الجزائر.. اهتمام إعلامي بالتصعيد غير المسبوق بين الجيش والرئاسة

استأثرت الأوضاع في الجزائر، التي تعيش على وقع الاحتجاجات والشائعات والأخبار المتضاربة، باهتمام وسائل الإعلام الجزائرية والدولية، وذلك في ظل الإعلان عن حكومة تصريف الأعمال، التي ستكون أمام مهمات شاقة أولها قبول الجزائريين بها وإقناعهم أنها حكومة تسير البلاد بذهنية جديدة.

وعقب إعلان رئيس الوزراء الجزائري المكلف نور الدين بدوي تشكيلته الحكومية، عادت صحيفة روبرترز للحديث عن هذه التعيينات التي تغيّب عنها اسم رمطان العمامرة، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية المعين قبل ثلاثة أسابيع فقط من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وقالت الصحيفة إن الحكومة ستكون أمام مهمة شاقة كما أن عمرها محدد زمنيا لأنها حكومة تصريف أعمال فقط، ستنتهي فترتها بتحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية في الجزائر. صحيفة رويرترز تساءلت على غلافها: ماذا بعد؟ وأشارت في افتتاحية بقلم رابح سراج إلى أن تغيير السلطة في الجزائر يشبه مخاضا عسيرا قد يضر بالجسم بالكامل.

وأشار الكاتب إلى الشائعات والأخبار الكاذبة التي راجت في الأيام الأخيرة ودعت الصحيفة الجزائريين إلى التركيز على هدفهم وهو تغيير النظام في الجزائر عوض التركيز على الصراع داخل مراكز القرار في أعلى هرم السلطة.

هذا الصراع أشارت إليه كذلك صحيفة الخبر الجزائرية، وعنونت مقال له بـ “الحراك الشعبي في مواجهة صراع أجنحة السلطة”، حيث قالت إن الجيش ينهي سلطة محيط الرئيس بعد سنوات من التحالف، وتلمح الصحيفة بذلك إلى إعادة تأكيد قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح على ضرورة تطبيق البند 102 من الدستور الجزائري، والذي يقضي بعدم أهلية الرئيس بوتفليقة لمواصلة مهامه كرئيس للبلاد بسبب ظروفه الصحية.

ونقلت الصحيفة عما سمتها مصادر متطابقة أن رئيس الجمهورية سيعلن انسحابه خلال اليومين المقبلين، كما نقلت عن المصادر نفسها أنه وبعد بيان قيادة الأركان ليوم السبت، فقد تمت مباشرة مفاوضات انتهت للوصول الى مخرج للأزمة بانسحاب الرئيس من خلال تقديم استقالته.

بيان المؤسسة العسكرية شكل تصعيدا غير مسبوق في الصراع القائم بين الجيش ومؤسسة الرئاسة، تقول صحيفة “العرب” اللندنية، التي تشير هي بدورها إلى امتناع مؤسسة الرئاسة، كما تقول الصحيفة، عن الاستجابة لمقترح تفعيل بند إعلان الشغور في منصب رئيس الجمهورية، وبروز مؤشرات مقاومة داخلية لبقاء بوتفليقة في منصبه، وترى صحيفة العرب أن ذلك ينذر بصدام مرتقب بين الطرفين.

توقيف رجل الأعمال المقرب من السلطة علي حداد ليس إلا حلقة في مسلسل التصعيد غير المسبوق بين مؤسستي الجيش والرئاسة، تقول الصحف. وبهذا الصدد كتبت صحيفة الوطن الجزائرية حول خبر توقيف علي حداد فجر يوم أمس في المركز الحدودي المسمى أم الطبول والمؤدي إلى تونس، كما أشارت الصحيفة إلى منع السلطات الطائرات الخاصة من الهبوط والإقلاع في كل مطارات الجزائر.

و أشارت جريدة الوطن إلى ورود أخبار عن منع رجال أعمال ومسؤولين محسوبين على المحيط الرئاسي من السفر إلى خارج البلاد.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar