بوتفليقة لغز يخيف الجزائريين

تحت عنوان “بوتفليقة لغز يخيف الجزائريين”، كتبت مجلة جون أفريك، الصادرة بفرنسا في عددها الأخير، تحقيقا عن الجزائر قالت في بدايته إنه بين أنصار استبقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكم وبين أنصار إقالته يبقى النقاش حول وضعه الصحي وقدرته على ممارسة الحكم غائبا.

المجلة تقدم وصفا دقيقا للحالة الصحية لبوتفليقة لما أراد الظهور أمام عدسات الكاميرا تحت إلحاح الشعب، قائلة إن الرئيس كانت نظراته شاردة يحاول النظر إلى المصورين ويرفع كتفا ويحط الأخرى ويضع دراعا فوق دراع.

وأشارت المجلة إلى أن حصة التصوير هاته، التي تمت إقامتها عقب المجلس الوزاري، لم تستمر سوى ثلاث ثواني حتى يظهر الرئيس بوتفليقة للرأي العام. هذه الثواني الثلاث لها أهمية كبيرة لدى من يتحكمون في حياة بوتفليقة، وهم الذين يتحكمون في توزيع صور الرئيس على شاشات التلفزة، والغرض هو أن يقولوا إن بوتفليقة “مازال هنا”. وقال بوتفليقة لأحد زواره عبارة ساخرة “أنا أعرف، والله يعرف قليلا” والعياذ بالله.

لقد تم بث هذه الصور في وقت يزداد النقاش حول صحة الرئيس ومدى قدرته على ممارسة مهامه، وحول خليفته، وهو النقاش الذي يدور وسط النخب السياسية والعسكرية. ويأتي ذلك مرفوقا بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الجزائر نتيجة انخفاض أسعار البترول.

هناك من جهة السياسيون الذين يطالبون بالمغادرة الطوعية لبوتفليقة تحت هذه الصيغة أو تلك، وهناك المدافعون عن الرئيس من مختلف التشكيلات السياسية الذين يدعمون بقاءه في السلطة

هذه القضية لا تطرح ليست جديدة، فقد كانت موضوعا للنقاش سنة 2013 عندما تم نقل بوتفليقة إلى المستشفى العسكري بفرنسا.

فمغادرة الرئيس طوعيا أو تأسيس مرحلة انتقالية كانت موضوعا هز أركان الحكم في الجزائر. غير أن المؤسسة العسكرية التي يسيرها الجنيرال أحمد قايد صالح، القائد العام للجيش ونائب وزير الدفاع، والحكومة وأحزاب التحالف الحكومي، كلها تقف كتلة واحدة في وجه المطالبين بالتغيير رغم الوضع الصحي الحرج للرئيس.

وأوضحت المجلة أن الرئيس بوتفليقة لا يستقبل أعضاء الحكومة ولا يلتقي رئيس الحكومة إلا نادرا.

لكن هل تتم ممارسة الحكم فعلا بالوكالة؟ بالنظر إلى عزلة قصر زيرالدة، حيث يعيش بوتفليقة ويعالج و”يحكم”، أصبح من المستحيل معرفة الحقيقة من الخطأ والإشاعة من الخبر. فطبيعة النظام الجزائري لا تسمح بتحليل الألغاز حول نمط الحكم.

 

 

 

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar