الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي يصفع نظام العسكر الجزائري

صدم باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، نظام العسكر الجزائري عندما تحدث عن “54 دولة إفريقية”، منضوية تحت لواء الاتحاد الإفريقي، وهو ما أعاد إلى أذهان كابرانات فرنسا “سيناريو” تغيير الخارطة الكروية القارية، بما لا تشتهيه سفن الطغمة العسكرية في كوريا الشرقية، والتي دأبت على استعمال ريع النفط والغاز لاستمالة الدول الافريقية وجعلها تنخرط في دعم اسطواناتها المشروخة المعادية لوحدة المغرب الترابية..

جنرالات الجزائر كانوا يعتقدون أن زيارة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، للجزائر ستكون فرصة لتلميع صورتهم ومن تم الركوب عليها واستغلالها للعزف على وتر جمهورية الوهم واسطوانتهم المشروخة، معتقدين أن انتماء رئيس الكاف لدولة جنوب إفريقيا المعادية لوحدة المغرب الترابية والمنخرطة في جذبة الكابرانات، قد تسمح لهم بانتزاع تصريح او إشارة قد تسعفهم في دعم مرتزقة البوليساريو، إلا أن موتسيبي كان حاسما ولم يفتح لأبواق العسكر الباب لاستغلال زيارته لكوريا الشرقية، وكانت الصدمة وخيبة الأمل كبيرتين حين قال في تصريح صحافي: “بصفتي رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أسعى إلى العمل مع الاتحادات الممثلة لـ 54 دولة إفريقية”، وهو ما يخالف أطروحة الطغمة العسكرية الجزائرية التي تعترف بكيان وهمي يدعى “البوليساريو”.

تصريحات موتسيبي تأتي طبقا للسياسة الجديدة للاتحاد الإفريقي الهادفة إلى أبعاد السياسة عن الرياضة وتنقية الأجواء داخل المؤسسة الرياضية القارية ومحاربة الفساد المستشري داخلها لعقود، والذي استفادت منه الجزائر وبعض الدول الديكتاتورية من خلال شراء الذمم باستعمال ريع النفط والغاز.

هذه السياسة الجديدة، بدأت معالمها تتضح بداية من “بروتوكول” الرباط، عندما صادقت الجمعية العمومية الثالثة والأربعين للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، المنعقدة في 12 مارس 2021، بأحد فنادق العاصمة المغربية، بالإجماع على إلزامية الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري بالانخراط ضمن منظمة الأمم المتحدة، وهو ما يقطع الطريق أمام الجزائر لحشر دميتها ومرتزقتها في الكونفدرالية كما فعلت من قبل في منظمة الوحدة الافريقية باستغلال سلاح النفط والغاز.

وصوتت الجمعية العمومية لـ”الكاف” آنذاك، بنسبة 100 بالمائة من الحاضرين، على تعديل القانون المتعلق بعضوية الجهاز الكروي القاري، ضمن التعديلات المقترحة في النظام الأساسي، والتي همت أيضا الرفع من عدد نواب الرئيس داخل المكتب التنفيذي من ثلاث إلى خمس أعضاء، وهو التصويت الذي شارك فيه رئيس اتحادية الجزائر لكرة القدم “الفاف”، ما جر عليه غضب الجنرالات.

تلك التغييرات الهيكلية والهامة، جاءت في وقت كانت فيه العديد من السيناريوهات السياسية تطبخ لإدخالها من باب الرياضة، خصوصا من طرف جنوب إفريقيا والجزائر، لضم جبهة “البوليساريو” الانفصالية كعضو في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على أساس عضويتها في الاتحاد الإفريقي.

وبدأت كل من الجزائر وجنوب إفريقيا العمل على هذا السيناريو منذ 2016، قبل أن يدخل المغرب بقوة في دواليب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عبر رئيس الجامعة فوزي لقجع الذي ثبت نفوذه داخل الـ CAF بشكل كبير، وعزز حضورها كرقم صعب داخل قرارات أهم منظمة إفريقية رياضية، وهو ما جعل كل احتمالات خلط السياسي بالرياضي من طرف جنوب إفريقيا والجزائر مدعومين ببعض دول شرق القارة أمرا صعبا بل مستحيلا…

تصريح موتسيبي ضرب في العمق عقيدة نظام العسكر الجزائري، الذي كان يتطلع من خلال زيارة موتسيبي، إلى كسب بعض النقاط في العلاقة مع أقوى مؤسس كروية قارية، بعد أن ظل مقعدها شاغرا، منذ رحيل محمد روراوة ثم فقدان خير الدين زطشي، الرئيس السابق للاتحادية المحلية،  صراع المنافسة على عضوية مجلس الاتحاد الدولي “فيفا”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar