حقيقة المسرحية التي أخرجها النظام الجزائري حول قصف ثلاث شاحنات

ألّف النظام الجزائري مسرحية قصف الشاحنات الثلاث، وبعد انتهاء الفرجة تبين أنه مخرج رديء، حيث تبين أن ما قام به غير محبوك وبالتالي غير مقنع خصوصا للجزائريين، باعتبار أن المعني أولا بها هو الداخل المشتعل، فأراد النظام العسكري نقل النيران إلى الخارج، غير أنه فشل في إتمام الحكاية إلى النهاية وظهر أنه لا يتقن التمثيل أما الحقيقة فهو خصم لها منذ أن اختار التورط في حرب ضد المغرب لم يستفد منها سوى الهزائم وخسران ما يناهز 375 مليار دولار من أجل تمويل المؤامرة.

ممن كان يتابع هذه المسرحية المحامي و وزير الإعلام الموريتاني السابق “”محمد ولد أمين”” ، وهو ليس ممن يستهان به باعتباره وزيرا ومتابعا وموريتانيا يعرف التاريخ والجغرافية، وبالتلي ليس عليه تفكيك الحكاية الجزائرية، وبحنكته استطاع الربط بين النقاط السياسية والقانونية في الحدث المزعوم. ولم يتردد، في تصريح لإحدى القنوات، من وصف الحادث بالمفبرك وغير المقنع، إذ أن الطريق بين ورقلة ونواكشوط لا يمر بالصحراء المغربية، كما أن المنطقة التي وقع بها “الحادث” هي منطقة عازلة ممنوع فيها المرور ولا يسلكها إلا من ظلم نفسه بتعبيره.

وهناك نقطة خطيرة تطرق إليها الوزير الموريتاني، وهي أن التجار الموريتانيين لم يصرحوا بتأخر بضائعهم أو ضياعها. فلمن تعود البضاعة التي على متن الشاحنات الثلاث؟ لم يتقدم لحد الآن اي تاجر موريتاني ليبلغ عن تأخر سلعته القادمة من الجزائر.

ولم يتردد الوزير الموريتاني في أن يطلب من الجزائر أن تُقدم تاجرا موريتانيا واحدا يشهد بأن سلعته ضاعت في الطريق، حتى يعرف العالم هل هي نفسها المطابقة للسلع المحترقة.

ويذكر أن بيان الرئاسة الجزائرية، التي ليست سوى واجهة مدنية للنظام العسكري الحاكم بالحديد والنار، زعم أن قصف الشاحنات الثلاث ارتكبه الجيش المغربي، الذي ظل وما زال جيشا حاميا للوطن وليس جيشا معتديا مثل الجيش الجزائري الذي تم اعتقال عناصر في معارك أمغالا والزاك. لكن مخرج المسرحية نسي أن النص غير مكتمل، لأن الطريق التي تمر منها البضائع بين الجزائر وموريتانيا توجد في هذين البلدين ولا علاقة للمغرب بها، كما قال الوزير الموريتاني، وسبق للجيش الموريتاني أن أعلن بسرعة أنه لا يوجد حادث من هذا النوع وقع فوق الأراضي الموريتانية.

فإذا كان الجيش الموريتاني يجزم، وهو لا مصلحة له في الموضوع، أنه لم يقع أي حادث فوق أراضيه، فالسؤال المطروح على مخرج المسرحية: ماذا كان يفعل ممثلوك فوق المناطق المعزولة؟ هذه المنطقة قررت الأمم المتحدة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق سنة 1991 أن تبقى فارغة من البشر ضمانا لعدم الاحتكاك، وبالتالي وجود هؤلاء في تلك المنطقة مريب للغاية، ولا يمر من هنا تجار نهائيا، إلا تسلل عناصر المرتزقة ومن في شاكلتهم، ومن تم التساؤل الحقيقي: أي نوع من البضائع كانت تحمل الشاحنات المحترقة في منطقة مليئة بالألغام؟

من كل ما سبق يتبين أن الحادث مجرد مسرحية غير محبوكة الفصول، إذ أن بلادة المخرج أظهرت الثغرات الكثيرة فيها، وما على النظام الجزائري سوى أن يلعب غيرها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar