عملاق اسباني يحول مطار محمد الخامس إلى تحفة معمارية عالمية

ترأس محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، بالرباط، لقاء خصص لإعطاء الانطلاقة لدراسة تطوير البنيات التحتية لمطار الدار البيضاء محمد الخامس. و سلط الوزير الضوء على النهضة التنموية التي شهدها المغرب خلال العقود الأخيرة والتي مكنته من النهوض بالاقتصاد الوطني والارتقاء به وبقدرته التنافسية على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن هذا التطور تعزز بخيارات استراتيجية على مستوى النقل والبنيات التحتية للنقل، لا سيما فيما يخص تبني نهج سياسة تحرير قطاع النقل الجوي، التي جعلت من المملكة بوابة للعديد من بلدان العالم لولوج الأسواق العالمية، وخاصة منها الإفريقية، كما جعلتها وجهة للاستثمار في جميع القطاعات ومن بينها صناعة الطيران.

كما أشار إلى أن بلادنا مقبلة على العديد من الاستحقاقات، خصوصا منها تنظيم كأس العالم سنة 2030، مما يتطلب منا تكثيف الجهود لرفع هذه التحديات المرتبطة بتسريع وثيرة إنجاز مجموعة من المشاريع الكبرى وتجهيز العديد من البنيات التحتية، من طرق وسكك حديدية ومطارات وخاصة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، إذ يعتبر أول مطار في الشبكة المطارية للمغرب، حيث استقبل خلال سنة 2023 ما يقارب 10 مليون مسافر.

وأضاف بأن الدراسة، تندرج في إطار تطوير البنيات التحتية لمطار محمد الخامس الدولي، لتحويله إلى بنية تحتية حديثة، تلبي احتياجات شركات الطيران والمسافرين على المدى المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن الوزارة تحرص على إشراك جميع الأطراف المعنية من أجل إنجاح إنجاز هذه الدراسة، كالمكتب الوطني للسكك الحديدية، والشركة الوطنية للطرق السيارة.

وأكد عبد الجليل، على ضرورة توفير بنية تحتية مطارية مزودة بأحدث التكنولوجيات وتعزيزها بالموارد البشرية والكفاءات اللازمة من طرف جميع الشركاء المطاريين لضمان استقبال المسافرين في أفضل الظروف من حيث جودة الخدمات والانسيابية عند الإجراءات المطارية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يترجم طموح المغرب لجعل مطار الدار البيضاء محمد الخامس ضمن المطارات المحورية العالمية، التي تربط القارة الإفريقية بباقي القارات، حيث ستفضي هذه الدراسة إلى عرض الخطة الشاملة لسيناريو التطوير المتخذ، بالإضافة إلى المخططات الوظيفية التفصيلية، مع الأخذ بعين الاعتبار أحدث التقنيات المعمول بها بالمطارات العالمية وكذا مبادئ التنمية المستدامة.

وبعد إطلاق مناقصة دولية سنة 2023، كلف الديوان الوطني للمطارات الشركة الإسبانية Ineco، المتخصصة في الاستشارة وتخطيط المشاريع الكبرى، بإجراء دراسة تهدف إلى تحويل أول مطار بالمغرب إلى مطار حديث وقابل للتطوير. البنية التحتية بما يلبي احتياجات شركات الطيران والركاب على المدى المتوسط ​​والطويل.

وسيتم الانتهاء من هذه الدراسة في أقل من عام، ستمكن من تحديد مجالات التطوير الثلاثة الرئيسية من حيث الهياكل وتقديم الخدمات، لجعل هذا المطار مطارًا ضخمًا – مركز مثل دبي أو هونج كونج.

وتم إعداد تنبؤات للحركة الجوية لمطار محمد الخامس، من خلال جمع معطيات التنمية من القطاعات المرتبطة بحركته الجوية، وتقييم قدراته الحالية وتحديد إجراءات التحسين على المدى القصير لإمكانيات تنمية الحركة، والتي على أساسها سيتم إعداد مقترح ل حجم وتطوير البنية التحتية.

كما تم اقتراح تغيير حجم مساحتها مع عدة سيناريوهات تطويرية وتكييفها مع الوضع الحالي لتحسين جودة الخدمات وتبسيط إجراءات المطار بما يضمن استقبال المسافرين في أفضل الظروف. وسيعتمد مشروع التطوير وحجمه المستقبلي على نتائج الدراسة، مما سيجعل من الممكن الاختيار بين بناء محطة جديدة أو توسيع المحطة الحالية.

كما تم وضع برنامج وظيفي من خلال تحديد الاحتياجات الضرورية من الموارد البشرية والمحلات التجارية والمرافق، وتحسين جودة الخدمة، ورقمنة رحلة الركاب لتقصير التأخير، وتقدير الاستثمارات اللازمة.

ويسعى المغرب إلى جعل مطار محمد الخامس، الى منشاة عالية المستوى، ومركزًا مرجعيًا ضخمًا سيظهر في نهاية المطاف ضمن أفضل 100 مطار في العالم. إلا أن المخطط سيبدأ العمل فيه سنة 2025، ويجب أن يستمر العمل عدة سنوات لتحويل مطار الدار البيضاء إلى مركز لوجستي ضخم في افريقيا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar