محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية أعطت دفعة جديدة لمشروع أنبوب الغاز المغرب- نيجيريا

طفا مجددا مشروع أنبوب الغاز المغرب- نيجيريا إلى السطح، وعادت مختلف وسائل الإعلام الأوربية والإفريقية تتحدث عنه كبديل حقيقي ومستقبلي لأوربا للاستغناء عن الغاز الروسي. وأظهرت العديد من الهيئات والجهات استعدادها لتمويل المشروع العملاق الذي سينقل الغاز من نيجيريا إلى أوروبا عبر 11 دولة بشراكة مع المغرب، تنفيذا للاتفاق الموقع بينهما في سنة 2016.

ويرى المحللون، أن الظروف الحالية مواتية لإيجاد تمويل للدراسات والانطلاق في تنفيذ باقي خطوات المشروع، حيث ستبدأ عملية تمديد الأنابيب من غانا، بعدما شرعت نيجيريا في وقت سابق في العملية.

وفي هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي تاج الدين الحسيني، أن مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب سيحظى بتمويل العديد من الجهات التي أصبحت ترى فيه البديل، خاصة من طرف دول الاتحاد الأوربي التي تتجه نحو الاستغناء عن الغاز الروسي بعد  شهور، بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، ومن طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى بلدان الخليج قد تهتم بتمويل المشروع نظرا لنتائجه الواعدة.

وأوضح تاج الدين الحسيني في تصريح ل موقع 360، أن إفريقيا ستكون أمل أوروبا وستعمل على إمدادها بالغاز لتحقيق أمنها الطاقي، لذلك سيحظى مشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، باهتمام كبير في أوروبا الغربية، وقد أعيد إطلاقه للتو، بمنح منظمة أوبك 14 مليون دولار لاستكمال الدراسات المتعلقة بالجوانب البيئية والاجتماعية.

وأكد، تاج الدين الحسيني في التصريح نفسه، أن “الحرب في أوكرانيا أعادت إحياء المشروع، مشيرا أن خط الأنابيب بين نيجيريا والمغرب سيبلغ طوله حوالي 3000 كيلومتر، إذا استبعدنا مساره الحالي الذي يمر منذ عام 2010 عبر بنين وغانا وتوغو .

 وعن أهمية مشروع أنبوب الغاز العابر للقارات بالنسبة للمملكة المغربية، أكد الحسيني، أن المغرب سيلبي حاجياته الطاقية وسيحقق أمنه الطاقي عن طريق الغاز النيجيري، فضلا عن حصة باقي الطاقات المتجددة التي أطلق بشأنها المغرب استراتيجية واضحة منذ سنوات.

لكن الدكتور تاجي الدين الحسيني، أوضح في الأخير، أن تنفيذ المشروع لا يمكن أن يتحقق ما لم يحصل على تمويل، فالمال هو عصب الاقتصاد، ولا يمكن أن ينجح دون تبديد الصعوبات أو تجاوز المعيقات المالية، وعلى أوروبا أن تقدم المساعدة والدعم، لأنها في حاجة لنجاح المشروع المغربي- النيجيري الذي سيغنيها عن الغاز الروسي في المستقبل.

ولم يفت المحلل السياسي الحديث عن “سياسة المكانة” أو الريادة التي يحظى بها المغرب لدى الشركاء الأفارقة والأوربيين، وهي مكانة تعتمد على “الثقة والاحترام” وهي أساسية لضمان تنفيذ المشروع و إمداد أوروبا بالغاز انطلاقا من غرب إفريقيا.

جدير بالذكر أن وزير البترول النيجيري، تيميبري سيلفا، أعلن يوم الاثنين الماضي، أن الشريكين الرئيسيين لخط الأنابيب هذا، هما نيجيريا والمغرب، ويبحثان حاليا عن الدعم المالي لجعل خط الغاز هذا حقيقة واقعة، ومن المقرر أن يصبح هذا الخط 5650 كلم، ثاني أطول خط أنابيب في العالم بعد خط الصين أكثر من 8000 كلم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar