نظام العسكر يتسبب في أزمة جديدة..النيجر تستدعي سفير الجزائر بنيامي

أصبح نظام العسكر الجزائري معزولا سواء على المستوى الاقليمي والدولي، فضلا عن ازمته الداخلة الخانقة، وذلك بسبب سياساته الفاشله داخليا وخارجيا.

وفي هذا الإطار، تعيش العلاقات بين الجزائر والنيجر إحدى أسوأ فتراتها، بسبب رفض السلطات الانتقالية في البلاد، تدخل الجزائر في المسار السياسي في البلاد، وإصرارها على دعم الرئيس السابق محمد بازوم وإعادته إلى السلطة، وهو ما دفع نيامي إلى رفض مقترح للوساطة تقدم به الرئيس عبد المجيد تبون العام الماضي.

وأكدت وزارة الخارجية النيجرية استدعاء السفير الجزائري بخدة مهدي “لإبلاغه احتجاجا” من جانب السلطات النيجرية، على خلفية الأعمال غير الودية التي قامت بها السلطات الجزائرية​.

ويأتي ذلك على إثر ما تقوم به السلطات الجزائرية منذ عدة سنوات من ترحيل آلاف الرجال والنساء والأطفال من المهاجرين من جنسيات مختلفة إلى النيجر في ظروف لا إنسانية، دون النظر إلى وضعهم القانوني في الجزائر أو وضعياتهم الهشة.​

وأجرى التلفزيون الوطني للنيجر مقابلات مع عدد من المهاجرين من جنوب الصحراء، قالوا إن السلطات الجزائرية داهمت مناطق يعيش فيها المهاجرون، أو اعتقالهم في الشوارع أو في مواقع البناء، وطردهم جماعيا عبر الحدود مع النيجر، في معظم الحالات بدون طعام أو الماء​.

كما أفاد هؤلاء بأنهم أجبِروا على السير عشرات الكيلومترات في الصحراء، تحت درجات حرارة عالية، قبل الوصول إلى البلدات التي وجدوا فيها مساعدة أو وسائل نقل خاصة.

وقالت الإذاعة والتلفزة النيجيرية إن وزارة الخارجية استدعت، يوم أمس الأربعاء، سفير الجزائر بنيامي، للاحتجاج على عمليات الإرجاع العنيفة للمهاجرين من قبل سلطات بلاده، داعية إلى احترام كرامة المهاجرين والعلاقات بين البلدين، وذلك بعد الصور التي انتشرت لمواطنيها المرودين وهم على الحدود بين البلدية في وضع إنساني صعب.

وقالت وكالة الأنباء النيجيرية، إن نائب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والنيجريين بالخارج بالنيجر، عمر إبراهيم سيدي، نقل احتجاج سلطات نيامي للسفير بن خدة، هذا الأخير الذي أبلغ سلطات نيابي بأن بلاده كثفت في الأيام الأخيرة، عمليات الإعادة القسرية للمهاجرين المنتمين لدول إفريقيا جنوب الصحراء، والموجودين في وضع غير قانوني.

وتحدث ممثل الحكومة الانتقالية النيجيرية عن عمليات المداهمة واسعة النطاق التي نفذتها الشرطة الجزائرية في العديد من أحياء مدينة تمنراست، التي يعيش فيها مواطنون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بما في ذلك القادمين من النيجر، وبناء على ذلك أعرب عن احتجاج بلاده رسميا على “الطبيعة العنيفة” لتلك العمليات والأسلوب نهجته الشرطة الجزائرية لتنفيذها.

وطلب إبراهيم سيدي من السفير بن خدة أن ينقل إلى سلطات بلاده، دعوة نيامي لتنفيذ عمليات الإعادة بشكل أخلاقي يضمن الاحترام التام لكرامتهم ولسلامتهم الجسدية والمعنوية، مشددا أيضا على ضمان حماية ممتلكاتهم، مذكرا بأن مثل هذه العمليات يجب أن تتم وفقا لعلاقات الأخوة والتعاون التي كانت دائما قائمة بين البلدين والشعبين، اللذان يتشاركان حدودا طويلة.

وكان التلفزيون العمومي في النيجر قد بث صورا تُظهر الطريقة العنيفة التي تم بها نقل المواطنين النيجيريين المقيمين في الجزائر بشكل غير نظامي، حيث لم تتم مراعاة وضع المرضى والمعاقين، الذين أجبروا على العودة في صفوف طويلة إلى بلادهم عبر الحدود الصحراوية نهارا دون توفير أي شيء لهم ودون تنسيق مع السلطات النيجيرية.

وأوضح تقرير للقناة أن السلطات الجزائرية نفذت عمليات مداهمة لم تستثن حتى الأسر، ونقلت عن مهاجرين تأكيدات بأن الأمن الجزائري صادر كل الأشياء الثمينة المملوكة للمُرحلين خلال مداهمة منازلهم، منتقدين ترحيلهم في ظروف غير إنسانية تمس بإنسانيتهم وبكرامتهم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar