قضية بوعشرين: مغالطات وكالة الأنباء الفرنسية المدسوسة وسط الموضوعية

تعاطت وكالة الأنباء الفرنسية المعروفة اختصارا ب”أ.ف.ب” مع قضية توفيق بوعشرين، مدير أخبار اليوم الموقوف على ذمة الاتجار بالبشر والاغتصاب والقوادة، بشكل مغرض، وعلى طريقة دس السم في العسل، حيث نشرت الوكالة قصاصة إخبارية موضوعية شكلا منحازة مضمونا للمتهم، وأخطر أنواع الإعلام هو الذي يدس المغالطات وسط ثوب الموضوعية.

بعد أن استعرضت القضية بطريقة نشر مواقف كافة الأطراف، من خلال الحديث إلى الوكيل العام للملك بالدارالبيضاء نجيم بنسامي، ودفاع بوعشرين، ختمت بما ينتصر لهذا الأخير حيث قالت “وتثير هذه القضية ردود فعل وتستقطب اهتمام الرأي العام في المغرب، فتوفيق بوعشرين معروف بافتتاحياته الناقدة. وقضايا الاعتداء الجنسي نادرة في المغرب، خصوصا مع خوف الضحايا من الوصم الاجتماعي في بلد محافظ الى حد كبير”.

يعني حسب الوكالة العريقة أن القضية غير واضحة، وحاولت أن توحي للقارئ أن بوعشرين اعتقل من أجل مقالاته الناقدة وليس من أجل جرائم جنسية، واعتقاله ناتج عن خطورة الأفعال المرتكبة، والتي لا يعرف منها الرأي العام سوى النزر اليسير بينما المحاكمة هي التي ستكشف عن باقي التفاصيل، خصوصا موضوع الاتجار في البشر، والقوانين الناظمة لا تسمح بمحاكمة متهم بجرائم ثقيلة في حالة سراح ومن هنا يأتي محاكمته في حالة اعتقال، ويكفي أن المحاكمة تراقبها بعض المنظمات الوطنية والدولية، حيث أصبحت المحاكم المغربية مفتوحة لهذا النوع من الرقابة، وبعد نهايتها لهم الحق في توجيه الانتقادات.

ومن باب الانحياز لتوفيق بوعشرين قالت الوكالة على لسان دفاعه إنه يحاكم بطريقة تعسفية. والكل يعرف أن التعسف قضية قانونية. بينما في قضية الصحفي المعتقل فالقضية تتعلق بشكايات من طرف ضحايا مع وجود أشرطة فيديو تؤرخ للاغتصاب والابتزاز، وتوقيفه جاء محترما لكافة المساطير، من حيث إذن النيابة العامة ومن حيث طرق التفتيش والحجز، إذ تم تشميع مقر الجريدة حتى استكملت الشرطة العلمية عملها حتى لا يتم إتلاف معالم الجريمة.

الوكالة الموضوعية جدا وضعت الوكيل العام للملك في مواجهة المتهم بينما الموضوعية الغائبة هنا تقتضي وضعه في مواجهة الضحايا، الذين لم تتحدث إليهم الوكالة، التي أبانت عن انحياز واضح للمتهم ليس فقط ضد ضحاياه ولكن ضد المحكمة بأكملها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar