التدخين يقتل 12.800 شخصا سنويا بالمغرب

يخلد العالم، الثلاثاء 31 ماي، اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والذي يعد مناسبة سنوية لتنظيم حملات تحسيسية وتوعوية بخطورة مادة التبغ على جسم الإنسان وعلى البيئة.

وفي هذا الإطار، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الثلاثاء 31 ماي 2022، حملة وطنية تحسيسية تمتد إلى غاية 21 يونيو المقبل، بهدف زيادة الوعي بمخاطر التدخين الصحية، ومدى تأثيره على البيئة.

74 ألف حالة من أمراض القلب والشرايين

أكد الدكتور أحمد صبيري، رئيس مصلحة صحة العمال بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، أن التبغ أحد الأسباب الرئيسية للسرطانات الرئوية، موضحا أنه من أصل 10 سرطانات توجد تسعة سببها المباشر هو التبغ أو التدخين بصفة عامة.

وعلاوة على الأمراض السرطانية، يضيف صبيري،  في تصريح لموقع الإذاعة والتلفزة المغربية “أس أن أر ـي-نيوز”، يتسبب التبغ في العديد من الأمراض الأخرى من قبيل القلب والشرايين، مبرزا أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنجزت تقييما حول الأثر الوبائي والاقتصادي للتدخين بالمغرب سنة 2021، والذي أظهر أن التبغ تسبب سنة 2019 في 74 ألف حالة من أمراض القلب والشرايين بالبلاد، كما يتسبب في 4227 حالة جديدة سنويا من سرطان الرئة، فيما بلغ عدد الوفيات المنسوبة إلى التبغ 12 ألفا و800 حالة وفاة مبكرة.

بدورها أكدت الوزارة، في بلاغ لها، أن التبغ يعد السبب الرئيسي للوفيات والأمراض التي يمكن اجتنابها، مشيرة إلى أن معدل انتشار نسبة التدخين بين البالغين في المغرب يفوق 13,4 في المائة، تتوزع بين 26,9 من الرجال و0,4 في المائة من النساء.

كما تبلغ نسبة انتشار التدخين بين المتمدرسين، الذين تتراوح أعمارهم من 13 الى 15 سنة، 6 في المائة، ويتعرض حوالي 35,6 في المائة من السكان للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية.

وسبق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن نبه من تنامي السلوكات الإدمانية بشكل كبير بالمملكة، مشيرا إلى وجود حوالي 6 ملايين من المدخنين، منهم نصف مليون من القاصرين دون سن 18 سنة.

حماية غير المدخنين

وفي السياق ذاته، تبين من خلال التقييم الذي أنجزته الوزارة، بأن التكلفة الاقتصادية السنوية للتبغ في المغرب تفوق 5 مليارات درهم، وتمثل 8,5 في المائة من إجمالي النفقات الصحية، و0,45 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي مقسمة بين التكلفة الطبية المباشرة (60,9 في المائة) وتكلفة الوفيات (33,0 في المائة) وفقدان الإنتاجية المرتبط بالمرض (6,1 في المائة).

وللتقليل من مخاطر التدخين الصحية والاقتصادية والبيئية، أكدت وزارة الصحة إشراك الجميع في هذه الحملة أفرادا وإدارات ومجتمع مدني، قصد تعزيز مكافحة التبغ، لا سيما في ما يتعلق بمنع بدء التدخين بين الشباب، ودعم ومرافقة الإقلاع عن عادات التدخين من خلال الالتزام بخدمات المساعدة في الإقلاع عن التدخين، المتوفرة في مؤسسات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

ودعت، في حملتها المنظمة تحت شعار “لنوقف التدخين من أجل صحتنا وصحة بيئتنا”، والذي يعد جزءً من استمرار الاحتفال باليوم العالمي للصحة 2022 “كوكبنا، صحتنا”، إلى تنفيذ التشريعات الصارمة اللازمة لحماية غير المدخنين من التعرض لدخان التبغ وحظر التدخين في جميع الأماكن العامة.

ماذا عن بدائل السجائر ؟

يستعمل العديد من الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين بدائل أخرى من قبيل تقنية التبغ الساخن “Tabac chauffé”، والسيجارة الإلكترونية، فضلا عن لاصقات النيكوتين وعلكة النيكوتين وغيرها من الوسائل، وهي مواد تحتوي على النيكوتين إلا أن البعض يصنفها أقل ضررا من السجارة العادية…

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أحمد صبيري أن أي مادة تحتوي على النيكوتين فهي مضرة بجسم الإنسان، وإن اختلفت نسبته أو طريقة استعماله.

وأوضح رئيس مصلحة صحة العمال، بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ضمن تصريحه لذات الموقع، أن جميع الدراسات أثبتت هذا المعطى وحذرت من خطر هذه البدائل، مبرزا أن الإقلاع عن التدخين يتطلب أولا إرادة حقيقية، ثم التوجه إلى أحد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة من أجل تتبع حالة المدخن ومعرفة الطريقة المناسبة للإقلاع.

كما أكد أن هذه العملية تتطلب بعض الوقت ومتابعة دورية، فضلا عن تقييم للشخص الراغب في الإقلاع عن التدخين، وذلك خلال مدة يمكن أن تصل إلى 6 أشهر أو سنة.

ضرر على البيئة

لا تنحصر أضرار التدخين على الأمراض السرطانية والوفيات، بل تهم أيضا البيئة، وفق معطيات منظمة الصحة العالمية التي أكدت في حملتها بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين أن التأثير الضار لصناعة التبغ على البيئة واسع النطاق وآخذ في التفاقم، مشيرة إلى أن التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام ويدمر البيئة، ويلحق أيضا الضرر بصحة الإنسان من خلال الزراعة، والإنتاج، والتوزيع، والاستهلاك، ومخلفات ما بعد الاستهلاك.

كما أبرزت منظمة الصحة العالمية في حملتها لهذه السنة أن 22 مليار لتر من المياه تستعمل في صنع السجائر، فضلا عن 84 مليون طن من غازات أكسيد الكربون تنبعث من صناعة التبغ عبر احتراق الأشجار والغابات إذ تنطلق الانبعاثات في الهواء وتؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، إضافة إلى أنه يتم قطع 600 مليون شجرة من أجل صناعة السجائر.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar