الجزائر.. ولد عباس يثير جدلا قد يفجر حزب بوتفليقة

إهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالطريقة “المتسلطة” التي يقود بها جمال ولد عباس جبهة التحرير الوطني في الجزائر.

وكتبت الصحيفة الإلكترونية “كل شيء عن الجزائر” أنه داخل جبهة التحرير الوطني، أصبح الحديث أمام العموم يتطلب الآن الإذن من جمال ولد عباس، “الأمين العام الذي يسعى من وراء كسب الشرعية إلى ترويض خصومه”.

وأضافت الصحيفة أن ولد عباس يريد أن يجعل جبهة التحرير الوطني في عام 2018 “نسخة لجبهة التحرير الوطني في 1954″، معتبرة أن الأمر المؤكد اليوم هو أن “خليفة عمار سعداني يريد إسكات جميع الأصوات المخالفة داخل جبهة التحرير الوطني، بدون استثناء، لجعل كلمته هي الصوت الوحيد داخل الجبهة”.

ورأت صحيفة “ليبرتي” أن جمال ولد عباس ليس زعيم حزب يتطلع إلى الهدوء، مضيفة أن “موقفه يكشف عن رئيس متسلط أكثر مما يدل على كاريزما زعيم”. وقالت إنه يمكن ملاحظة نوع من “الذعر في أقواله أمام العلن، إلى درجة أنه يهدد باستمرار كل من يجرؤ على أخذ الكلمة من أطر الحزب أو مناضليه للتعبير عن موقف سياسي أو رأي بشأن الأحداث، ما لم يتم السماح له بذلك من طرف قيادة الحزب”.

وأضافت الصحيفة أن “اللجنة التأديبية في جبهة التحرير الوطنية، وهي بنية نادرا ما تم استخدامها من قبل فى تدبير الخلافات بين المناضلين حول المقاربات السياسية، سوف تعمل من الآن فصعدا بكامل قدراتها مادام أن ولد عباس تعهد بالقيام بعملية تطهير كبيرة”.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان “تلويح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بالعصا، يكشف دون قصد أن بعض المناورات تحاك داخل الحزب، وتهدد بتعطيل الترتيب نحو 2019، وبمعنى آخر، عرقلة الخطط المتفق عليها؟”

وأشارت صحيفة “ألجيري باتريوتيك” إلى أن السناتور عبد الوهاب بن زعيم انتفض ضد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، الذي أحاله على اللجنة التأديبية لكونه دعا إلى إقالة وزيرة التعليم.

وأضافت أن بن زعيم الذي وافق مع ذلك على المثول أمام اللجنة التأديبية في الأسبوع المقبل، دخل في مواجهة مع ولد عباس، واصفا إياه بـ”الديكتاتور” الذي “يخنق أي ديناميكية ايجابية”.

ويؤكد عبد الوهاب بن زعيم أن رئيس الجمهورية، الذي هو أيضا رئيس جبهة التحرير الوطني، لن يكون “سعيدا” بمعرفة أن نواب ومناضلي الحزب تتم “مضايقتهم” من قبل رجل “متعطش بشكل واضح للسلطة”.

وسجلت “ديا ألجيري” أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني لا يبدو متحكما في مناضليه حيث إنه يواجه “تمردا قويا وعصيانا من قبل الأعضاء القياديين وأطر الحزب”.

وقالت إن ولد عباس أراد أن يعطي الانطباع بأنه يسيطر على الوضع، من خلال إعلانه أن كل من يتجرأ على اتخاذ موقف دون استشارة الحزب مسبقا سيحال على المجلس التأديبي.

من جانبها، قالت “ليبرتي ألجيري” إن جمال ولد عباس يعتزم وضع حد لجميع الأصوات المعارضة قبل اجتماع للجنة المركزية. وأضافت أنه “يعرف من أين وكيف تتشكل بوادر الاندحار وفقدان التحكم في الحزب الوحيد سابقا، ولذلك فهو يعمل على توطيد سلطته والحكم بيد الحديد، حتى ولو أصبح بمثابة ليونيد بريجنيف”.

وقالت إنه بعد أن تعزز بخارطة الطريق التي رسمت له من طرف رئاسة الجمهورية، وبالتالي دعم قصر المراديه، تولى ولد عباس بعد أن أصبح يتحكم في قيادة الجبهة خلط النظام الذي وضعه سلفه في الحزب.

 

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar