سد النهضة.. الأمن المائي للسودان ومصر على المحك

دار الزمان دورته الجهنمية على مصر أم الدنيا وجارتها السودان العظيم فأصبحت هاتان الدولتان تحت رحمة العطش بفعل سياسات دولة اسمها اثيوبيا كانت إلى زمن قريب رمزا للمجاعة المبكية لكل ذي كبد رطب. عنوان الأزمة: مياه سد النهضة.

وأخيرا، طالب مختصون في السدود بتدخل المجتمع الدولي لمنع المخاطر المحتملة على السودان ومصر من الملء الخامس لسد النهضة الإثيوبي الذي يبدأ نهاية شهر يوليوز، وتوقع مراقبون اكتماله في 10سبتمبر المقبل بكمية تقدر بـ23 مليار متر مكعب، ويقف عند منسوب 640 فوق سطح البحر.

وشرعت حكومة إثيوبيا في استعدادات مكثفة حول السد لفتح البوابات الغربية وترك البوابات الشرقية للتصريف، كما حدث خلال الملء الرابع، حيث جرى تصريف 50 مليون متر مكعب من المياه.

وقال المحلل المختص في السدود إبراهيم شقلاوي إن إثيوبيا مضت في بناء وملء السد حتى بلغ المرحلة الخامسة، وأخلّت بإعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه بينها وبين مصر والسودان. واتهم إثيوبيا باستغلال عدم الاستقرار السياسي في السودان حاليا بسبب الحرب للمضي في الملء الأحادي.

وتابع أن “ذلك الأمر يجعل السودان في وضع حرج في جانب وفورات المياه حال صحت القراءات المناخية المتعلقة بشح الأمطار هذا الموسم، إلى جانب ما يعانيه السودان من نقص في الغذاء الذي أعلنت عنه منظمة الأغذية العالمية”.

وأوضح شقلاوي اعتماد الزراعة المروية في السودان على الري الصناعي من نهر النيل وروافده بنسبة 45%، والزراعة التقليدية في البوادي وأطراف القرى بنسبة 55%، التي تشكل النسبة الأكبر من إنتاج الحبوب في البلاد. وكشف عن ضعف التمويل وعدم الاستقرار الأمني في 60% من هذه المساحات نتيجة الحرب التي بلغت شهرها الخامس عشر.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الري السودانية إن الملء الخامس يتم في نهاية الشهر الحالي. وتوقع عدم حدوث فيضان بالمعنى المعروف، أو مرور مياه عبر الممر الأوسط كما كان يحدث في المراحل السابقة. ولفت إلى أن الملء سيكتمل دون مخاطر كبرى في الغالب.

يذكر أن بيانا سابقا للقمة العربية رقم 33 في البحرين إلى أن “الأمن المائي العربي بكل من السودان ومصر لا يتجزأ عن الأمن القومي العربي”،  وأكد رفض أي إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar