محلل سياسي: المغرب أصبح منصة استراتيجية عالمية وفرنسا مطالبة بالتعامل بمنطق رابح- رابح

قال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي تاج الدين الحسيني، إن المغرب أصبح منصة عالمية للصين وللدول الأوربية ولاسبانيا ولفرنسا أيضا، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي في شمال إفريقيا، وعلى باريس أن تعي جيدا أن التعامل مع المملكة المغربية، يجب أن ينطلق من منظور جديد وفقا لمنطق رابح- رابح.

وأضاف الدكتور تاج الدين الحسيني في تدخل له عبر قناة “ميدي ان تيفي” امس بمناسبة زيارة ستيفان سجورنيه، وزير الخارجية الفرنسي إلى المغرب، أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أصبح يشعر بأنه معزول حتى داخل فرنسا، لذلك بدأ في مراجعة سياسته الخارجية خاصة مع المغرب وكلف وزير خارجيته الجديد بذلك.

وأكد تاج الدين الحسيني، أن المغرب الذي يتمتع بوضع متقدم لدى الاتحاد الأوربي، هو في حقيقة الأمر شريك استراتيجي لدول الاتحاد، وعلى فرنسا أن تعامل المملكة بمنطق أخر غير ذلك الذي كانت تنطلق منه في السابق، خاصة إذا علمنا أن فرنسا أصبحت تحتل المرتبة الثانية كشريك اقتصادي أمام اسبانيا الذي قفزت إلى الرتبة الأولى.

وبخصوص قراءته في زيارة سيجورنيه إلى الرباط، أوضح تاج الدين الحسيني، أن توقيت الزيارة يأتي في ظرف دقيق لإعطاء ديناميكية جديدة لعلاقات تأثرت على مدى سنتين بأزمة خانقة متعددة الأوجه، معتبرا أن توقيت الزيارة أملته الظروف الإستراتيجية التي تمر بها المنطقة والتي تنذر بتحولات قد تفوق فرنسا، وقد فهمت باريس أخيرا، أنه للحفاظ على مصالحها، عليها أن تمر عبر علاقات قوية مع المغرب، وفق منظور جديد تطبعه الندية، خاصة أن المغرب أصبح يلعب دورا إقليميا ورياديا في إفريقيا وفي العالم، عن طريق مبادراته القوية سواء فيما يتعلق بتجمع الدول المطلة على المحيط الأطلسي، 22 دولة، أو مبادرة جلالة الملك تمكين دول الساحل أيضا من منفذ على الأطلسي.

وأشار الدكتور تاج الدين الحسيني، إلى أن فرنسا فهمت أخيرا أن المغرب رقم صعب في المنطقة، وعليها إعادة العلاقات معه بشكل قوي، بعد رهان خاسر على نظام العسكر المقرب من موسكو، لكن المغرب حتما وضع أسسا للتعامل الجديد مع باريس، محوره الاحترام المتبادل و الموقف الواضح من مبادرة الحكم الذاتي والقبول بشرط الندية وعدم التعامل بالنظرة السابقة التي كانت تنطلق  من محددات استعمارية منتهية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar