سكرات الموت تدفع بالعسكر الجزائري لتمثيل مسرحية مضحكة حول البوليساريو بجنوب افريقيا

في وقت تتسارع فيه الأحداث بالجزائر على إثر الحراك الشعبي الذي يطالب برحيل رموز النظام، يحاول هذا الأخير الهروب إلى الأمام من خلال تجاهل ما يحدث في البلاد، وذلك بإرسال لعمامرة إلى الخارج لطمأنة الدول الغربية وجعلها تقتنع بأن ما يقع في الجزائر لن يؤثر على مصالحها..

 

نظام العسكر، وفي تحدي كبير للشعب الجزائر الذي يطالب بإسقاطه، وضع يده في يد نظام جنوب إفريقيا لتنظيم ما أسموه بالندوة التضامنية مع البوليساريو، وذلك في محاولة للالتفاف على قرارات الأمم المتحدة، وخاصة بعد مطالبة غوتيريس ومبعوثه الخاص إلى الصحراء بضرورة تحمل الجزائر مسؤوليتها باعتبارها معنية بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وليست دولة ملاحظة كما تدعي ذلك..

ندوة بريتوريا، التي تنعقد بموازاة المؤتمر الوزاري الإفريقي حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، الذي انطلق اليوم الاثنين بمراكش، لم تتمكن من حشد الدعم لجمهورية الوهم التي لا تزال الجزائر تتشبث بها، لسبب بسيط هو أن القضية ترتبط بحياة نظام العسكر بالجارة الشرقية، لأن ذهاب النظام العسكري يعني نهاية الأطروحة الانفصالية، وهو ما تسير في اتجاهه الأحداث بعد الحراك الشعبي في الجارة الشرقية، وبعد إقبار الأمم المتحدة لأطروحة “تقرير المصير” ودعوتها الأطراف المعنية بمن فيها الجزائر إلى الانخراط الفعلي في مسلسل سياسي جدي متوافق عليه..

وعكس الحضور الوازن بمؤتمر مراكش، الذي عرف مشاركة وفود 40 دولة افريقية، لم يحضر في ندوة بريتوريا سوى بعض الدول التي لا تزال تحن إلى أجواء الحرب الباردة ومرحلة الثنائية القطبية، وأغلبها دول ديكتاتورية ولاديمقراطية، حيث استنجدت الجزائر وجنوب إفريقيا بكوبا وبعض الدول خارج القارة الإفريقية ..

ويهدف مؤتمر مراكش، الذي يعرف مشاركة نحو 40 بلدا إفريقيا، من المناطق الخمس للقارة، إلى التعبير عن دعم قرار الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي (رقم 693)، الذي تم اعتماده في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة يومي 1 و2 يوليوز 2018 بنواكشوط (موريتانيا)، مشيرة إلى أن هذا القرار يجدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

ويكشف تسابق الجزائر وجنوب إفريقيا لعقد ندوة للتضامن مع الانفصاليين، إلى تحوير مسار التسوية الأممية التي يعرفها نزاع الصحراء، وذلك من خلال اللجوء إلى منظمة جهوية افريقية ليس من اختصاصها مناقشة ملف الصحراء المغربية، ويتعلق الأمر بالمجموعة الإنمائية لجنوب القارة الإفريقية المعروفة إختصارا بـ “SADC” والمكونة من 16 دولة إفريقية والتى يوجد مقرها بغابورون عاصمة بوتسوانا، والتي تسيطر عليها جنوب إفريقيا.

مؤتمر مراكش، كما جاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، يهدف إلى دعم القرار693 المعتمد في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الافريقي، التي انعقدت يومي 1 و 2 يوليو 2018 في نواكشوط (موريتانيا)، و يؤكد هذا القرار مجددا على حصرية معالجة ملف الصحراء من طرف الأمم المتحدة.

وبسلوكها هذا، تكون الجزائر وجنوب إفريقيا وكمشة الدول الحاضرة في ندوة بريتوريا، قد خرجت عن الإجماع الإفريقي في مؤتمر الاتحاد الإفريقي بالخرطوم الذي أكد على حصرية معالجة ملف الصحراء من طرف الأمم المتحدة.

للإشارة فقط، فإن النظام العسكري بالجزائر خصص طائرة جزائرية رهن إشارة الانفصاليين وعلى رأسهم مجرم الحرب إبراهيم غالي، وذلك للتنقل إلى بريتوريا لحضور الندوة، وهو دليل على أن الجزائر هي التي تحرك القضية وأنها متورطة حتى النخاع في هذا الملف المفتعل، كما أن ذلك يؤكد بأن نظام العسكر، الذي يطالب الحراك الشعبي الجزائري برحيله، لا يزال يتجاهل مطالب الشعب ويزدريها ولا يقيم للمواطنين الجزائريين أي اعتبار، بل إنه يفضل الانفصاليين على مصالح الشعب الجزائري، لأنه يستعمل ورقة البوليساريو كما ورقة الإرهاب كذرائع للبقاء والديمومة في الحكم..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar