وأخيرا…نظام العسكر الجزائري يسمح بتقرير مصير شعب القبائل

في ظل العزلة القاتلة التي يعيشها داخليا وخارجيا، وأمام الهزائم الدبلوماسية التي لحقت به خاصة في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يحاول نظام العسكر الجزائري إقناع نفسه قبل الغير بـ”وجوده” من خلال مجموعة من التحركات البهلوانية كما هو الشأن بالنسبة لزيارة تبون العسكر لتركيا بداية هذا الأسبوع، ونباح أبواقه الدبلوماسية العسكرية من أمثال البولدوغ رمطان لعمامرة والسلوقي عمار بلاني المتفانيان في الدفاع عن العقيدة المرضية لنظام كوريا الشرقية، وكذا تنظيم بعض الأنشطة التي لا يحضرها سوى المطبلين للكابرانات والمنتفعين من ريع النفط والغاز التي لا يستفيد منه الشعب المغلوب على أمره منذ أن سرقت مؤسسة الجيش ثمار الاستقلال في بدايات ستينيات القرن المنصرم.

ومن بين هذه الكرنفالات المسرحية، التي دأب على تنظيمها الكبرانات لتلميع صورتهم المتسخة والتي لن تنفع معها كل مساحيق التنظيف في العالم، ذاك التجمهر الذي سماه المنظمون بـ”الملتقى الدولي لأصدقاء الثورة الجزائرية”، الذي انطلق أمس الثلاثاء ويتواصل اليوم الأربعاء تحت شعار مغري ومغرض في آن الوقت:”الثورة الجزائرية: موطن إشعاع للقيم الإنسانية وجسر للصداقة بين الأمم”!

ما يهمنا في هذا الكرنفال، هو ما جاء في ما سمي بـ” رسالة وفاء” وجهتها الجزائر إلى المشاركين في الملتقى، وقرأها “وزير المجاهدين وذوي الحقوق” العيد ربيق، والتي تضمنت بعض التعابير المضحكة والموغلة في الكذب والبهتان، كادعائها بأن “الجزائر التي اكتوت بالأمس بنيران الظلم والطغيان، وعانى شعبها المكافح من الظلم والاستبداد، تأخذ اليوم على عاتقها استكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار”، وهو ما يتناقض مع ما يقوم به النظام اليوم من خلال دعم الحركات ىالانفصالية والدول المارقة التي تكرس الاستعمار والممارسات الكولونيالية.

كما جاء في الرسالة أن “الجزائر تبقى مجندة في الدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم ليسود السلم والأمن والعدل…”! وهو لعمري أقصى درجات الكذب والضحك على الذقون، لأن ما تمارسه الطغمة العسكرية المتنفذة في الجزائر اليوم، من قمع للشعب المطالب بتقرير مصيره وعداء للجيران ومحاولة تفتيت وحدتهم الترابية، لا يمكن آن يقوم به من يرغب في ان يسود السلم والأمن والعدل، ولنا في الأفعال الإجرامية التي يقترفها يوميا نظام العسكر ضد الشعب الجزائري عموما، وأبناء القبائل خصوصا، دليل على ما نقول، كما ان إيواء مرتزقة البوليساريو المسلحين في تندوف ودعمهم ماديا ولوجيستيكيا وتسخير كل الإمكانيات والوسائل للدفاع عن أطروحتهم الإنفصالية المشروخة في المحافل الدولية، يتناقض مع هذه العبارات والشعارات الفارغة التي حيكت بها الرسالة…

إن أول شيء يجب على الجزائر(نظام العسكر)، ان تفعله لإظهار حسن طويتها والتأكيد على انها محقة فيما تقوله في الرسالة، هو تمتيع 12 مليون من أبناء القبائل بحقهم في تقرير مصيرهم، كما جاء على لسان الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة عمر هلال، خلال إفحامه لبوق النظام العسكري الجزائري محمد النذير العرباوي، خلال انعقاد لجنة 24 بسان لوسي، حيث ذكره بأن “تقرير المصير مبدأ كوني ولا يقبل قراءة مجتزأة”.

وأفحم عمر هلال سفير العسكر الجزائري، حينما خاطبه بنبرة قوية وحازمة: “أنتم تطالبون بتقرير المصير لـ20 ألف شخص تحتجزونهم في مخيمات تندوف، لكنكم تصادرون حق سكان يبلغ عددهم 12 مليون نسمة”، مذكرا إياه بأن “شعب القبائل خضع للاستعمار العثماني ثم الفرنسي والآن الجزائري”، معربا عن أسفه لكون الأمر يتعلق بأطول احتلال في تاريخ إفريقيا، ومتسائلا:” لماذا لا تسمح الجزائر لشعب القبايل بتقرير مصيره والتعبير عن نفسه واختيار مصيره بحرية، على غرار ما تطالب به لسكان مخيمات تندوف”.

واستنكر عمر هلال الانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان في الجزائر، مشيرا إلى أن عشرات البيانات الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تندد بالاعتداءات التي تطال الحريات الأساسية في هذا البلد الذي يلاحقه سجل مظلم لحقوق الإنسان.

هذه هي الحقيقة، أما إدعاء الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ظالما أو مظلوما، وهلمّ خزعبلات وشعارات رنانة وفارغة فلن ينفع في شيء، لأن حبل الكذب قصير كما قالت العرب…ولنا في ما يعيشه الشعب الجزائري، وأبناء القبائل على الخصوص، أكبر دليل على نفاق الطغمة العسكرية …

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar