الجزائر..استمرار انتفاضة الطلبة لمساندة الحراك الشعبي

يتواصل تصعيد الطلبة عبر الجامعات الجزائرية، باستعدادهم للخروج في ثامن مسيرة لهم غدا الثلاثاء المصادف ليوم العلم 16 أبريل، والتي ستأتي بعد قرارهم الدخول في اضراب مفتوح عبر غالبية الجامعات مساندة للحراك الشعبي، وتأكيدا على تمسّك الطلبة بانتفاضتهم في وجه السلطة و قوات الأمن التي سلطت عليهم مختلف أنواع العنف و القمع خلال مسيرة الثلاثاء الماضي.

 

الداعون للإضراب مجهولون ..

مباشرة بعد عودة الطلبة إلى الجامعات من العطلة الاجبارية التي فرضت عليهم من قبل وزير القطاع السابق الطاهر حجار من 10 مارس والى غاية 4 أبريل،  بدأت الاصوات والنداءات الداعية إلى الإضراب تتعالى من جهات مجهولة لا تحمل أي غطاء أو صفة نقابية أو تنظيمية.

 وبعد أسابيع من الأخذ والرد بين الطلبة والأساتذة والإداريين، توصلت غالبية الجامعات إلى غاية اليوم 15 أبريل إلى قرار مقاطعة قاعات الدراسة في إطار مساندة الحراك الشعبي ودعم صوت الشارع المطالب بالتغيير واسقاطا بقايا ورموز النظام البوتفليقي ومؤسساته، بما فيها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي.

إضراب الطلبة خيار وطني

وفيما فصلت أغلب الجامعات الجزائرية في قرار الدخول في اضراب مفتوح على غرار جامعات سطيف ووهران وتيزي وزو وبومرداس، سجّلت العديد من الجامعات تذبذبا في الدراسة بين طلبة وأساتذة مقاطعين وآخرون رافضون لهذا الخيار، لتظل وتيرة الدراسة غير مستقرة بل وتحمل مؤشرات سنة بيضاء، خاصة بعد التحاق جامعات باب الزوار وبن يوسف بن خدة وكلية العلوم الاتصال بركب الإضراب.

وتم التصويت يوم أمس الأحد 14 أبريل بغالبية الأصوات على قرار مقاطعة الدراسة وتنظيم وقفات احتجاجية على طول الأسبوع داخل الحرم الجامعي والتي ستكون متبوعة بشكل دوري بمسيرات الطلبة التي ستخرج الى الشارع كل يوم ثلاثاء، ودون انقطاع الى غاية تحقيق اهداف الحراك الشعبي.

ثلاثاء الطلبة يصعّد الضغط

وكانت مسيرات الطلبة التي انطلقت منذ شهر فيفري الماضي مع بداية الحراك الشعبي (22 فبراير)، قد شكلت نقطة ضغط كبيرة من الشارع الجزائري على السلطة، حيث نجح صوت الطلبة في الحفاظ على وتيرة الاحتجاجات داخل أسوار الجامعات وخارجها في “مسيرات الثلاثاء” رغم أساليب القمع التي تم تسليطها عليهم من قبل الأجهزة الأمنية خاصة يوم الثلاثاء الماضي 9 أبريل، حيث واجهت قوات الامن مسيرة طلبة العاصمة بأساليب قمع وتعنيف غير مسبوقة وهو ما زاد من حدة الاحتقان والدفع الى الاضراب داخل الجمعات.

افراغ الجامعات لا يخدم الحراك

دعوات الإضراب التي من شأنها توقيف الحركة داخل الحرم الجامعي، تلقفها بعض الفاعلين بكثير من الريبة ، حيث شكّك   المنسق الوطني لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي عبد الحفيظ ميلاط، في الجهات الداعية لإضراب التي يراه لا يخدم الحراك الشعبي بل ويؤثر سلبا على الجامعة الجزائرية.

 ولم  يستبعد ميلاط، في تصريح لموقع “كل شيء عن الجزائر”، بان تكون الأطراف المجهولة التي تدعو لمقاطعة الدراسة هي نفسها الجهات التي اشارت على الوزير السابق الطاهر حجار بإخراج الطلبة الى عطلة اجبارية شهر مارس الماضي من اجل افراغ الجامعات وأضعفت الوقفات والمسيرات الطلابية.

وفي هذا الصدد وضح ميلاط بأن الداعين للإضراب لا يحملون أي صفة تنظيمية بل ويتحدون باسم “الطلبة الاحرار”، وهو ما يدعو حسبه للشك، مؤكدا بأنه ليس من مصلحة الحراك افراغ الجامعات التي سيهجرها الطلبة في غضون أسبوع واحد بعودة الطلبة  المقيمين الى بيوتهم وهو ما سيتسبب في اضعاف صوت الجامعات التي كان عليها ان تضمن الحد الأدنى من الدراسة لضمان بقاء الطلبة و اخضاعهم لبرامج توعوية من خلال محاضرات حول الدستور و الفترة الانتقالية وغير ها من المواضيع التي من شانها تكوين موقف واعي لدى الطلبة الجامعيين .

وفي السياق ذاته، حذّر ميلاط من تبعات الاضراب الذي من شأنه دفع الجامعة إلى خيارين لا ثالث لهما، إمّا سنة بيضاء تترتب عليها نتائج سلبية بالنسبة للسنة المقبلة، أو تمديد موسم 2018/2019 إلى السنة القادمة، وهو ما تترتب عليه أيضا نتائج ليست أقل سوءا من الخيار الأول .

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar