اكذب ثم اكذب فلن يصدقك الناس
عندما قال جوزيف گوبلز، وزير الدعاية في عهد الفترة النازية في ألمانيا، قولته الشهيرة “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس” فقد كان الأمر بسيطا في وقت لم تكن فيه لا وسائل إعلام متعددة ولا مواقع الكترونية تنقل الأخبار بالدقيقة والثانية، ولا وسائل التواصل الاجتماعي، ولا التطبيقات التي تفضح الأخبار والصور المزيفة بسرعة البرق والرعد.
أما الآن، ومع التغير الشامل في أنماط التواصل وتوسع ثورة المعلومات نحو آفاق أوسع، فلا يزال في صفوف هذا العالم من يصر على الكذب والتلفيق وتزييف الاحداث والوقائع على نمط الدعاية النازية البائدة، ظنا منه انه هو مالك الحقيقة، وان الباقي من خلق الله عليهم أن يصدقوه.
فمن يتابع وسائل إعلام الجيران، الناطقة كالببغاوات باسم الوكالة الشهيرة بالكذب اليومي والأخبار الملفقة وتزييف الحقائق وفقدان المصداقية، سيلاحظ مدى التخلف المعرفي والبلادة المركبة التي لايزال نظام العسكر الجزائري يحاول فرضها على الرأي العام في بلاده، دون أن يعي أن الشعب وعى، وان زمن الوصاية على الآراء انتهى، وان العودة إلى الدولة المدنية لا رجعة فيها، وما المسألة إلا قضية وقت لن يطول كثيرا.
الأمر أصبح حاليا سخيفا ويدعو للسخرية، وأيضا للشفقة على أصحابه القابعين في دهاليز بروباغاندا السبعينات وأوائل الثمانينات ومخلفات الحرب الباردة، والعاجزين عن الخروج إلى شمس العالم الجديد بكل واقعيته وتجلياته التكنولوجية الحديثة.
نظام العسكر في البلد الجار أهدر 46 سنة من زمن نماء ورفاه شعبه، وبذر ملايير الدينارات على لوبيات دولية أكلت بالباطل أموال الشعب والبلد للدفاع عن قضية خاسرة تتجلى في تقسيم بلد جار، لا يكن سوى المحبة لجاره، وأوصلت سياسة التفرقة هاته شعب بلد ثروة النفط والغاز إلى الانتظار في طوابير للحصول على مواد أساسية توجد في متناول حتى الدول الفقيرة.
فماذا استفاد الشعب الجزائري من “قضية الصحراء” على مدى 46؟
ماذا استفاد من شحنه بمصطلحات يصبح ويمسي ويبيت عليها مثل “الصحراء الغربية” و”تقرير المصير” و”الشعب الصحراوي” و”آخر مستعمرة”… الخ ؟ غير صرف دراهمه المفروض تخصيصها لصالحه ليعيش في وضع مماثل لشعوب الخليج الغنية بالنفط والغاز؟
نظام العسكر الحاكم في الجزائر يصرف ملايير الدينارات والدولارات، المستحقة لشعبه المقهور والمتأتية من تصدير ثرواته من النفط والغاز، في تمويل عصابة تستغل صبر الشعب لتعيش في البحبوحة الكاملة على ظهره.
نظام الحكم في الجزائر، الذي يرفض شعبها بقاء سيطرة الجيش على مفاصل الدولة، يصرف أيضا على تمثيليات جبهة البوليساريو الانفصالية في الخارج ملايير الدنانير ليعيش أعضاؤها في الفنادق الفخمة ويتنقلون في السيارات الفارهة، ويجندوا بدورهم بيادق لا وزن لها، للدعاية لأطروحاتهم البائدة، ويمنحوا هذه البيادق فتات ما يفيض عن حاجياتهم ويأمرونها بترديد وإعادة نشر ما تبثه المواقع التابعة للوكالة “العتيدة” وتدعوهم إلى العويل والنباح والتباكي، في مشهد سريالي يدعو إلى الشفقة.
فهذه البيادق التي يجندوها من بين أشخاص تافهين تائهين لا يملكون لا مبادئ ولا أخلاق باستثناء عبادة المال، وعلى حساب التخلي عن أبنائهم وأسرهم مقابل دراهم معدودات، سيحاسبون عليها ولو بعد حين.
فماذا حققت البيادق التي تجندها وتموّلها جبهة البوليساريو الانفصالية في أوروبا وقارات أخرى، وتمنحها أموال الشعب الجزائري؟ إن ما حققته لا يعدو كونه يجر الخيبات عليها ويضعها في مواقف السخرية العارمة.
كما أن هذه البيادق المتشبثة بنظرية جوزيف گوبلز، لا تحصد سوى الخيبات لغبائها الشديد في سعيها لنشر الأكاذيب ومجارات البلاغات المضحكة، وتصيد أخطاء بسيطة جدا وتضخيمها عبثا، مما يجر عليها موجة عارمة من السخرية السوداء عبر المنصات الاجتماعية التي تتقيأ فيها قذارتها- شرّف الله قدر القراء.
فنظرية الكذب ثم الكذب لم تعد تجد زبناء يهضمونها بسهولة في زمن ثورة المعلومات، إضافة إلى أن هذا الأسلوب أرغم الجبهة على السقوط في متاهات التحالف مع المنظمات الإرهابية وخاصة في امتدادات الساحل والصحراء لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، والإساءة إلى دول الجوار، مما يقربهم من التصنيف الدولي كمنظمة إرهابية.
والمؤكد حاليا هو انه، بعد الوعي الواسع الذي انتشر في صفوف الشعب الجزائري وإصراره في حراكه المستمر على تنحية الطغاة في بلده، سيتحول “زعماء البوليساريو” إلى المحاكم الجنائية الدولية لمحاسبتهم على جرائمهم في حق من يحتجزونهم ويقتلونهم وينكلون بهم، وكذا في حق الشعب الجزائري وأكل أمواله بالباطل على مدى 46 سنة.
وعودة إلى دعاية الكذب، فحسب كتب التاريخ فقد انتحر هتلر، وخلفه وزير دعايته جوزيف گوبلز الذي انتحر بدوره يوما واحدا بعد تقلده لهذا المنصب.
ومن مفارقات التاريخ أن خلفاء گوبلز، من أمثال عصابة البوليساريو، مازالوا في عام 2021 يصدرون الأخبار والبيانات الكاذبة، عسى أن يجدوا عبثا شخصا بليدا يصدقهم، بعد أن فاقت بيانات حربهم “البطولية الكبييييييرة” 120 بيانا يتحدث عن “انتصارات” لا علم لبعثة الأمم المتحدة في المنطقة بها، ولا لأية وسيلة إعلامية عالمية سوى وكالة أنباء العسكر!.
-
اليماني: أسعار المحروقات مرشحة للارتفاع في ظل الزيادات المتكررة
يتجه برميل البرانت بخطى حثيثة للقفز فوق 100 دولار وبدعم من ارتفاع صرف الدولار إلى أكثر من 10.25 درهم، ويسايره... آراء -
زلزالُ الحوز… يرتدُّ في الإعلام الفرنسي… سُعارا…
اصْطِدام الصّفائح الجيولوجية في أعماق أرض منطقة الحوز بالمغرب، أبرز المعبرات عنه وأعنف نتائجه هو هذا الزلزال الذي دمَّر تلك... آراء -
لِقادة الجزائر: “الوقيعة” تخدع… والواقعيّة تنفع
مُنتصف شهر غشت، المنصرم، صرّح السيد ميغيل أنخيل رودريغزماكاي، وزير خارجية البيرو الأسبق، ناصحًا حكومة بلاده بأن عليها "بخصوص قضية... آراء -
مجموعة البريكس تبدد أوهام القيادة الجزائرية…
أتمنى أن تلتزم القيّادة الجزائرية بالجدِّية المطلوبة في قيادة سياسية، وأن تتعامل مع رفض مجموعة البريكس لطلبها بالانضمام إليها باعتباره... آراء -
الدكتور نور الدين بلحداد للجزائريين: “ديرو النية معانا تربحو”
الحقيقة التاريخية والتي لا يمكن لأي أحد أن ينكرها او يتجاوزها وهي ان هناك روابط وشيجة وعلاقات وطيدة، جمعت بين... آراء -
برفضه حضور البوليساريو القمة..بوتين يسدد صفعة مؤلمة لنظام العسكر الجزائري
صفعة أخرى يتلقاها النظام الجزائري المنهار، وهذه المرة صوبها له الحليف الاستراتيجي والتاريخي له كما يدعي، بعد أن سددت روسيا... واجهة