مرضى داء السكري عانوا من قلة المراقبة الطبية بسبب إجراءات الحجر الصحي

 أفاد الدكتور المتخصص في أمراض الغدد وداء السكري حمدون الحسني بأن نسبة 80 في المائة من المصابين بهذا الداء عانوا من قلة المراقبة الطبية بسبب إجراءات الحجر الصحي التي عرفتها المملكة في سياق مواجهة تفشي فيروس (كوفيد-19).

وقال الدكتور الحسني في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء حول تداعيات الجائحة على مرضى السكري، إن الحجر الصحي الذي طبق في المملكة لمدة تفوق الثلاثة أشهر، كانت له تداعيات اقتصادية واجتماعية مؤكدة، وأيضا آثار صحية كبيرة خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة التي تلازم الشخص المصاب طوال حياته وتلزمه بالوقاية والعلاج والمراقبة.

وحسب المتحدث وهو رئيس (الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري)، فإنه بمجرد اكتشاف هذا الداء لدى الشخص يتم إخضاعه للثلاثية (العلاج والحمية والرياضة)، مسجلا أن هذه الثلاثية انخرمت خلال فترة الحجر الصحي بمنع الرياضة مع عدم الانضباط للحمية بسبب المكوث اليومي في المنزل وما يسببه من إقبال غير منتظم على الأكل، ينضاف إلى ذلك قلة المراقبة إن لم يكن منعها كليا.

فبينما المريض مطالب بمراقبة دورية لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر ، تعذر عليه ذلك ، يقول الدكتور المتخصص أيضا في مرض الكولسترول والسمنة ، لكون الفكرة التي سادت طيلة فترة الحجر الصحي هي أن الولوج الى المختبرات أو العيادات أو المصحات ومعها المستشفيات، محفوف بالمخاطر المرتبطة بتفشي فيروس كورنا، خاصة وأن مناعة المصاب بداء السكري تكون أقل من الشخص المتمتع بصحة سليمة.

وأورد أن هذا الإشكال ساعد على تقليص مراقبة هؤلاء بنسبة 80 في المائة كرقم رصدته الجمعية المذكورة، “مما دفعنا كأطباء مختصين إلى الاتصال ، مرارا ، بعدد من المرضى هاتفيا للاطمئنان على حالتهم الصحية وأحيانا استخدام تكنولوجيا الاتصال عبر تقنية الواتساب للوقوف ، بالصوت والصورة ، على الوضع الصحي للمريض، حيث صححنا بعض الاختلالات على مستوى التغذية وتناول الدواء، حقنا كانت أم عقاقير“.

وبعد أن سجل بإيجاب الرفع التدريجي من الحجر الصحي، أكد أن هذه الخطوة لا تعني أن يقوم المصاب بداء السكري بكل شيء يرغب فيه، حيث هو مطالب بالتقيد بإجراءات السلامة من قبيل التباعد البدني ووضع الكمامة الواقية والكف عن ارتياد الأماكن إلا للضرورة والابتعاد عن تلك التي يكون فيها ازدحام، مثيرا انتباه المرضى بأن لا يلجوا العيادات الطبية عند اكتظاظها، وأن يكون هذا الولوج مسبوقا بمواعيد لتفادي الازدحام، مع إلزامهم بحمل إمكانيات التعقيم والكمامات.

ولاحظ أن فترة الحجر الصحي تزامنت وشهر رمضان الأبرك مما فاقم المضاعفات، في ظل تعذر زيارة الطبيب للاستشارة بخصوص الصوم من عدمه، لاسيما وأن حديثي العهد بمرض السكري لا يعلمون إن كان مسموحا لهم بالإفطار أو الصوم.

الآن وقد خفف الحجر الصحي وفتحت البنيات الطبية في وجه عموم المرضى، بات من المطلوب ، يقول الدكتور الحسني ، أن تكثف وزارة الصحة من تنبيهها لمرضى السكري وللمصابين بأمراض مزمنة عامة بضرورة الذهاب إلى هذه البنيات، والترويج على أن المستشفيات التي كانت تستقبل فقط المصابين بكورونا لأكثر من ثلاثة أشهر، عادت ، اليوم ، لحركتها العادية وبدأت تستقبل المرضى بالشكل الذي اعتادت عليه قبل الجائحة.

وخلص إلى أن وباء (كوفيد-19) يجب أن لا يكون سببا في إتلاف أجهزة الجسم بل دافعا لبذل جهد أفضل للحفاظ على صحة الشخص.

وحرص رئيس (الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري) في حواره مع (ومع) على الإشادة بفوائد الحجر الصحي في الحد من انتشار الجائحة، مما مكن المغرب من تجنب الأسوء، إن على صعيد عدد حالات الإصابة أو عدد الوفيات، “وذلك بفضل القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتجند المغاربة قاطبة لمواجهة الجائحة“.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar