بكاء وعويل في الجزائر…اجتماع بابو ظبي لتعميق العلاقات بين مالي والإمارات

من المنتظر أن تزداد الأزمة حدة بين نظام العسكر الجزائري ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد استقبال وزير خارجية هذه الأخيرة عبد الله بن زايد لنظيره المالي عبد الله ديوب.

وأفادت بعض المصادر الإعلامية، ان العلاقات بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة تسير نحو مزيد من التأزيم، وذلك في ظل تحالفٍ منتظر بين هذه الأخيرة ودولة مالي التي تعيش مرحلة “تطاحن” مع النظام الجزائري، تحت قيادة المجلس العسكري التي يوجد على رأسه أسمي غويتا رئيس البلاد خلال الفترة الانتقالية.

وفي هذا الإطار، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية، بحر هذا الأسبوع، أن وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، استقبل عبد الله ديوب وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية مالي.

 وجرى خلال اللقاء، الذي عُقد في أبوظبي، بحث العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية مالي، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين.

وأوردت الوكالة أن الجانبين استعرضا آفاق التعاون الثنائي في عدد من المجالات ومنها التنموية والاقتصادية، ورحب الشيخ عبد الله بن زايد بزيارة ديوب والوفد المرافق له، مشيدا بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، كما أعرب عن “تمنياته لجمهورية مالي الصديقة وشعبها الاستقرار والتقدم والازدهار”.

وقالت الوكالة إن ابن زايد وديوب بحثا عددا من القضايا التي تهم البلدين بالإضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في المنطقة، وحضر اللقاء، سعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية.

ويوحي مضمون القصاصة، حسب موقع الصحيفة الذي أورد الخبر اليوم الخميس، أن أبو ظبي تستعد لوضع قدميها في منطقة الساحل من خلال بوابة مالي، المجاورة لدولة الجزائر، التي تعيش على وقع أزمة حامية الوطيس مع الإمارات منذ شهور، فيما وصلت علاقاتها المتأزمة مع باماكو إلى استدعاء السفراء.

ولا ترحب الجزائر بالحضور الإماراتي على حدودها، وخصوصا في منطقة الساحل التي تشكل عمقا استراتيجيا لها، والذي تقلصت أدوارها فيه بشكل كبير لصالح قوى إقليمية أخرى، وخصوصا المغرب المتحالف مع الإمارات، والذي عرض على دول المنطقة مُبادرة ستُمكنها من الحصول على منفذ بحري من خلال ميناء الداخلة الأطلسي.

وقبل نحو 3 أشهر هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإمارات خلال لقائه مع وسائل إعلام محلية، متهمة إياها بتوظيف أموالها في بؤر التوتر عبر العالم، دون تسميتها بشكل صريح، موردا أن “من أوقد نار الفتنة حلت به اللعنة”، في إشارة إلى رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان.

وربط تبون بشكل ضمني بين الإمارات وبين حالة عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة التي تشهدها دول مثل ليبيا والسودان، وعندما سُئل تبون إذا ما كان امتناعه عن ذكر اسم البلد يمثل فرصة أخيرة أمامه حتى يراجع مواقفه، أجاب أن بلاده “تكتم غيظها عن التصريح بأي كلام عنيف تجاه تلك الدولة”.

وأورد تبون أنه “يدعو كثيرا لتلك الدولة أن يهديها الله إلى سواء السبيل”، مضيفا أن تصرفاتها “غير منطقية”، وأن مسؤوليها “أخذتهم العزة بالإثم، عندما لم تتم الاستجابة لمطالبهم”، مضيفا أن “الجزائر لن تركع، وبأن تلك الدولة عليها أن تأخذ العبرة من دول عظمى أخرى”.

واستعمل الرئيس الجزائري لغة التهديد خلال حديثه الضمني عن الإمارات، موردا أن بلاده التي “قدمت 5 ملايين و630 ألف شهيد” لن تقبل من أي دولة أن “تفرض عليها تصرفاتها”، محذرا إياها من “الاقتراب من الجزائر” رغم حديثه عن أنه لا يكن لها أي عداوة، خاتما بالقول “من تجرأ على التحرش بالجزائر نقول له للصبر حدود”.

وكان وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب نفسه هو الذي استدعى السفير الجزائري، شهر دجنبر الماضي، ليوجه له “احتجاجا شديد اللهجة”، كما نشرت وزارته بيانا يؤكد أن العلاقات بين البلدين بلغت درجة كبيرة من السوء.

واستدعى استدعى سفير الجزائر في باماكو، الحواس رياش، بتاريخ 20 دجنبر 2023، كي يرفع إلى بلاده “احتجاجا شديد اللهجة”، وفق توصيف الحكومة المالية، وذلك بسبب “الأعمال غير الودية الأخيرة التي ارتكبتها السلطات الجزائرية، تحت ستار عملية السلام في مالي”.

وأورد بيان صادر عن خارجية باماكو، أن اللقاءات المتكررة، على أعلى المستويات، التي يتم عقدها في الجزائر، دون أدنى علم أو تدخل من سلطات مالي، والتي يحضرها أشخاص معروفون بعدائهم للحكومة المالية من جهة، ومن جهة أخرى مع بعض الحركات الموقعة على اتفاق السلام والمصالحة المتمخض عن “مسار الجزائر”، والتي اختارت المعسكر الإرهابي، من شأنه أن يلوث العلاقات الطيبة بين البلدين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar