه التظاهرة الرياضية المرموقة، التي أصبحت تحظى بأهمية بالغة على الساحة الدولية للغولف، ستستقبل 66 ممارسا من دوري الأبطال لرابطة لاعبي الغولف المحترفين، الذي يجمع أسماء أسطورية من عالم رياضة الغولف أمثال كولين مونتغمري، وبادريج هارينجتون، وديفيد تومز، وإيرني إلس، وهم من بين الفائزين التاريخيين بالجائزة، وهو ما يجعل هذه الدورة تكتسي أجواء “عودة الأبطال”.

كما تدخل خمس بطلات مغربيات غمار منافسات الدورة الـ27 لكأس للا مريم للغولف، إلى جانب عدد من ألمع النجمات العالميات اللواتي ساهمن في الإشعاع الدولي لهذا الموعد الرياضي النسوي.

وستكون على رأس المحترفات المغربيات المشاركات في هذا الحدث الرياضي، إيناس لقلالش التي بصمت على موسم استثنائي خلال سنة 2023، حيث دونت اسمها في تاريخ رياضة الغولف الوطنية ببلوغها الجولة الأخيرة لبطولة “لوت”، المدرجة ضمن دوري رابطة اللاعبات المحترفات بهواي، وباتت أول لاعبة في المغرب والعالم العربي وشمال أفريقيا تتألق في بطولة دوري رابطة اللاعبات المحترفات، فضلا عن مها الحديوي، ممثلة المغرب مرتين في الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020)، ثم لينا بلمعطي، بطلة المغرب سنة 2022.

كما تشهد الدورة مشاركة كل من ملاك بوريدة، أول مغربية وعربية تشارك في الدوري الأميركي المفتوح للسيدات، وصوفيا شريف الصقلي، التي أصبحت في سن الـ13 سنة أصغر لاعبة شابة في الدوري.

وتتميز الدورة الـ27 لكأس للا مريم للغولف بمشاركة 108 لاعبات من الدوري الأوروبي للسيدات، واللواتي ستكون من بينهن الأربع الأوليات في ترتيب موسم 2023.

ومن بين أبرز المشاركات المرتقبات في هذه الدورة، الإسبانية نوريا إتوريوز الحائزة على اللقب سنة 2019.

وتجتذب كأس للا مريم للغولف، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للغولف وجمعية جائزة الحسن الثاني للغولف، تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، منذ إحداثها من قبل  المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1993، أفضل لاعبات الغولف على الصعيد العالمي.

ومن بين الأسماء الكبيرة التي ساهمت في امتداد إشعاع هذا الحدث الرياضي عبر مختلف القارات، هناك الفرنسية ماري لور دو لورانزي والليدي لورا ديفيس، صاحبة 87 لقبا عالميا، والفرنسية غولايديز نوسيرا، والإنجليزية لورا فايركلوغ، والسويدية صوفي غوستافسون، فضلا عن المشاركة المتميزة لكل من النرويجية سوزان بيترسن، والسويدية أنيكا سورينستام، اللاعبة الوحيدة التي حققت مجموع 59 ضربة في هذه الكأس.

عن موقع جريدة “العرب” بتصرف

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar