كشف المناورة قبل 6 أشهر..محاولة اغتيال المعارض أمير ديزاد بعد فضيحة “قمصان بركان”

مع مرور الأيام، يكشف نظام العسكر عن وجهه القبيح وطبيعته الحقيقية وما يقترفه من أفعال إجرامية في حق الشعب الجزائري وكل شعوب المنطقة، وهو ما اتضح مؤخرا بعد انفجار فضيحة تورط المخابرات العسكرية في توريط نادي اتحاد العاصمة الجزائرية في ما أضحى يسمى بقضية “قمصان بركان”.

وفي هذا الإطار، ورغبة منه في إسكات الاصوات المعارضة التي تكشف مخططاته الخبيثة، عمد نظام العسكر إلى توظيف عملائه وبيادقه السرية والعلانية لتصفية كامل الاصوات المعارضة التي اضطرت لطلب اللجوء السياسي في الخارج، هربا من بطش مخابرات عنتر(أو عبلة حسب نشطاء الحراك الشعبي الجزائري) التي روّعت الشعب وقضت على حراك فبراير 2019 الذي كان أمل الجزائريين في التخلص من الطغمة العسكرية التي تتحكم في رقابهم وفي ثروات البلاد منذ تسليمها مقاليد الحكم من طرف المستعمر الفرنسي الذي اختار بكل عناية “كابراناته” لتأمين استمرار مصالحه في المنطقة بعد تصفية وإبعاد المناضلين الحقيقيين.

وفي هذا الإطار، تعرض المدون والصحافي الإستقصائي والمعارض لنظام العسكر الجزائري أمير بوخورص، المعروف ب”أمير ديزاد (Amir dz)، إلى محاولة اختطاف من أمام منزله في فرنسا، حيث يقيم كلاجئ سياسي.

وتأتي هذه المحاولة الفاشلة بعد اعتقال احد اذناب النظام العسكري، الذي يشتغل لحساب جناح المقبور الجنرال السفاح خالد نزار وجبار مهنا، ويتعلق الأمر بالمدعو سعيد بنسديرة الذي يعيش في لندن، والذي قدم مؤخرا إلى فرنسا لتدبير أفعال إجرامية، بتنسيق مع أجهزة المخابرات الجزائرية، ضد المعارضين لنظام العسكر ثم نسبها إلى المغرب، قبل ان تكتشف أمره المصالح الامنية الفرنسية بمساعدة من نظيرتها المغربية.

مصادر مقربة من أمير ديزاد، الذي يقض مضجع الطغمة العسكرية، أفادت أن المجموعة التي حاولت القيام بعملية اختطاف المعارض الجزائري، قدمت نفسها على أساس أنها تنتمي إلى الشرطة الفرنسية، وأبلغوه أنه متورط في عملية سرقة كمية من المخدرات، قبل أن يكتشفوا بأنهم أمام لاجئ سياسي، وليس بارون مخدرات، وهو ما أربك افراد الكونماندو المسخرين من طرف مخابرات عبلة، ليتم إطلاق سراحه بعد 27 ساعة من الإختطاف حيث ناولوه كمية كبيرة من المواد المخدرة لتسهيل عملية نقله إلى إسبانيا ومن تم ترحيله نحو الجزائر.

وكان أمير بوخورص، قد تعرض، يوم 11 نونبر 2022، لمحاولة اغتيال بساحة الجمهورية بباريس أثناء تنظيم وقفة رفقة مجموعة من الجزائريين المعارضين والمناهضين لنظام العسكر.

telex438293630 441944704909503 2513130029988112996 n

‏هذا الاعتداء الجبان، حسب الضحية أمير بوخورص، نفذه أحد المجرمين المأجورين من طرف النظام العسكري الجزائري المندسّين في مظاهرات ومسيرات الحراك الشعبي المطالب بالحرية والديمقراطية والشرعية، آنذاك، ويتعلق الأمر بالمدعو  “قاسمي فاتح” المزداد في 26 دجنبر 1985، بعين البنيان بالجزائر العاصمة.

وباغث المعتدي ضحيته من الخلف، خلال وقفة احتجاجية، تحت كاميرات المراقبة، حيث تلقى أمير بوخورص ضربة قوية على قفاه تحت الرأس مع محاولة خنقه بقوة، وكسر على مستوى  الذراع الأيمن تطلب إجراء عملية جراحية…

وحكم على امير ديزاد غيابيا، رفقة العديد من المعارضين الجزائريين المقيمين بالخارج،  بالإعدام بتُهم واهية ولا أساس لها من الصحة، تتعلق بالإرهاب والمس بالنظام، وحاول نظام العسكر الضغط على الدول المستضيفة لهم لطردهم وتسليمهم للجزائر، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل بعد ان اكتشف كل العالم بان الأمر يتعلق بتهم تم تلفيقها لهؤلاء لترهيبهم وإسكات أصواتهم التي تزعج الكابرانات وتعري سوآتهم..

وبعد فشل محاولات ترحيل أمير ديزاد وباقي المعارضين، انتقل نظام العسكر إلى خطة جهنمية تقضي بارتكاب عمليات اغتيال في حقهم ونسبها إلى المغرب، وهو ما فطنت له المخابرات الفرنسية بعد معلومات تلقتها من المصالح الامنية المغربية، اسفرت عن اعتقال المدعو سعيد بنسديرة، الذي يوجد الآن تحت المراقبة القضائية مع منعه من مغادرة التراب الفرنسي حتى انتهاء التحقيقات والتحريات حول هذا الملف.

ويعتبر ديزاد من أهم الصحافيين الذين سربوا مجموعة من الملفات الحساسة التي عرت فساد النظام العسكري وكشفت مخططاته الخبيثة داخليا وخارجيا، وكان قد تحدث قبل ستة اشهر عن مخطط خطير لمخابرات العسكر تتمثل في دفع الفرق الرياضية الجزائرية إلى خرق قوانين ولوائح الفيفا والهيئات الرياضية الدولية لدفعها إلى اتخاذ قرارات عقابية ضد الجزائر وحرمانها من المشاركة في اللقاءات الدولية، خاصة كاس افريقيا 2025 الذي سينظم بالمغرب وكأس العالم 2030 الذي ستنظمه المملكة مع كل من البرتغال واسبانيا. كما أن امير ديزاد تحدث حينها عن مخطط النظام العسكري لخلق اجواء متوترة بين جماهير الفرق الرياضية الجزائرية وجعلها تتناحر في ما بينها، وهي مخططات انكشف امرها سواء بعد واقعة “قمصان بركان” او الاحداث المأساوية التي اندلعت مباشرة بعد انهزام اتحاد العاصمة الجزائر مع فريق شباب بلوزداد الأسبوع المنصرم…

يشار إلى ان أمير ديزاد، هو الوحيد، من بين المعارضين الجزائريين بالخارج أو من يدعون ذلك، الذي استطاع الكشف عن عورة الطغمة العسكرية وفضح مخططاتها ومناوراتها بخصوص الدعم غير المشروط  والدفاع المرضي عن مرتزقة البوليساريو ضدا على وحدة المغرب الترابية، حيث انه فطن مبكرا إلى التوظيف السياسوي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية للحفاظ على مصالح النظام العسكري وترهيب الشعب الجزائري وتخويفه عبر اختلاق عدو وهمي يتمثل في المغرب، حتى يبقى تحت سطوة الكابرانات، وقد ابتدع امير ديزاد مصطلح “البوليزيرو” لتوصيف مرتزقة البوليساريو وذلك للتأكيد على فراغ هذه القضية ودحض أسسها المفبركة واسطوانة العسكر المشروخة بخصوص حق الشعوب في تقرير مصيرها، في وقت يمنع هذا الحق على الشعب الجزائري وضمنه ساكنة منطقة القبائل…

ويتضح من خلال هذه الواقعة أن أكثر من يخيف نظام العسكر ويقض مضجعه، هو من يعري وجهه القبيح ويسقط قناعه بخصوص تورطه المباشر ومسؤوليته الثابتة في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، التي يعتبرها الكابرانات “أقدس قضية” في اجندته والتي يمكن ان يضحي من أجعها بكل مصالح الشعب اجزائري وبخيرات البلاد من ريع نفط وغاز..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar